ناسور الأمعاء : الأعراض، الأسباب، تشخيص وطرق العلاج إذا كنت مهتما بهذا المرض النادر تابع قراءة المقال حتى النهاية للمزيد من المعلومات المهمة. بخصوص مشكلة ناسور الأمعاء الذي يعتبر إحدى الأمراض والمشكلات الهضمية النادرة حول العالم مقارنة بالأمراض الأخرى .
ما هي نواسير الأمعاء؟ |
نواسير الأمعاء : الأعراض، الأسباب، تشخيص والعلاجات المتاحة
ناسور الأمعاء مفرد نواسير الأمعاء (بالإنجليزية : Intestinal fistula) هو عبارة عن حالة مرضية نادرة تصيب الجهاز الهضمي تحديدا الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. وتتجلى في حدوث إتصال غير طبيعي للأمعاء مع الجلد أو مع الأنسجة الطلائية (بالأنجليزية : epithelial tissue). المجاورة لها فينتج عن ذلك تضيق قطر الأمعاء وبالتالي إحتباس الفضلات والأطعمة داخلها.
نواسير الأمعاء تؤدي لظهور أعراض أكثر ما يمكن أن نقول عليها أنها مزعجة وتؤثر سلبا على جودة الحياة اليومية للشخص المصاب بها. لكن يبقى المريض على هذا الحال شريطة قيامه بالفحص والتشخيص المبكر وكذا أخذ العلاج الفعال في وقته المناسب. تفاديا لتطور أعراض ناسور الأمعاء في إتجاه ظهور مضاعفات خطيرة له على الصحة الجسدية والنفسية. بشكل عام فإن الناسور قد يصيب أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي والجسم على حد سواء. حيث نجد مثلا الناسور الشرجي (Anal fistula)، ناسور الولادة (Obstetric fistula)، ناسور فموي غاري (oral fistula)، والعديد من الأنواع الأخرى التي سوف نتعرف عليها لاحقا.
يعتبر ناسور الأمعاء من المشاكل الصحية التي تصيب المرضى نتيجة مجموعة من العوامل والأسباب. مثل الأمراض الإلتهابية التي تصيب الأمعاء أو الإصابات والجروح وأحيانا الجراحة ذات الأهداف العلاجية أو العدوى الطفيلية. وبشكل عام فإن ناسور الأمعاء يتشكل عندما يحدث إتصال وترابط بين النسيج الطلائي لسطح طبقة الأمعاء. مع نسيج طلائي آخر لأجزاء معينة من الأمعاء أو لأعضاء مجاورة لها وللجهاز الهضمي بشكل عام.
وتجدر الإشارة أنه عندما يصاب أحد ما بناسور الأمعاء فإن قطر هذه الأخيرة يتقلص بشكل كبير. الشيء الذي يحول دون مرور الطعام والفضلات من المعدة في إتجاه القناة الشرجية (المستقيم والشرج). وبالتالي رفع إحتمالية إنسداد الأمعاء وظهور مضاعفات أخرى خطيرة قد تؤدي في غياب التدخل الطبي العاجل بحياة المريض إلى الوفاة.
• الناسور الداخلي : يربط هذا النوع من الناسور بين أجزاء الأمعاء بعضها مع بعض. أو بين الأمعاء وأعضاء الجهاز الهضمي المجاورة لها حيث نجد ما يلي :
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻮﻱّ ﺍﻟﻤﻌﻮﻱّ (ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳّﺔ: Enteroenteric fistulas) : يتشكل هذا النوع من الناسور بسبب حدوث إتصال أجزاء الأمعاء الدقيقة بعضها مع بعض. حيث نجد بشكل عام إتصال بين الإثنى عشر والصائم أو بين الإثنى عشر واللفائفي أو بين الصائم واللفائفي.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻔﺎﺋﻔﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﻨﻲ (ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳّﺔ : Ileosigmoid fistula) : في هذه الحالة يحدث إتصال غير طبيعي بين اللفائفي. الذي يمثل الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون السيني الذي يمثل أيضا الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة (القولون).
° ﻧﺎﺳﻮﺭ ﻣﻌﺪﻱ ﺻﺎﺋﻤﻲ ﻗﻮﻟﻮﻧﻲ (بالإنجليزية : Fistula gastric coli fasting) : أحيانا أيضا وفي بعض الحالات النادرة. قد يحدث إتصال بين المعدة والأمعاء الدقيقة تحديدا الصائم بالإضافة للأجزاء الأولى من القولون.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌِﺪﻱّ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻧﻲ (ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳّﺔ: Gastrocolic fistulas) : هذا النوع من الناسور يتميز بحدوث إتصال غير طبيعي بين المعدة وأجزاء مختلفة من الأمعاء الغليظة.
• الناسور الخارجي : يربط هذا النوع من الناسور بين أجزاء محددة من الأمعاء وأعضاء الجسم المجاورة لها حيث نجد ما يلي :
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻮﻱ ﺍﻟﺠﻠﺪﻱ (بالإنجليزية : Skin enteric fistula) : يحدث هذا النوع من الناسور. بين أجزاء الأمعاء أي ﺍﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﻔﺎﺋﻔﻲ) مع ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺠﻠﺪ بإستثناء ﺍﻟﻨﻮﺍﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺍﻟﺪﻭﺩﻳﺔ.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻮﻱ ﺍﻟﻤﺜﺎﻧﻲ (بالإنجليزية : Bladder intestinal fistula) : يتشكل هذا النوع من الناسور. عندما يحدث إتصال غير طبيعي بين الأمعاء الدقيقة أو الغليظة مع جدار المثانة البولية.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻮﻱ ﺍﻟﻤﻬﺒﻠﻲ (بالإنجليزية : Vaginal intestinal fistula) : قد يصاب العديد من النساء بهذا النوع من الناسور. خلال فترة ولادة الجنين حيت تلتسق جدران الأمعاء مع المهبل الشيء الذي ينجم عنه أعراض مزعجة للمرأة.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﻭﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ (بالإنجليزية Blood vessels intestinal fistula) : يصاب كذلك بعض الأشخاص. بناسور الأمعاء خارجيا من خلال حدوث إتصال غير طبيعي بين الأمعاء والأوعية الدموية.
أعراض نواسير الأمعاء
● أعراض ناسور الأمعاء الخاصة بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض. التي يعاني منها جميع المرضى المصابون بناسور الأمعاء على مستوى الجهاز الهضمي نذكر منها ما يلي :
• القيء المتكرر : يشتكي أغلب المرضى المصابون بناسور الأمعاء من رغبة ملحة ومزمنة في القيء وإرتجاع الطعام من المعدة. وذلك نتيجة أسباب عديدة تتعلق أساسا بعدم جاهزية وكفاءة الجهاز الهضمي على تفكيك وهضم الأغذية وتمريرها بشكل طبيعي على طول مسار الأنبوب الهضمي.
• ألم حاد في البطن : يعاني كذلك المرضى المصابون بناسور الأمعاء من ألم حاد ومزمن على مستوى الجزء السفلي من الجهاز الهضمي. مما يؤثر سلبا على جودة حياتهم اليومية ويساهم في ظهور مضاعفات نفسية مثل القلق والتوتر وأحيانا الإكتئاب.
• أحيانا يحدث نزيف المستقيم : قد يعاني بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء من خروج براز دموي يدل على حدوث نزيف من جدران القناة الشرجية. أو الجدار الداخلي للقولون وذلك بسبب صلابة الفضلات والأطعمة التي تندفع ببطئ عبر السبيل الهضمي بعد فقدانها كميات مهمة من المياه.
• التجشؤ المرافق برائحة كريهة : تنتاب كذلك المرضى المصابون بناسور الأمعاء. رغبة ملحة في التجشؤ الذي يكون عادة مرافق برائحة كريهة تصدرها الغازات من تخمر الأطعمة والفضلات داخل المعدة والأمعاء.
• تعاقب فترات من الإمساك والإسهال : بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره فإن تعاقب فترات من الإمساك والإسهال يعتبر من أبرز أعراض الناسور المعوي.
● أعراض ناسور الأمعاء خارج الجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض. التي يعاني منها بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء خارج الجهاز الهضمي أهمها نذكر ما يلي :
• إرتفاع درجة الحرارة والحمى : يعاني بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء من إرتفاع لدرجة حرارة الجسم. التي تؤدي مع مرور الوقت إلى الإصابة بالحمى الممرضة التي تضاعف خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات الخطيرة.
• إرتفاع معدل ضربات القلب : يشتكي كذلك بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء من إرتفاع ضربات القلب بشكل مزعج مع عدم إنتظامها. الشيء الذي يضاعف مخاوف المريض في إتجاه الإصابة بالخوف المرضي أو التوتر بعد الصدمة (تعرف بالخلعة أو الفجعة).
• الشعور بالجفاف والعطش : قد يتعرض الجسم للجفاف وتنتاب بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء رغبة ملحة في شرب المياه. وذلك بسبب فقدان كميات مهمة من السوائل نتيجة الإسهال الحاد والمزمن الذي قد يمتد لفترات طويلة جدا.
• الفاقات الغذائية الحادة : بسبب الإسهال أو بسبب تضرر الزغابة المعوية للأمعاء الدقيقة فإن الجهاز الهضمي. يصبح غير قادر على إمتصاص العناصر الغذائية (البروتينات، السكريات، الدهنيات، الماء، المعادن والفيتامينات). وتمريرها بكفاءة عالية إلى الدورة الدموية لتستفيد منها جميع خلايا الجسم البشري. ولذلك فإنه وفي هذه الحالة يتعرض الجسم لمجموعة من الفاقات الغذائية الحادة. التي تساهم في ظهور العديد من الأمراض والإضطرابات مثل فقر الدم ، هشاشة العظام، تساقط الشعر، تقسف الأظافر ...).
• فقدان الوزن والشهية : يؤدي سوء إمتصاص العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والفيتامينات) على مستوى الأمعاء الدقيقة. بالآضافة لفقدان الشهية المزمن إلى إنخفاظ ملحوظ في كثلة الوزن وتراجع بنية كل من العضلات والأعضاء التي تستظيف الدهون.
• ﺍﻹﻧﺘﺎﻥ ﺃﻭ ﺗﺴﻤﻢ ﺍﻟﺪﻡ : هي حالة مرضية تمثل أحد المضاعفات الخطيرة التي يصاب بها بعض المرضى المصابون بناسور الأمعاء. حيث تستجيب أجسادهم ﺑﺸﺪﺓ ﻟﻠﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻣﺆﺩﻳﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﻄﻴﺮ، ﻭﺗﻠﻒ ﺍﻷﻋﻀﺎﺀ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ.
أسباب نواسير الأمعاء
● أسباب ناسور الأمعاء الفيزيومرضية : قد يصاب العديد من الأشخاص بناسور الأمعاء جراء بعض الإضطرابات والأمراض. التي تصيب الأمعاء على وجه الخصوص أو تصيب الجسم على وجه العموم فتؤدي لظهور الناسور نذكر منها أساسا ما يلي :
• الإسهال المزمن والحاد : رغم تعدد أسباب الإسهال فإنه وفي بعض الحالات التي يكون فيها حادا ومزمنا. قد يساهم في إلتصاق جدران الأمعاء بعضها مع بعض مما يؤدي للإصابة بناسور الأمعاء.
• أمراض الأمعاء الإلتهابية : هناك نوعين من الأمراض الإلتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي حيت يصيب داء كرون الأنبوب الهضمي بداية من الفم والمريء. وصولا حتى القناة الشرجية (المستقيم والشرج) خلافا لإلتهاب القولون التقرحي الذي يقتصر تأثيره على الأمعاء الغليظة أو القولون فقط. وفي كلتا الحالتين فإن الأمعاء تتضرر وتتصل أنسجتها الطلائية بأجزاء الجهاز الهضمي المجاورة. أو بين أنسجة الأعضاء المجاورة للأمعاء الشيء الذي يؤدي لتكون ناسور الأمعاء.
● أسباب ناسور الأمعاء الجراحية : قد تتطلب بعض حالات المرضى الذين تعرضوا لأمراض وإضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي. مثل داء كرون، إلتهاب القولون التقرحي، سرطان القولون والمستقيم والقرحات الهضمية إجراء بعض العمليات الجراحية. ذات الأهداف العلاجية لكن حدوث الأخطاء الطبية المصاحبة لهذه العمليات من الممكن أن تساهم في تشكل ناسور الأمعاء لدى بعض المرضى.
● أسباب ناسور الأمعاء الطفيلية : قد يصاب كذلك بعض الأشخاص بناسور الأمعاء جراء التعرض لعدوى الطفيليات ذات الطابع البكتيري أو الفيروسي أو الفطري. والتي تنتقل إلى الإنسان عبر العديد من المصادر أهمها بالدرجة الأولى التغذية. لكن لا يحضى هذا العامل بشكل عام بإهتمام الأطباء إلى حد الساعة ويستبعد من الدراسات والأبحاث التي تشيد في هذا المجال.
تشخيص نواسير الأمعاء
● تشخيص ناسور الأمعاء شفهيا : هي مقابلة شفهية يجريها الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي. مع المريض بناسور الأمعاء تتخللها بعض الأسئلة أهمها نذكر ما يلي :
• مراجعة التاريخ الطبي المرضي : يستفسر الطبيب المريض بناسور الأمعاء عن تاريخ بداية الأعراض الأولى للمرض والأوقات. التي تشتد فيها هذه الأعراض بالإضافة لردة فعل المريض إتجاه هذه الأعراض هل تكون بالأدوية أو بالأعشاب الطبيعية.
● تشخيص ناسور الأمعاء بدنيا : بعد إنتهاء حصة التشخيص البدني وحصول الطبيب على الأجوبة المراد سماعها من المريض بناسور الأمعاء. ينتقل لإجراء فحوصات التشخيص البدني للتأكد من الفرضيات التي وضعها مسبقا حول طبيعة ونوع المرض.
• تشخيص ناسور الأمعاء الخاص بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الفحوصات التي يجريها الطبيب للمريض بناسور الأمعاء الخاصة بالجهاز الهضمي مثل :
° تنظير الأمعاء (intestinaux scopy) : هو فحص مهم جدا يستعمل لفحص وتشخيص أغلب الأمراض والإضطرابات التي تصيب الجهاز الهضمي. حيث يقوم الطبيب في حالة الكشف عن ناسور الأمعاء بإدخال من فم المريض أنبوب مرن مزود في نهايته بمصباح وكاميرا. تسمح بإلتقاط صور ومقاطع فيديو عالية الجودة الشيء الذي يتيح للطبيب. ملاحظة واضحة لجدران الأمعاء وتحديد الأمراض والإضطرابات التي تؤدي بشكل أو بآخر إلى الإصابة بناسور الأمعاء.
° الكشف بالأشعة السينية (رنتجن x-ray) : خلال هذا الفحص يتناول المريض بناسور الأمعاء محلول أو أقراص تحتوي على مادة الباريوم المشعة. التي تتيح للطبيب الكشف بالأشعة السينية عن مساحة الأمعاء الدقيقة المعطوبة والمصابة بخلل في إمتصاص العناصر الغذائية. (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، الفيتامينات والأملاح المعدنية) بالإضافة إلى تحديد بدقة عالية مكان تواجد الناسور.
° الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) : هي أحد التقنيات الطبية التي تستخدم الأشعة السينية (أشعة إكس). والتي تساعد على رسم صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية. مما يتيح للطبيب ملاحظة المساحة المتضررة من الأمعاء الدقيقة وكذا تحديد الإتصالات الغير الطبيعية فيما بينها.
° ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ (ultrasound) : تستعمل الموجات فوق الصوتية العالية التردد لإبراز صور هيكلية للمنطقة التي يتم فحصها. هذه الصور قد تقدم معلومات مهمة حول وضعية الأمعاء الدقيقة من الناحية البنيوية والنسيجية.
علاج نواسير الأمعاء
يعتمد علاج ناسور الأمعاء بشكل أساسي على فهم الطبيب والمريض معا للأسباب المؤدية لتشكل هذا الإتصال الغير طبيعي بين أجزاء الأمعاء ومدى إمتداد الناسور. بالإضافة إلى تحديد ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ، ﺣﺠﻤﻪ ﻭﺍلإﻓﺮﺍﺯﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻣﻨﻪ دون إهمال ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺴﻢ ﻏﺮﻳﺐ أو ﻭﺭﻡ أو ﻋﺪﻭﻯ قد تقاوم العلاج. كما تجدر الإشارة إلى أن ﺍﻟﺒﺪﺀ ﺑﺎﻟﻌﻼﺝ ﺩﻭﻥ ﺗﺸﺨﻴﺺ وفهم معمق لما ذكرناه سابقا يعد سببا رئيسي في فشل الخطط العلاجية التالية :
● علاج ناسور الأمعاء بالجراحة : يعتبر التدخل الجراحي الخيار الأمثل الذي يلتجئ له أغلب الأطباء المختصين في طب الجهاز الهضمي. من أجل شفاء وعلاج مشكلة ناسور الأمعاء وذلك عبر تطبيق مجموعة من التقنيات والأساليب الجراحية نذكر منها :
• وضع الخزامى : لدى بعض حالات المرضى الذين يعانون من أعراض طفيفة لناسور الأمعاء يمكن علاجهم ببساطة عبر جراحة وضع الخزامى. التي تتمثل في إدخال حبل رفيع ﻳﻌﺒﺮ من ﺧﻼﻝ ﻣﻤﺮ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﻟﻠﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻭﺿﻤﺎﻥ عدم نضجه ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ.
• ﺍﻟﺴﺪﻳﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ : كذلك ولدى بعض حالات المرضى الذين يعانون من أعراض شبه حادة لناسور الأمعاء يمكن للطبيب أن يلتجئ لتتبيث نسيج حيوي. ﻳُﺴﺤﺐ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻨﺎﺳﻮﺭ وذلك ﻟﻠﺤﺪ من تفاقم الأعراض التي قد تشتد بسبب ﺍﻟﺒﺮﺍﺯ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ. بالإضافة إلى أن هذه التقنية تساهم في الوقاية من عدوى الأمعاء والحفاظ عليها في وضع آمن إلى حد ما.
• إستئصال الناسور : عند بعض حالات المرضى الذين يعانون من أعراض شديدة وحادة لناسور الأمعاء وفشلت جميع المحاولات العلاجية السابقة في تخفيف أعراضهم. فإن أغلب الأطباء بعد ذلك يتوجهون للقيام بإستئصال أجزاء محددة من الأمعاء. والتي تكون غالبا متضررة بدرجة كبيرة جراء الناسور وما ينجم عنه من مضاعفات وأعراض مزعجة.
● علاج ناسور الأمعاء بالأدوية : يبقى التدخل الدوائي في حالة الإصابة بناسور الأمعاء خيار ثانوي للأطباء المختصين في طب الجهاز الهضمي. وذلك لوقاية الأمعاء من العدى الجرثومية عبر إستعمال المضادات الحيوية بالإضافة لتقليل مساحات الإلتهابات على سطح بطانة الأمعاء وذلك بإستعمال مضادات الإلتهاب.