هل يعود الاكتئاب بعد العلاج ؟ وكيف نعالج الاكتئاب ؟ : الإكتئاب يعتبر من الأمراض النفسية الغامضة التي تثير العديد من التساؤلات. لدى الكثير من المرضى النفسيين المصابين بمرض الإكتئاب والتي نادرا ما يجدون لها أجوبة مقنعة على مواقع الإنترنت.
الإكتئاب |
سؤال عن الاكتئاب
الإكتئاب والإصابة به سوف يقلب حياتك رأسا على عقب وسوف يدمر طموحاتك وأحلامك في الحياة ويؤثر سلبا على جودة نشاطاتك اليومية وعلاقاتك الإجتماعية مع الآخرين. الإكتئاب يؤثر عليك من الناحية الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية ويحولك الإكتئاب إلى إنسان عاجز على فعل أي شيء. وغير منتج لأي شيء ومنعزل تعيش في إنطوائية تامة بعيدا عن الأسرة والأصدقاء.
الإكتئاب سوف يجعلك تتألم يوما بعد يوم في صمت دون أن يعرف أي إنسان حتى لو كان قريب منك. أنك تعاني هذا القدر الكبير من الألم الجسدي والنفسي. عندما سوف تمل من إرتداء القناع الإجتماعي أمامهم وتقرر أن تحكي لأفراد الأسرة أو الأصدقاء معناتك مع أعراض الإكتئاب الجسدية والنفسية. سوف تنصدم من ردة فعلهم بأنهم يضنونك إنسان مجنون أو أنك فقط تتظاهر بهذه الأعراض ولا تعاني منها حقيقة. هذا الأمر سوف يزيد حدة الألم لديك لكونك لا تجد شخصا تحكي له وتتواصل معه عن قرب وسوف يزيد حالتك النفسية سوءا. الشيء سوف يحولك تلقائيا إلى إنسان إنطوائي يعيش في عزلة عن أفراد الأسرة والمجتمع.
الإكتئاب مع مرور الوقت قد يجعلك تطرح بعض الأسئلة على نفسك خصوصا إذا كانت لك خلفية ثقافية وتحاول البحث عن أجوبة مقنعة لها. لكن للأسف الشديد محاولتك هذه قد تبوء بالفشل مثلما وقع معي بالضبط أنا "عبد الهادي اليزغي" صاحب هذا الموقع. حيث لا زلنا في البلدان العربية غير مدركين لمفهوم المرض النفسي ونعتبر أي شخص مصاب به هو شخص مجنون وأحمق. ولهذا قررت من خلال هذه التدوينة الإجابة بشكل مباشر عن أشهر 10 أسئلة يطرحها مرضى الإكتئاب.
سؤال وجواب عن الاكتئاب
1) كيف نعالج الإكتئاب ؟ : علاج الإكتئاب حاليا أصبح ممكنا ومتاحا لجميع مرضى الإكتئاب خصوصا في الأونة الأخيرة التي تشهد نهضة في علم الأعصاب. والطرق المتعددة التي يتم من خلالها فحص الدماغ البشري وتشخيص الأمراض النفسية وإقتراح أدوية فعالة لعلاجها. مثل جميع الأمراض النفسية والعقلية الأخرى علاج الإكتئاب يعتمد بشكل رئيسي على التشخيص الدقيق الذي يقوم به الطبيب النفسي المتخصص في علم الأعصاب. بمساعدة الدليل الإحصائي والتشخيصي للأمراض والإضطرابات العقلية والنفسية الصادر من طرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
حيت يساعد التشخيص الدقيق على تحديد نوع الإكتئاب الذي يصيب كل مريض على حدى ودرجة حدته وخطورة أعراضه. الشيء الذي سوف يدفع طبيب الأعصاب إلى رسم برنامج علاجي للمريض بالإكتئاب بشكل يوازي حالته الصحية وذلك على الشكل التالي :
• علاج الإكتئاب بالأدوية (مضادات الإكتئاب) بالإضافة لجلسات العلاج المعرفي السلوكي : إذا كان نوع الإكتئاب حادا ومزمنا فإن علاجه في هذه الحالة سوف يعتمد. بشكل رئيسي على الأدوية النفسية المهدئة للجهاز العصبي والتي تكون في الغالب عبارة عن مضادات الإكتئاب. بالإضافة لذلك فإن طبيب الأعصاب يوجه المريض بالإكتئاب إلى تلقي العلاج النفسي على يد الأخصائي في علم النفس. والذي سوف يطبق تقنيات وأساليب العلاج المعرفي السلوكي التي تشكل من جهة دعامة للعلاج الدوائي. ومن جهة أخرى تساعد هذه التقنيات المريض على التأقلم مع الظروف الحياتية التي يواجهها.
• علاج الإكتئاب عن طريق جلسات العلاج المعرفي السلوكي فقط : في المقابل إذا كان نوع الإكتئاب طفيفا ويتعلق بظروف معينة يمكن تجاوزها والتأقلم معها. فإن طبيب الأعصاب يلغي خطة علاج الإكتئاب بالأدوية ويوجه المريض لتقي جلسات العلاج المعرفي السلوكي فقط. والتي يتدرب من خلالها على التكيف والتأقلم مع المشاكل والظروف الحياتية التي يواجهها من خلال تقنيات وأساليب خاصة. يهدف من خلالها العلاج المعرفي السلوكي إلى التصدي للمشاعر السلبية وتصحيح الأفكار والمعتقدات الخاطئة لدى مرضى الإكتئاب.
2) ما هي مدة الشفاء من الإكتئاب ؟ : قد تختلف مدة علاج الإكتئاب من مريض لآخر وذلك بحسب مجموعة من الشروط. أبرزها عزيمة المريض على الإلتزام بالعلاج ونوع الإكتئاب الذي يصيب كل مريض على حدى حيث على سبيل المثال لا الحصر :
الإكتئاب الموسمي أو الخريفي الذي يصيب بعض الأشخاص بسبب إنخفاظ الفيتامين د نتيجة عدم التعرض لأشعة الشمس. هو في الحقيقة أحد أنواع الإكتئاب الظرفية التي يشفى مريض الإكتئاب منها مباشرة بعد مرور فصل الخريف وتعرضه لأشعة الشمس أو تناوله لمكملات فيتامين د. في هذه الحالة مدة الشفاء من الإكتئاب الموسمي أو الخريفي قد لا تتعدى بضعة أسابيع أو أشهر. وقد لا يحتاج خلاها المريض إلى تناول أي نوع من أنواع مضادات الإكتئاب لكنه قد يحتاج إلى جلسات العلاج المعرفي السلوكي.
في المقابل فإن الإكتئاب الحاد والمزمن الناتج عن الإستعداد الوراثي يرفع إحتمالية الإصابة بالإكتئاب إلى أزيد من %50 ويؤثر على توازن المواد الكيميائة. من الهرمونات والنواقل العصبية إلى الأنزيمات داخل الجسم البشري الشيء الذي يتطلب من الطبيب النفسي توصيف أدوية خاصة. يوازن من خلاها النقص أو الزيادة في إفراز هذه المواد الكيميائية داخل الجسم تحديدا على مستوى الدماغ بعتباره العضو المتحكم في مرض الإكتئاب بالدرجة الأولى. في هذه الحالة مدة الشفاء من الإكتئاب المزمن قد تأخذ سنوات طويلة رفقة مضادات الإكتئاب بالإضافة لحصص مطولة من جلسات العلاج المعرفي السلوكي.
3) ما هي فوائد مضادات الإكتئاب ؟ : هناك عدة مرضى بالإكتئاب الذين يتناولون مضادات الإكتئاب دون أن يكون لهم علم ومعرفة بفوائد مضادات الإكتئاب. والسبب الذي يدفعهم لتناولها وهذا الجهل جعل بعضهم ينكر القيمة العلاجية لمضادات الإكتئاب. ويروج عبر وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية إلى أن مضادات الإكتئاب مجرد أدوية مهدئة. لا تعالج المرض من جذوره وأنها تسبب الإدمان وأن مرض الإكتئاب يعود لك بمجرد الإنقطاع عن تناولها.
فوائد مضادات الإكتئاب متبثة علميا عن طريق مجموعة من التجارب والبحوث المصادق عليها والمنشورة على أشهر المجلات الطبية المرموقة. صحيح أن هناك بعض أنواع مضادات الإكتئاب التي لها صمعة سيئة نتيجة المضاعفات السيئة التي قد تسببها. والتي قد تصل أحيانا حتى الإنتحار لكن ورغم ذلك فإن فوائد مضادات الإكتئاب قيمة نذكر من أبرزها ما يلي :
• فوائد مضادات الإكتئاب في تعديل توازن النواقل العصبية : يعاني مرضى الإكتئاب من زيادة أو نقص في بعض النواقل العصبية داخل أدمغتهم. ولتعديل توازن هذه المواد الكيميائية يضطر طبيب الأعصاب إلى توصيف أدوية تعمل على إستعادة توازن هذه المواد داخل الدماغ تحديدا بين الخلايا العصبية (المشبك العصبي).
• فوائد مضادات الإكتئاب في تخفيف أعراض الإكتئاب : فوائد مضادات الإكتئاب تتجلى بشكل رئيسي في تخفيف أعراض الإكتئاب الجسدية والنفسية. وتحول دون تكرار نوبات الإكتئاب المتكررة مما يجعل من مضادات الإكتئاب الخيار الأمثل في الحفاظ على التوازن النفسي والفكري.
4) كيف أوقف علاج الإكتئاب ؟ : إذا كنت تتبع برنامج علاجي بالأدوية قريب أو طويل المدى وأردت أن توقف علاج الإكتئاب من تلقاء نفسك. فنحن من هذا الموقع نحذرك بشدة لأن إيقاف علاج الإكتئاب بالإدوية لا يجب أن يكون إلا بمشورة الطبيب النفسي. المتخصص في علم الأعصاب والذي له الحق لوحده في وصف الأدوية النفسية أو منع تناولها من طرف المرضى النفسيين.
إيقاف علاج الإكتئاب بالأدوية حتى لو كان بأمر من الطبيب النفسي أحيانا قد تكون له بعض الأعراض المزعجة التي تتفاوت خطورتها من مريض نفسي لآخر. ولهذا السبب ننصح كذلك جميع مرضى الإكتئاب بإستشارة وإخبار الطبيب المشرف على حالتهم النفسية بجميع المضاعفات الجانبية التي يستشعرونها جراء الإنقطاع عن تناول مضادات الإكتئاب.
كما ننبه العائلات التي يتواجد بها مريض الإكتئاب بالحرص على مراقبته أثناء تناوله علاج الإكتئاب بالأدوية. وكذلك خلال الفترة التي يوصيه الطبيب بالإنقطاع عن تناول مضادات الإكتئاب. وذلك بسبب أن مرضى الإكتئاب أحيانا لا يستطعون إدراك بعض الإختلافات والإضطرابات التي قد تكون سلوكية، نفسية وكذا عقلية. والتي تحدث جراء الإنقطاع عن تناول مضادات الإكتئاب وتجدر الإشارة أن هذا الأمر قد يهدد أحيانا حياة بعض مرضى الإكتئاب بالإنتحار.
5) ما هي أفضل مضادات الإكتئاب ؟ : قد يعتقد مرضى الإكتئاب أحيانا أن هناك بعض أنواع مضادات الإكتئاب التي هي أفضل من الأخرى. وهذا خطأ كبير لماذا لأن الشركات الدوائية المتخصصة في إنتاج وصناعة هذا النوع من الأدوية تعتمد خطة صارمة تنبني على مجموعة من المعايير. التي ينص عليها الدليل الإحصائي والتشخيصي للأمرض والإضطرابات النفسية والعقلية. الذي يساعد الأطباء النفسيين على توصيف أدوية بشكل دقيق تتماشى مع الأعراض التي يشعر بها المريض بالإكتئاب، ومن أبرز هذه المعايير نذكر ما يلي :
• نوع الإكتئاب : أنواع الإكتئاب المصادق عليها من طرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي يصل عددها حاليا إلى 12. وكل نوع يختلف عن الأخر من ناحية الأعراض والأسباب والمضاعفات التي قد يسببها ولهذا فالخطة العلاجية لكل نوع تختلف عن الأخر. فأنواع مضادات الإكتئاب المستعملة في علاج الإكتئاب الموسمي ليست هي نفسها بالضرورة المستعملة في علاج الإكتئاب ما بعد الولادة أو الإكتئاب الذهاني. ولهذا لا يحق لنا التساؤل عن أفضل مضادات الإكتئاب لأن كل دواء يستهدف نوع محدد من أنواع الإكتئاب.
• حدة الإكتئاب : مرض الإكتئاب يتأرجح حسب شدته ودرجة حدته بين ثلاث مستويات. هناك الإكتئاب الحاد "severe depression" الإكتئاب المتوسط "Moderate depression" والإكتئاب المزمن "Chronic depression". طبعا هذه الدرجات من الإكتئاب تحتاج إلى توصيف أدوية مختلفة من ناحية الجرعة حتى لو كان المريض بالإكتئاب يعاني نوع واحد من الإكتئاب. وبالتالي أمر طبيعي أن نجد تنوعا في مضادات الإكتئاب ولهذا السبب لا يحق لنا البحت عن أفضل مضادات الإكتئاب. لأن كل دواء تم توصيفه بجرعة مضبوطة تستجيب لدرجة الإكتئاب التي وصل إليها كل مريض بالإكتئاب على حدى.
• عمر المريض بالإكتئاب : الإكتئاب يختلف حسب المرحلة العمرية من مريض لآخر حيث الإكتئاب الذي يصيب الفتيان والفتيات في بداية سن المراهقة. يختلف عن الإكتئاب الذي يصيب الأشخاص بعد سن اليأس أو سن العجز ولهذا السبب أنواع مضادات الإكتئاب من الطبيعي أن تختلف حسب المرحلة العمرية. في المقابل لا يمكننا البحث عن أفضل مضادات الإكتئاب لأن كل دواء موجه لفئة عمرية محددة من مرضى الإكتئاب.
• جنس المريض بالإكتئاب : كما هو معروف في الحقل الطبي أن مرض الإكتئاب يصيب الإناث بنسب عالية مقارنة بالذكور. وذلك جراء مجموعة من الأسباب أهمها الإختلافات البيولوجية بين الجنسين والتي تعزز توصيف أنواع محددة من مضادات الإكتئاب. ولهذا السبب لا يمكننا الإنتقاء بدافع البحث عن أفضل مضادات الإكتئاب لأن هذه الأدوية يتم توصيفها حسب جنس المريض بالإكتئاب.
6) هل تسبب مضادات الإكتئاب الإدمان ؟ : كما هو الحال بالنسبة لجميع الأدوية النفسية الأخرى التي توصف لعلاج الأمراض النفسية والعقلية التي تصيب الإنسان. فإن مضادات الإكتئاب هي عبارة عن مخدرات أي أنها مواد كيميائية مصنعة داخل مختبرات شركات الأدوية وتنتج لتباع في الصيدليات عبر العالم. يتناولها المريض بالإكتئاب برخصة من الطبيب النفسي المتخصص في علم الأعصاب وذلك من أجل إستعادة توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ والمعروفة بإسم النواقل العصبية.
طبعا بما أن مضادات الإكتئاب عبارة عن مخدرات صناعية إذن فإنها تسبب الإدمان وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها. لكن مؤخرا تعمل شركات الأدوية على إنتاج أنواع جديدة من مضادات الإكتئاب تكون أقل إدمانا مقارنا بالأنواع الأخرى التي سبقتها. حيث تعمل هذه الأنواع الجديدة على عدم تحفيز الناقل العصبي الدوبامين ومستقبلاته بعتباره المسؤول عن ظاهرة الإدمان عند الثديات بالدرجة الأولى.
7) هل يزول الإكتئاب بدون علاج ؟ : الإكتئاب لا يمكن أن يعالج تلقائيا بدون علاج يقوم على خطة واضحة المعالم. لأن الإكتئاب يعتبر حاليا من الأمراض النفسية الأكثر فتكا بحياة المرضى النفسيين عبر العالم. ولهذا السبب فإن جميع المؤسسات الصحية المرموقة تظافر جهودها من أجل التوصل إلى أنجع مضادات الإكتئاب لعلاج هذا المرض. إضافة إلى أحدث التقنيات والأساليب العلاجية التي يمكن تعزيز بها ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي.
الإكتئاب لا يمكن أن يزول بدون علاج خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون منه لمدة طويلة من حياتهم هؤلاء بالتحديد يحتاجون إلى تدخل علاجي فوري بالأدوية. أو بالعلاج المعرفي السلوكي وذلك حسب ما يراه الطبيب النفسي مناسبا تجنبا لأي مضاعفات جانبية يمكن أن تهدد حياة المريض بالإنتحار.
8) هل يعود الإكتئاب بعد العلاج ؟ : الإكتئاب يمكن أن يعود في أي لحظة إذا تخلى المريض عن مضادات الإكتئاب أو جلسات العلاج النفسي. خصوصا من جهة إذا لم يلتزم بإرشادات ونصائح الطبيب النفسي المشرف على حالته الصحية. ومن جهة أخرى إذا لم يلتزم بشروط الحياة السليمة وعاد إلى نفس أسباب الإكتئاب السلوكية. مثل تعاطي المخدرات أو السهر الليلي أو عدم تناول الأغذية الصحية أو عدم ممارسة الرياضة ....).
يمكن أن يعود الإكتئاب بعد العلاج لأسباب متعلقة بالتركيبة البيولوجية لأدمغة المرضى المصابين بالإكتئاب حيث أنهم وبشكل وراثي. يعانون من نقص أو زيادة في بعض المواد الكيميائية داخل أجسادهم تحديدا على مستوى الدماغ وهذا الأمر يستدعى علاجا على المدى الطويل. وبالتالي قد تعود إليهم نوبات الإكتئاب في أي مرحلة عمرية من حياتهم خصوصا إذا ترافق الأمر مع بعض الظروف الحياتية غير ملائمة.
9) ما هي تصرفات مريض الإكتئاب ؟ : تصرفات مريض الإكتئاب لا تختلف كثيرا عن الإنسان العادي الذي يشعر بالحزن بين الفينة والأخرى. هذا الإختلاف بين الإنسان العادي ومريض الإكتئاب لا يمكن لأي شخص لمسه والشعور به إلا إذا كان متخصصا في علم الأعصاب أو علم النفس. بل حتى المريض بالإكتئاب نفسه لا يمكنه أن يدرك الإختلاف بينه وبين الشخص السليم لماذا لأن الإكتئاب ببساطة يصيب جزءا من العقل الواعي تحديدا الإدراك.
يمكن أن تساعدك معرفة أعراض الإكتئاب الجسدية، أعراض الإكتئاب النفسية وأعراض الإكتئاب السلوكية في فهم مرض الإكتئاب عن قرب. ومحاولة التمييز بين الشخص المريض نفسيا بهذا المشكل والشخص السليم على أمل أن لا يتم الخلط بين المريض بالإكتئاب والشخص السليم. الذي يمر بفترة حزن شديد لسبب من الأسباب لأن الإختلاف الوحيد بينهما يتجلى. في أن الشخص السليم الذي يمر بفترة حزن يمكنه أن يعود لحالته الطبيعية التي كان عليها. لكن مريض الإكتئاب يواجه صعوبة في العودة إلى وضعه الطبيعي دون تدخل علاجي فوري. عن طريق مضادات الإكتئاب أو عن طريق جلسات العلاج المعرفي السلوكي.
10) ما ذنبي أنا مصاب بالإكتئاب دون الآخرين ؟ : وصلنا إلى آخر وأهم سؤال. في قائمة 10 أسئلة يطرحها المرضى بالإكتئاب ونادرا ما يجدون لها جوابا على مواقع الإنترنت. العديد من مرضى الإكتئاب يشعرون بالذنب لأنهم مصابون بالإكتئاب ولا يعرفون الأسباب التي تقف وراء إصابتهم بهذا المرض النفسي اللعين. الذي يسرق منهم السعادة يوما بعد يوم ويجعلهم يعيشون مشاعر الحزن والألم لسنوات طويلة.
وهذا السؤال لطالما طرحته على نفسي أنا شخصيا "عبد الهادي اليزغي" صاحب هذا الموقع عندما كنت مصابا بالإكتئاب في السنوات السابقة. وكان هو السبب في بداية إقتناعي بعقلية الضحية التي تضع مجموعة من الحجج الواهية لتبرير مشاكلها. حيث كنت أربط إصابتي بالإكتئاب بأنني شخص غير محظوظ في هذه الحياة وبأنني شخص تعيس وبأنني لا أستحق هذه الحياة والعيش فيها....).
طبعا عقلية الضحية هي الشباك التي يجعلك مرض الإكتئاب تنقاد إليها مثل الأسماك التي تحاول التجذيف بزعانفها للفرار بين عيون شبكة الصيد. إلا أنها المسكينة تعلق أكثر فأكثر بين قبضة الشبكة إلى أن يقبض عليها الصياد. والمقصود بالصياد هنا تلك المرحلة من الإكتئاب التي يفقد فيها المريض الرغبة في الحياة ويبدأ التفكير في الإنتحار.
ولكي لا تصل إلى هذه المرحلة فإنني أنصحك إنطلاقا من تجربتي الشخصية مع مرض الإكتئاب بأن تتخلص من عقلية الضحية هذه. وتنطلق في البحث عن أسباب الإكتئاب التي جعلتك تصاب دون غيرك بهذا المرض النفسي.