الناسور الشرجي : الأعراض، الأسباب، تشخيص وطرق العلاج إذا كنت مصاب بهذا المرض تابع قراءة هذه المقالة حتى النهاية للمزيد من المعلومات المهمة. التي تخص مشكلة الناسور الشرجي بعتبارها إحدى الأمراض الشائعة التي تصيب القناة الشرجية بين المستقيم وفتحة الشرج.
ما هو الناسور حول الشرج؟ |
الناسور حول الشرج : أعراضه، أسبابه، تشخيصه وطرق علاجه
الناسور الشرجي (بالإنجليزية : Anal fistula) هو أحد أنواع النواسير. التي تصيب الجزء الأخير من الجهاز الهضمي فيظهر على شكل ﻣﺠﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ يربط ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ أو ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ بسطح ﺍﻟﺠﻠﺪ. حيث يتميز بوجود ﻓﻮﻫﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻭﻓﻮﻫﺔ ﺑﺎﻃﻨﺔ، وعموما فإن الناسور الشرجي يمثل بشكل أو بآخر ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ للخراج الشرجي (بالإنجليزية : Anal abscess) .
هذا الأخير الذي يمثل ظاهرة تخثر الدم أو تراكم القيح على شكل دمل في منطقة القريبة من فتحة الشرج وهو أكثر شيوعا عند الرجال. ويعتبر السبب الرئيسي في الإصابة بناسور الشرج وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشكل الصحي يساهم في ظهور أعراض مؤلمة جدا تزداد حدتها أثناء عملية التبرز. كما يعتبر سوء الفحص والتشخيص المبكر وكذا إهمال أخذ العلاج الفعال في وقته المناسب. أحد العوامل التي تساهم في تطور أعراض الناسور الشرجي في إتجاه ظهور مضاعفات مثل الشق الشرجي (Anal fissure).
يصاب عدد كبير من الأشخاص بالناسور الشرجي نتيجة ضعف عام بالجهاز المناعتي الشيء الذي يحول دون مواجهة البكتيريا وبالتالي الإصابة بالخراج الشرجي. الذي هو عبارة عن تراكم القيح وظهور الدمل مكان ﺍﻟﻐﺪﺩ الشرجية المتواجدة بالقرب من القناة الشرجية التي تضم المستقيم وفتحة الشرج. وهذا السبب هو في الغالب ما يؤدي بحوالي %50 من المرضى إلى الإصابة بالناسور الشرجي. وبشكل دقيق فإن ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ هو ﻧﻔﻖ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻷﻧﺒﻮﺏ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺑﻴﻦ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻠﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﺝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.
بشكل عام فإن تصنيف الناسور الشرجي يعتمد على العديد من العوامل التي يحددها الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي. وهو الذي ﻳﺮﻯ ما إذا ﻛﺎﻥ ﻧﺎﺳﻮﺭﺍً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﺃو ﺷﺒﻜﺔ ﻣﺘﺼﻠﺔ وذلك أثناء حصص الفحص والتشخيص. حيث يتم الحصول عادة على نوعين من التصنيف الموجه للناسور الشرجي وهما :
° الناسور الشرجي الحاد : هذا الصنف ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ أعراضه أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻭهو ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋًﺎ، ﻭﻋﺎﺩﺓ يشفى ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎﺀ نفسه بدون تدخل طبي.
° الناسور الشرجي المزمن : هذا الصنف تستمر أعراضه ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻼﺟﺎﺕ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻃﺒﻲ عاجل ﻣﻦ ﺃﺟﻞ العلاج والشفاء الفوري.
° ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ الشرجي المنخفض : هو أحد أنواع النواسير الشرجية البسيطة والتي تكون عادة قريبة ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﺝ.
° الناسور الشرجي المرتفع : أحد أنواع النواسير الشرجية العميقة التي تتواجد في الغالب ﺩﺍﺧﻞ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﺝ.
° الناسور الشرجي المتشعب : يظهر هذا النوع من النواسير الشرجية على شكل ﻗﻨﻮﺍﺕ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺄﺧﺮ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ.
أعراض الناسور حول الشرج
● أعراض الناسور الشرجي الخاصة بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض. التي يعاني منها جميع المرضى المصابون بالناسور الشرجي على مستوى الجهاز الهضمي نذكر منها ما يلي :
• ﺧﺮﻭﺝ إفرازات دموية، مصلية ﺃﻭ قيحية ﻣﻦ ﻓﻮﻫﺔ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ : يعاني أغلب المرضى المصابون بالناسور الشرجي من خروج إفرازات أثناء عملية التبرز أو قبلها. تكون ذات طابع دموي، مصلي وأحيانا قيحي الشيء الذي يستدعي من المريض في هذه الحالة الذهاب عند الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي. قصد التشحيص والفحص المبكر وكذا أخذ العلاج الفعال في وقته المناسب. تفاديا لتطور أعراض الناسور الشرجي في إتجاه ظهور مضاعفات خطيرة له.
• ألم شديد عند الجلوس أو الحركة بالقرب من فتحة الشرج : يشتكي كذلك العديد من المرضى المصابون بالناسور الشرجي من ألم شديد. تزداد حدته عند الجلوس المطول على الأرض أو الكرسي بالإضافة إلى أن الحركة السريعة أو الجري قد يساهم هو الأخر في تفاقم حدة الألم.
• الشعور بالتهيج والحكة المفرطة بالقرب من الشرج : عندما يصاب أحدهم بالناسور الشرجي فإن الألياف العصبية التي تقوم بتعصيب العضلات الدائرية لفتحة الشرج. تبدأ بتحرير وإستقبال كميات وفيرة من الناقل العصبي الهيستامين المسؤول عن الشعور بالحكة والتهيج بالقرب من فتحة الشرج.
• ظهور حبوب مجاورة لفتحة الشرج : من الجهة الخارجية لفتحة الشرج يمكن ببساطة ملاحظة عبر العين المجردة عند الأشخاص المصابون بالناسور الشرجي. ظهور حبوب أو زوائد لحمية متدلية التي تزيد من حدة الألم خصوصا عند الجلوس كما سبق وأشرنا إلى ذلك مسبقا.
• تعاقب فترات من الإمساك والإسهال : أحيانا قد يصاب بعض الأشخاص بالناسور الشرجي نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي الإلتهابية. مثل داء كرون أو إلتهاب القولون التقرحي التي يكون من أعراضها تعاقب فترات من الإمساك والإسهال.
• إنبعاث روائح كريهة من المخرج : تثير الإفرازات التي يصدرها الناسور الشرجي ذات الطبيعة القيحية والمصلية. رائحة كريهة تضع المريض أمام مواقف محرجة مع العائلة أو الأصدقاء. الشيء الذي يؤثر سلبا على الجانب النفسي للمرضى مما يمهد لظهور بعض المشاكل النفسية مثل القلق، التوتر و الإكتئاب.
• إنتفاخ وتورم فتحة الشرج : تؤدي الحكة وضغط البراز على عضلات فتحة الشرج بالإضافة إلى سوء التشخيص والفحص المبكر. وكذا إهمال أخذ العلاج في الوقت المناسب إلى إنتفاخ وتورم القناة الشرجية الشيء الذي يضاعف من حدة الألم وبالتالي التأثير سلبا على حياة المريض اليومية.
• الغثيان والقيء المتكرر : يشتكي بعض المرضى المصابون بالناسور الشرجي من الغثيان والقيء المتكرر خصوصا الذين يعانون من داء كرون أو إلتهاب القولون التقرحي.
● أعراض الناسور الشرجي خارج الجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض التي يعاني منها بعض المرضى. المصابون بالناسور الشرجي دون سواهم خارج الجهاز الهضمي أبرزها نذكر ما يلي :
• الحمى وإرتفاع درجة الحرارة : لدى بعض المرضى المصابون بالناسور الشرجي يمكن أن نجد عندهم إرتفاع في درجة الحرارة المسببة للحمى الشديدة. هذه الحالة تحدث في غالب الأحيان بسبب العدوى الطفيلية التي تؤدي لنشوء مشكلة الخراج الشرجي الذي يعتبر المسؤول بالدرجة الأولى عن الناسور الشرجي.
• الشعور بالتعب والعياء : بعض الأشخاص المصابون بالناسور الشرجي قد يعانون كذلك من التعب والعياء المزمن. جراء سوء تزويد الجسم بالكمية الوافرة من الدم الغني بالعناصر الغذائية. مثل البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والفيتامينات الضرورية لعمل الأنسجة والخلايا.
• فقدان شهية الطعام : يعاني غالبية المرضى المصابون بالناسور الشرجي. من فقدان لشهية أكل الطعام وذلك بسبب عوامل غريزية تمنع المريض من إدخال المزيد من الأغذية إلى الأنبوب الهضمي.
• فقدان الوزن الشديد : تنتقل نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون من فقدان الشهية إتجاه الطعام. إلى الإصابة بالنحافة الشديدة وفقدان كثلة عضلية مهمة مما يكون له عواقب كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية.
• ظهور الفاقات الغذائية : بعد فقدان الشهية المؤدية بالدرجة الأولى إلى فقدان الوزن فإن جسم المريض يتعرض بعد فترة ليست بالقصيرة أو الطويلة. إلى تطوير أعراض أخرى نتيجة الفاقات الغذائية الحادة التي تساهم في ظهور مضاعفات مثل فقر الدم، هشاشة العظام، تساقط الشعر، تقسف الأظافر ....).
أسباب الناسور الشرجي
● الخراج الشرجي (anal abscess) : يعتبر الخراج الشرجي من الأسباب الرئيسية المسؤولة عن حدوث الناسور الشرجي بنسبة تتراوح بين %30 و %50. وبشكل عام فإن الخراج الشرجي هو تعبير عن ظاهرة تراكم القيح حول فتحة الشرج. نتيجة التعرض للعدوى أو أمراض وإضطرابات أخرى قد تصيب القناة الشرجية مثل داء كرون وإلتهاب القولون التقرحي.
● ﺍﻟﺴُّﻞّ ﺃﻭ ﺍﻟﺪّﺭﻥ (Tuberculosis) : هو عبارة عن مرض معد شائع وقاتل بدون علاج لأزيد من 50٪ من المُصابين في كثير من الحالات. تُسببه جنس من الجراثيم التي تنتمي لسُلالات مُختلفة من المتفطّرات. حيث أن المتفطّرة السلية تنتقل عبر الهواء مهاجمة الرئتين لكنها قد تؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم.
● مرض البواسير (Hemorrhoids) : في حالة عدم القيام بالتشخيص والفحص المبكر لمشكلة البواسير. وكذا إهمال أخذ العلاج الفعال لها في وقته المناسب فإن الناسور الشرجي قد يمثل أحد المضاعفات المحتملة الحدوث لمشكلة البواسير.
● مرض السمنة المفرطة (Obesity) : يمكن لمرض السمنة الذي يعرف على أنه الزيادة المفرطة في النسيج الدهني. أن يتسبب في حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة على الصحة الجسدية والنفسية. حيث يعتبر الناسور الشرجي أقل ما يمكن الحديث عنه من هذه المضاعفات الناتجة عن السمنة.
● مرض السكري المزمن (Diabetes) : يعتبر مرض السكري الذي يعرف بأنه زيادة تركيز السكر الدموي على الحد المسموح به. دون قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين أحد الأسباب التي تساهم في ظهور مشكلة الناسور الشرجي. وذلك نتيجة تأثير السكري على الشرايين والأوردة بالإضافة للأعصاب التي تغطي مساحة القناة الشرجية.
● داء كرون (Crohn's disease) : يساهم داء كرون الذي يعتبر أحد أنواع الأمراض الإلتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي. بداية من الفم والمريء وصولا حتى القناة الشرجية من الأسباب المسؤولة بنسبة تزيد عن %50 من حالات المرضى المصابون بالناسور الشرجي.
● أورام القناة الشرجية (Tumors) : قد تتعرض القناة الشرجية من وقت لآخر للإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات. أبرزها الأورام السرطانية التي تؤدي مع مرور الوقت في غياب التشخيص والفحص المبكر إلى تكون الناسور الشرجي.
● ﺧﻤﺞ ﺑﺎﻟﻜﻼﻣﻴﺪﻳﺎ (Chlamydia) : قد يصاب بعض الأشخاص بالناسور الشرجي نتيجة العدوى من بكتيريّا تُعرف بالمتدثرة الحثرية (Chlamydia trachomatis). والتي تنتقل جنسيًا فتصيب النساء على مستوى عنق الرحم أو المستقيم أو الحلق وقد تُصيب الرجال في الإحليل داخل القضيب الذكري، أو المستقيم، أو الحلق.
● ﺍﻟﺸﻘﻮﻕ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ (Anal fissure) : من الممكن أن تؤدي الشقوق الشرجية إلى تمزق في جلد الجدار السفلي للمستقيم. الشيء الذي يسبب الألم أثناء التغوط ويزيد بذلك إحتمالية الإصابة بالناسور الشرجي الحاد والمزمن بنسب متكافئة.
● رض شديد (bruise or contusion) : هي أحد أنواع الأورام الدموية التي تصيب الشعيرات الدقيقة المتواجدة بين الشرايين والأوردة. مما يضاعف إمكانية تسرب الدم إلى الأعضاء المغذية لها وذلك نتيجة الإصابة بالصدمات أو الكدمات. الشيء الذي يضاعف إحتمالية ظهور العديد من الأمراض والإضطرابات من بينها الناسور الشرجي .
● ﺩﺍﺀ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﻲ (Actinomycosis) : يتعرض بعض الأشخاص للإصابة بالناسور الشرجي الذي يعتبر من المضاعفات الخطيرة لداء الفطر الشعاعي. الذي هو عبارة عن مرض بكتيري معدٍ تسببه أنواع مختلفة من الشعيّة مثل الشعية الإسرائيلية والشعية الجرنسيرية.
● القولون التقرحي (Ulcerative colon) : إلى جانب داء كرون فإن إلتهاب القولون التقرحي الذي يصيب الأمعاء الغليظة فقط قد يؤدي للإصابة بالناسور الشرجي. وذلك بسبب إنتفاخ النتوئات العضلية للقولون وزيادة بذلك إحتمالية حدوث ناسور الأمعاء والناسور الشرجي على وجه الخصوص.
● مرض نقص المناعة المكتسبة (HIV / AIDS) : إن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة من الممكن أن يؤدي لظهور العديد من المضاعفات الخطيرة. والتي قد تمس أي عضو بالجسم البشري حيث تزداد إحتمالية تطور النواسير بشكل كبير على مستوى الجهاز الهضمي. خصوصا ناسور الأمعاء وحوالي %30 من المرضى المصابون بالناسور الشرجي.
تشخيص الناسور حول الشرج
● تشخيص الناسور الشرجي شفهيا : هي مقابلة شفهية يجريها الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي. مع المريض بالناسور الشرجي تتخللها بعض الأسئلة أهمها نذكر ما يلي :
• مراجعة التاريخ الطبي المرضي : يستفسر الطبيب المريض بالناسور الشرجي عن تاريخ بداية الأعراض الأولى للمرض. والأوقات التي تشتد فيها هذه الأعراض بالإضافة لردة فعل المريض إتجاه هذه الأعراض هل تكون بالأدوية أو بالأعشاب الطبيعية.
● تشخيص الناسور الشرجي بدنيا : بعد إنتهاء حصة التشخيص البدني وحصول الطبيب على الأجوبة المراد سماعها من المريض بالناسور الشرجي. ينتقل لإجراء فحوصات التشخيص البدني للتأكد من الفرضيات التي وضعها مسبقا حول طبيعة ونوع المرض.
• تشخيص الناسور الشرجي الخاص بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الفحوصات. التي يجريها الطبيب للمريض بالناسور الشرجي الخاصة بالجهاز الهضمي نذكر منها ما يلي :
° المنظار الشرجي (anoscopy) : نادرا ما قد يقوم الأطباء المختصين في التظير الداخلي (endoscopy) باللجوء إلى إستعمال منظار الشرج. لتشخيص الناسور الشرجي إلا في حالة كانت ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﺳﻮﺭ غير ﻇﺎﻫﺮﺓ الشيء الذي يعيق تحديد مكان الناسور.
° ﺍﻟﻤﻨﻈﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﻨﻲ (Sigmoidoscopy) : هو فحص آخر لا يقل أهمية عن التشخيص بالمنظار الشرجي ويستعمل عادة لإﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ. قد تصيب القناة الشرجية وتؤدي لظهور الناسور الشرحي ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﻬﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﻘﺮﺣﻲ أو ﺩﺍﺀ ﻛﺮﻭﻥ.
° تشخيص المستقيم بالموجات الفوق صوتية (Transrectal UltraSound) : تستعمل الموجات فوق الصوتية العالية التردد. لإبراز صور هيكلية للمنطقة التي يتم فحصها، هذه الصور قد تقدم معلومات مهمة حول وضعية القناة الشرجية من الناحية النسيجية والوظيفية.
° الفحص بالرنين المغناطيسي (MRI) : ﻳُﺴﺘﺨﺪﻡ هذا الفحص ﻟﺮﺳﻢ ﺧﺮﻳﻄﺔ توضح مسار ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ الشرجي. مما يسمح بتوفير ﺻﻮﺭ ﻣﻔﺼﻠﺔ ﻟﻠﻌﻀﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺤﻮﺽ المجاورة للقناة الشرجية.
° الكشف بالأشعة السينية (رنتجن x-ray) : خلال هذا الفحص يتناول المريض بناسور الأمعاء محلول أو أقراص تحتوي على مادة الباريوم المشعة. التي تتيح للطبيب الكشف بالأشعة السينية عن تجاويف الناسور الشرجي بالإضافة إلى تحديد بدقة عالية مكان تواجد الناسور.
° ﻣﺴﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ (Fistula probe) : ﻭﻫﻮ ﺃﺩﺍﺓ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﺧﺼﻴﺼًﺎ ﻹﺩﺧﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ وتتبع مساراته بين تجاويف القناة الشرجية.
• تشخيص الناسور الشرجي خارج الجهاز الهضمي : هي مجموعة من الفحوصات التي يجريها الطبيب للمريض بالناسور الشرجي خارج الجهاز الهضمي أهمها ما يلي :
° إختبار عينة الدم : أحيانا قد ينصح الطبيب المريض بالناسور الشرجي القيام بالمزيد من الفحوصات على عينة دموية. لإستبعاد أمراض وإضطرابات أخرى قد تصيب جسم المريض وتؤدي لظهور مضاعفات على رأسها الناسور الشرجي.
علاج الناسور حول الشرج
● علاج الناسور الشرجي بالجراحة : يعتبر التدخل الجراحي بعد تخدير المريض كليا أو موضعيا الخيار الأمثل الذي يعتمد عليه كافة الأطباء. خصوصا ذلك النوع الذي يكون متشعبا أو عميق لكن ليس بشكل كامل حيث أن الناسور الشرجي المنخفض يمكن علاجه ذاتيا دون الحاجة للتدخل الطبي. وبشكل عام فإن العمليات الجراحية التي يقوم بها الأطباء لعلاج الناسور الشرجي قد تشمل العديد من التقنيات والأساليب نذكر منها ما يلي :
• بضع الناسور (fistulotomy) : هي أحد أشهر التقنيات العلاجية لمشكلة الناسور الشرجي. والتي تتم عبر قطع الطبيب الجراح للجزء الذي يربط بين الفتحة الداخلية والخارجية لقناة الناسور. وذلك بهدف جعل هذه القناة مفتوحة تمامًا حتى يتسنى للطبيب تنظيفها من الأنسجة الميتة والملوثة بالقيح. والتي تكون موجودة داخلها ثم بعد ذلك يقوم بخياطة وغلق قناة الناسور ومن ثم تركها تلتئم تلقائيا.
• استخدام رقعة من المستقيم (Advancement rectal flap) : تعتبر هذه التقنية أحد الخيارات الجراحية الفعالة. التي تهدف إلى تقليل الضرر الحادث على العضلات الدائرية لفتحة الشرج حيث تعتمد على استخدام رقعة من جدار المستقيم لغلق قناة الناسور بعد تنظيفها.
• ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ : في حالات المرضى الذين يعانون أعراض الناسور الشرجي المزمن. يكون ﺍﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﻭﺍﻷﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ خيارا فعالا للعلاج ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺘﺌﻢ ويعالج بشكل تلقائي.
• شق الناسور : أحيانا قد يفضل الأطباء الجراحون إجراء شق ﻃﻮﻟﻲ للناسور ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺍﻻﻟﺘﻬﺎﺏ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﻳﺸﻔﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ تلقائيا.
• خيوط سيتون (seton) : أحيانا قد يستخدم هذا العلاج الذي هو عبارة ﻋﻦ ﻋﻼﺝ ﺟﺮﺍﺣﻲ. يقوم الطبيب من خلاله بإﺩﺧﺎﻝ ﺳﻠﻚ أو خيط ﻋﺒﺮ ﻗﻨﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﻟﻨﺰﺡ ﻭإﻏﻼﻕ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ نهائيا. وتستعمل عادة من طرف الأطباء في الحالات التي لا يضمن فيها تنظيفه بالكامل. حيث تتيح له التأكد من خروج كافة الإفرازات الداخلية قبل غلق القناة نهائيًا تفاديا لتكون خراج حديث يؤصل لظهور الناسور الشرجي من جديد .
• ﺭﺑﻂ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺼﺮﺓ (LIFT ) : تسمح هذه التقنية الجراحية للطبيب الجراح بالوصول ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ دون قطعه. والذي يكون متواجد عادة ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ الدائرية ﺍﻟﻌﺎﺻﺮﺓ لفتحة الشرج لكن قبل ذلك ﺗﻮﺿﻊ ﺧﻴﻮﻁ ﺳﻴﺘﻮﻥ داخل نفق الناسور ﻹﺟﺒﺎﺭه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ مع مرور ﺍﻟﻮﻗﺖ. الشيء الذي سوف يسمح ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ للجراح بإزالة ﺍﻷﻧﺴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﺔ وإغلاق فتحة الناسور نهائيا.
• تقنيات أخرى شبه جراحية : قد تستعمل بعض الطرق والتقنيات الشبه جراحية التي تتمثل في ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﻤﻨﻔﺬ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻠﻨﺎﺳﻮﺭ. ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﻌﻼﻕ (sling) أو ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ غراء ﺍﻟﻔﻴﺒﺮﻳﻦ ﺍﻟﻼﺻﻖ (Fibrin glue) الذي يمكن حقنه في النفق. ويتم بعدها غلق الفتحة الخارجية للنفق وترك غراء ﺍﻟﻔﻴﺒﺮﻳﻦ ﺍﻟﻼﺻﻖ يتفاعل داخليًا. حتى يسد النفق بالكامل لكن للأسف الشديد العيب الوحيد لهذه التقنية هو أنها تفشل بنسبة %80 من حالات المرضى .
• فغر القولون (Colostomy) : أحيانا وفي الحالات الشديدة للمرضى الذين يعانون من أعراض الناسور الشرجي الحادة. قد يلتجئ الطبيب لإجراء شق في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي على مستوى القولون وذلك ﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﺲ تجمع فيه والسماح ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﺝ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﺀ.
● علاج الناسور الشرجي بالليزر : في هذه التقنية العلاجية يقوم الطبيب بتجهيز قاعة خاصة يدخل إليها المريض بالناسور الشرجي. حيث يرسل إليه ﺷﻌﺎﻉ ﺿﻮﺋﻲ ﻳﻤﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ، ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﺯﻟﺔ ﺍﻟﻐﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ ﺑﻪ، وبشكل عام فإن هذه التقنية ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺸﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ المنخفض، ﺍﻟﻤﻠﺘﻮﻱ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ.
● علاج الناسور الشرجي بالأدوية : نادرا ما يتم اللجوء إلى إستعمال الأدوية في حالة الإصابة بالناسور الشرجي نظرا لعدم فاعليتها في شفاء المرضى نهائيا. لكن يمكن تجربة بعض أصناف الأدوية لمساعدة الطرق والأساليب العلاجية الأخرى التي ذكرناها سابقا. حيث قد توصف المسكنات لتخفيف الألم وتوصف المضادات الحيوية لحماية المريض من أي عدوى بكتيرية أو فيروسية محتملة.
● علاج الناسور الشرجي بالمنظار : منظار الشرج هو عبارة عن أنبوب ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ بإدخاله من فتحة الشرج بحثا عن إتجاهات الناسور الشرجي. وذلك ﻟﻴﺰﻳﻞ ﺍﻟﻐﺸﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ له وذلك بدون مضاعفات جانبية على سلامة ﻋﻀﻠﺔ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﺝ.
● ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ الشرجي ﺑﺎﻟﺴﺪﺍﺩﺓ : هي أحد التقنيات العلاجية الأخرى التي تهدف إلى تخفيق أعراض ﺍﻟﻨﻮﺍﺳﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﺟﻴﺔ. ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ التي تتميز قناتها بوجود الأنسجة ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺬ، ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻔﺮﺍﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﺭﺩﺍﻑ داخلها.
● علاج الناسور الشرجي بالأعشاب : هناك العديد من الخلطات والأعشاب الطبية. (حليب الكركم، كبسولات ﺍﻟﻜﺮﻛﻤﻴﻦ، شاي ﺍﻟﺰﻧﺠﺒﻴﻞ، زيت أﻭﺭﺍﻕ ﺍﻷﻭﺭﻳﺠﺎﻧﻮ، شراب ﻋﺴﻞ ﺍﻟﻨﺤﻞ، ﺍﻟﻘﺮﻧﻔﻞ، ﺯﻳﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﻱ، ﺣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺒﺼﻞ ﻭﺍﻟﺜﻮﻡ ...). التي يمكن إستعمالها لتخفيف أعراض الناسور الشرجي الحاد والمزمن على حد سواء لكن للأسف الشديد لا توجد هناك ثقافة سليمة للعلاج بهذه الطرق البديلة. إضافة إلى أن الأعشاب والخلطات لا تعرف إقبالا من طرف المرضى بالناسور الشرجي نظرا لكونها لا تحقق نتائج جيدة.
● ﻃﺮﻕ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ : هناك بعض الطرق العلاجية الأخرى لعلاج الناسور الشرجي نهائيا أو على الأقل تخفيف أعراضه المزعجة. والتي تقوم على إستعمال ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻔﻮﻕ ﺻﻮﺗﻴﺔ، ﺃﻭ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺤﺮﻕ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ. ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻨﺎﺳﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﻋﻀﻠﺘﻲ ﺻﻤﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﺝ إلى غير ذلك من الطرق والأساليب العلاجية الفعالة.