أنت تتحمل المسؤولية لأنك لا تفهم اسباب الاكتئاب السلوكية بشكل علمي فلا تحاول لعب دور الضحية لأنك السبب الرئيسي في الإصابة بمرض الاكتئاب. فإذا أردت معرفة السلوكيات التي تسبب اعراض الاكتئاب تابع قراءة هذا المقال حتى النهاية للمزيد من التفاصيل المهمة.
أسباب الإكتئاب السلوكية |
ما سبب الاكتئاب ؟
أسباب الإكتئاب السلوكية كثيرة جدا هناك من يرتكبها خطأ وهناك من يحاول الهروب إليها للتخفيف من أعراض الإكتئاب الجسدية والنفسية. لكن وفي كلتا الحالتين فإن هذه السلوكيات سوف تجعلك تدفع الثمن غاليا وتدور في حلقة مفرغة.
مسببات الإكتئاب السلوكية سوف تفتح لك نافذة الأمل للتخلص من الإكتئاب نهائيا وتمنحك القوة خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الإكتئاب بسبب وراثي. حيث أن الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة في علم الوراثة مثل هذه المنشورة على موقع wikipedia تؤكد أن سلوك الإنسان يؤثر على طريقة نسخ الشريط الوراثي. بتنشيط أو تعطيل آلية عمل الجينات المتحكمة في إنتاج بعض المواد الكيميائية داخل جسم الإنسان مثل الهرمونات، الأنزيمات، النواقل العصبية....). وهذا إكتشاف مذهل ورائع جدا يدرس حاليا تحت عنوان علم ما فوق الجينات "Epigenetics". وسوف يساعد مرضى الإكتئاب على التحكم في زيادة بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين، الدوبامين، الأندورفين، الأكسيتوسين ...). وتعطيل بعض المواد الأخرى مثل الأدرينالين، الكورتيزول، الجلوتامات....).
أسباب الإكتئاب السلوكية تؤثر على التوصيل العصبي والهرموني عبر التقليل أو زيادة إفرازات الهرمونات من طرف الغدد والنواقل العصبية من طرف الخلايا العصبية. كما أن بعض السلوكيات يمكنها تدمير نهائي لبعض محاور العصبونات ومستقبلات النواقل العصبية خاصة مستقبلات الدوبامين. الشيء الذي يؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب على المدى البعيد بدون أمل في إيجاد حلول وعلاجات فعالة. إضافة لذلك فإن بعض السلوكيات يمكنها أن تحدث ضررا كبيرا يتجاوز الإصابة بمرض الإكتئاب إلى أمراض نفسية وعقلية أخرى. مثل نوبات الهلع، الرهاب الإجتماعي، التوتر والقلق المرضي، الفصام، الذهان....).
اسباب الإكتئاب السلوكية بالتفصيل
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بالعادات الغذائية السيئة : أصبحت علاقة الصحة الجسدية والنفسية بالتغذية تجذب إهتمام العديد من الباحثين في علم التغذية. خصوصا أن الدراسات العلمية في هذا المجال صارت كثيرة جدا في السنوات الأخيرة ونتائجها تؤكد أن النظام الغذائي الطبيعي. الذي يتبعه الإنسان هو المتحكم بشكل رئيسي في حمايته من عدة أمراض وإضطرابات. في المقابل تشير الأبحاث من جهة أخرى أن النظام الغذائي السيء يمكن أن ينعكس سلبا على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. ويصيبه بالعديد من الأمراض المزمنة مثل مرض الإكتئاب. بشكل عام فإن أسباب الإكتئاب المتعلقة بالعادات الغذائية السيئة تشير إلى بعض أنواع الأطعمة المضرة بالصحة وأشكال طهيها. إضافة للحميات الغذائية غير متكاملة من حيث توفر جميع العناصر الغذائية الضرورية لنشاط الخلايا والأنسجة وعموما فإن العادات الغذائية السيئة تضم ما يلي :
• الإكثار من تناول المقليات : ينصح الأخصائيين في مجال التغذية بعدم الإكثار من تناول المقليات تجنبا لمشكل الجذور الحرة. التي تنتج عن هذه المأكولات بعد تناولها حيث تؤكد الأبحاث العلمية الحديثة أن الجذور الحرة إذا زادت عن تركيزها الطبيعي داخل جسم الإنسان. فإنها تبدأ بمهاجمة خلايا وأنسجة الجسم البشري الشيء الذي يؤدي إلى مشكل الشيخوخة المبكرة التي تنعكس سلبا على الصحة النفسية. إضافة لذلك فإن الجذور الحرة تغيير من شكل الهرمونات والنواقل العصبية. مما يجعلها غير مطابقة لمستقبلاتها فينتج عن ذلك إضطراب توصيل السيالات العصبية وبالتالي الإصابة بمرض الإكتئاب.
• الإكثار من شرب المنبهات : تضم المنبهات كل من القهوة والشاي وهذه المشروبات أصبحت جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية. بحيث لا يمكن أن يبدأ الشخص حاليا في وقتنا الراهن يومه بدون فنجان قهوة أو الشاي. وهذا السلوك الغذائي قد لا يشكل أي خطر في حالة عدم تناوله بجرعات زائدة. لكن في حالة زيادة عدد كؤوس القهوة والشاي فإن ذلك يؤدي إلى تنشيط الغدة الكظرية على إنتاج كميات عالية من الأدرينالين والكورتيزول في الدم. والتي تعتبر مواد مهيجة للجهاز العصبي ومنبهة لمراكز الإنتباه والتركيز على مستوى الدماغ. الشيء الذي يؤدي على المدى البعيد إلى إجهاد الغدة الكظرية وإصابة الشخص بمرض الإكتئاب ومشاكل صحية أخرى.
• الإكثار من المشروبات المضرة : تؤكد العديد من الأبحاث العلمية الحديثة أن هناك العديد من أنواع المشروبات المضرة لصحة الجهاز العصبي والجسم بشكل عام. مثل المشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، بعض المشروبات العشبية....). والتي ينصح بعدم الإكثار من شربها تفاديا للإصابة بمرض الإكتئاب ومشاكل صحية أخرى على الصحة الجسدية والنفسية.
• الإكثار من تناول اللحوم : في إحدى التجارب قرر علماء التغذية وعلماء النفس والأعصاب عزل مجموعة من السجناء وتغذيتهم لحوم الحيوانات لمدة طويلة. ثم ملاحظة سلوك وتغيرات كيمياء الدماغ للسجناء بعد ذلك، فكانت نتائج هذه التجربة أن السجناء بدأوا يتصرفون بشكل مختلف تماما لما كانوا عليه في السابق. بحيت أصبحت سلوكياتهم عنيفة ويعانون من مشاكل في التركيز والإنتباه إضافة للشعور بالحزن الشديد ونوبات الإكتئاب الحاد.
• عدم تناول البروتينات : تصنع بعض الهرمونات والنواقل العصبية من عناصر بروتينية موجودة في التغذية مثل البيض، اللحوم، الأسماك، القطاني...). حيت أن هذه الأغذية تزود الجسم بالأحماض الأمينية مثل التربتوفان، التيروزين الضرورية لتجديد تركيز النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين. في المقابل فإن عدم تناول البروتينات على المدى الطويل لسبب من الأسباب يؤدي إلى خلل كيمياء الدماغ فينتج عن ذلك الإصابة بمرض الإكتئاب.
• عدم تناول السكريات : تؤكد دراسة حديثة في علم التغذية وعلم الأعصاب أن الأحماض الأمينية التي يتناولها الإنسان من خلال الأغذية البروتينية. تتعرض قبل أن تجتاز الحاجر الدموي العصبي " blood-nervous barrier " إلى نوع من التنافس بمعنى أنها لا تدخل إلى الدماغ دفعة واحدة. إلا إذا تناول الإنسان السكريات والسكريات السريعة على وجه التحديد. ولهذا السبب فإن الإمتناع عن تناول السكريات بشكل عام يمكن أن يتسبب في الإصابة بمرض الإكتئاب. لكن رغم ذلك لا يجب أن ننسى أن السكريات تعتبر من السموم البيضاء خصوصا منها سريعة الإمتصاص. التي ترفع إحتمالية الإصابة بمرض السكري والسمنة التي تعتبر من أسباب الإكتئاب البيولوجية.
• عدم تناول الدهنيات : تصنع بعض الهرمونات داخل جسم الإنسان مثل الأدرينالين والكورتيزول من خلال الدهنيات "الكوليسترول". المتواجدة في بعض الأغذية مثل الأسماك، البيض، اللحوم، منتجات الألبان، بعض الفواكه والأعشاب...). وبالتالي فإن عدم تناول هذه المأكولات يعرض الشخص إلى فشل الغدة الكظرية والغدد الأخرى وتصبح غير قادرة على إنتاج الأدرينالين والكورتيزول بشكل طبيعي. من أجل الحفاظ على ضربات القلب وتنشيط هدم الجليكوز أثناء التعض للتوتر العصبي والنفسي مما ينعكس على سلبا على الصحة النفسية ويرفع إحتمالية الإصابة بالإكتئاب.
• تناول الأغذية المصنعة : يعرف العصر الحالي ثورة لا مثيل لها في الصناعات الغذائية وتسويقها طول الوقت. من خلال الشركات العالمية الكبرى المتخصصة في تصدير الأغذية المصنعة عبر قارات العالم الخمس. حيث في الوقت الحالي يمكن للمستهلك أن يتناول أطباق معلبة قادمة من الشمال وهو يسكن في الجنوب أو يتناول أطباق الشرق وهو يسكن في الغرب. ربما قد يكون هذا أمر جميل لكن الأسوء في الأمر هو التغيير الذي حدث على مستوى جودة الغذاء. حيث أن الأطعمة المصنعة أصبحت مجرد سم يتناوله الناس يوما بعد يوم ويؤدي بهم إلى الهاوية. فيما يخص الأمراض والإضطرابات الجسدية، النفسية والسلوكية التي تتسبب فيها الأغذية المصنعة. هذه الأخيرة يتم إشباعها بالمضافات الغذائية التي تعطي نكهات إلى الطعام وتجعله لذيذ وشهي لكنها تحمل مخاطر عديدة على الجهاز العصبي. نفس المشكل تسببه المواد الحافظة التي يتم إستعمالها بغرض حفظ الطعام لكنها تقوم بتدمير الأعصاب. وتقلل تركيز النواقل العصبية المهدئة للجهاز العصبي الشيء الذي يؤدي للإصابة بعدة أمراض جسدية ونفسية على رأس قائمتها مرض الإكتئاب.
• التسمم الغذائي بالمعادن الثقيلة : أحد المعضلات التي يواجهها العالم حاليا والتي تستدعي تدخل عاجل من طرف كافة الجهات المسؤولة. هي مشكلة تلوث الأغذية بالمعادن الثقيلة حيث أصبحت الأسماك في البحار والمحيطات مسممة بمعدن الزئبق. وأصبحت التوابل مسممة بمعدن الرصاص وأصبحت بعض الأواني المنزلية المصنوعة من بعض المعادن الثقيلة مثل الألومينيوم والنحاس تسسم الطعام خلال طهيه. نهيك عن المعادن الأخرى التي تتسرب إلى الأغذية. وبشكل عام فإن الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة تشير أن التسمم بالمعادن الثقيلة يؤثر بالدرجة الأولى على الجهاز العصبي. وتؤدي إلى إلحاق الضرر بطبقة الميلين للأعصاب إضافة لتقليل تركيز كيمياء الدماغ مما يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات العصبية والنفسية مثل مرض الإكتئاب المزمن.
• التسمم بالمبيدات الكيميائية : يستعمل الفلاحون في الحقول والمزارع العديد من أنواع المبيدات الكيميائية بهدف القضاء على الطفيليات، الحشرات، الفيروسات، الأعشاب الضارة ....). التي تفسد المنتوجات الفلاحية وتقلل من جودتها وبفضل إستعمال المبيدات الكيميائية إستطاع المزارعون تحقيق مردودية عالية وجودة مضمونة للمواد الغذائية. لكن إلى جانب ذلك فإن الإستعمال غير معقلن للمبيدات ساهم في تسسم الأغذية إضافة أن المستهلك لا يزال غير واعي بضرورة غسل الفواكه والخضر. وكافة المنتجات الغذائية الأخرى قبل تناولها لتنظيفها والحد من تأثير العناصر النشيطة التي تحتويها المبيدات الكيميائية. هذا الأمر أدى إلى تسمم الجهاز العصبي وتعطل تواصله الخلوي مما ساهم في ظهور بعض الأمراض والإضطرابات مثل الإكتئاب ومشاكل صحية أخرى.
• التسمم بالأغذية الفاسدة : جميع أنواع الأغذية لها تاريخ صلاحية محدد وهذا أمر طبيعي لكن ما الذي يحدث للأغذية عندما ينتهي تاريخ صلاحيتها. الذي يحدث ببساطة أنها تصبح وسطا لتكاثر الكائنات الدقيقة مثل الجراثيم، الفطريات والطفيليات، هذه الكائنات المجهرية تبدأ بالتغذية والتكاثر على الأغذية الفاسدة. لكنها في نفس الوقت تحرر فضلاتها الفتاكة التي تعتبر سامة بالنسبة للإنسان حيث تصيبه بالعديد من المشاكل الصحية على المدى القريب جراء تناول الطعام الفاسد. لكن الأمر يصبح أكثر خطورة خصوصا على صحة الجهاز العصبي وكيمياء الدماغ. تحديدا في الحالات التي يتم تناول فيها الطعام الفاسد بجرعات كبيرة قد يزيد ذلك فرصة المرور بنوبات من الإكتئاب والتعب العصبي.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بتناول بعض الأدوية : يمكن لبعض أنواع من الأدوية أن تتسبب في سلسلة من الأعراض الجانبية. غير مرغوب فيها من الناحية الجسدية، النفسية والسلوكية. والتي تستدعي إستشارة الطبيب بشكل عاجل حيث قد يؤدي أي تأخير إلى تفاقم الوضع وتطور الأعراض. الشيء الذي قد يؤثر على جودة الحياة اليومية للمريض في حالة الإصابة بالإكتئاب. وبصفة عامة فإن أنواع الأدوية التالية هي التي تكون مسؤولة عن إصابة عدد كبير من الأشخاص حول العالم بمرض الإكتئاب :
• حاصرات بيتا (Beta-Blockers) : هذه العائلة من الأدوية قد تتسبب في الإصابة بمرض الإكتئاب ويمكن أن يصفها الطبيب لعلاج المشاكل الصحية التالية مثل :
علاج عدم إنتظام ضربات القلب
علاج إرتفاع ضغط الدم
علاج الذبحة الصدرية
علاج مرض الرعاش
علاج الشقيقة
علاج الجلالة.
• الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids) : الأدوية المسببة لمرض الإكتئاب في هذه العائلة كثيرة جدا وتوصف عادة من طرف الطبيب لعلاج الأمراض والمشاكل الصحية التالية مثل :
علاج الذئبة الحمراء
علاج مرض النقرص
علاج متلازمة سجوجرن
علاج إلتهاب المفاصل الروماتيزم.
• البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) : يمكن أن تتسبب هذه العائلة من الأدوية في الإصابة بالإكتئاب ويتم وصفها عادة من طرف الطبيب لعلاج المشاكل الصحية التالية :
علاج القلق المرضي
علاج الأرق المزمن
علاج تصلب العضلات.
• أدوية مرض الرعاش (Parkinson) : تؤثر عائلة هذه الأدوية على توازن الناقل العصبي المسمى الدوبامين داخل البنية العصبية المعروفة بإسم المادة السوداء. ويؤدي أي زيادة أو نقصان في هذا الناقل العصبي إلى الإصابة بمرض الإكتئاب.
• الأدوية التي تؤثر على الهرمونات : يمكن أن تتسبب عائلة الأدوية التي تؤثر على الهرمونات. في الإصابة بمرض الآكتئاب وبشكل عام فإن هذه الأدوية توصف لعلاج ما يلي :
• المنشطات (Stimulants) : هذه العائلة من الأدوية لها العديد من الأضرار والمضاعفات على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. حيث يمكن أن تسبب شعورا بالحزن الشديد والإكتئاب وتوصف عادة لعلاج المشاكل الصحية التالية :
• مضادات الاختلاج (Anticonvulsants) : تؤثر عائلة هذه الأدوية على توازن بعض النواقل العصبية على مستوى الدماغ. مما يؤدي للإصابة بالإكتئاب وتوصف عادة من طرف الطبيب لعلاج المشاكل الصحية التالية :
• مثبطات مضخة البروتون (PPIs) وحاصرات H2 : أنواع عائلة هذه الأدوية تتورط في الإصابة بالإكتئاب وهي توصف عادة للتخلص من الإرتجاع المريئي المعدي.
• الستاتين (Statins) وأدوية أخرى لخفض الكوليسترول (Cholesterol) : تشير بعض الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة. أن الستاتين الذي يوصف عادة لخفظ تركيز الكوليسترول في الدم يمكن أن يسبب مرض الإكتئاب.
• الأدوية المضادة للكولين (Anticholinergic) : تؤثر الأدوية المثبطة للكولين على الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في إدارة بعض الوظائف. مثل حركة الأمعاء وعلاج بعض المشاكل الصحية المرتبطة بها مثل متلازمة القولون العصبي أو بومزوي.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بعدم التعرض لأشعة الشمس : تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة والمؤكدة مثل هذه المنشورة على موقع webmd. أن عدم التعرض لأشعة الشمس يعتبر من أسباب الإكتئاب التي تصيب عدد كبير من الأشخاص حول العالم. خاصة الذين يقطنون في المناطق التي لا تصلها أشعة الشمس مثل القطبين الشمالي والجنوبي. ومن الناحية العلمية فإن عدم التعرض لأشعة الشمس يساهم في تعطيل العمليات الكيميائية داخل جسم الإنسان التي تؤدي إلى تصنيع الفيتامين د. الذي يدخل بدوره في تنشيط العديد من التفاعلات الكيميائية لتصنيع الهرمونات والنواقل العصبية مثل السيروتونين، الدوبامين، الميلاتونين، الأندورفين....). وتجدر الإشارة أن عدم التعرض لأشعة الشمس يساهم في إصابة عدد كبير من الأشخاص بين فصل الخريف والشتاء. بالإكتئاب الخريفي أو الموسمي الذي تختلف أعراضه الجسدية والنفسية من شخص لآخر.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بالإجهاد البدني المزمن : يمكن للإجهاد البدني الحاد أن يؤدي إلى الإصابة بالإكتئاب. وذلك نتيجة الإفرازات العالية للهرمونات والنواقل العصبية المهيجة للأعصاب مثل الأدرينالين، الكورتيزول، النورأدرينالين، الجلوتامات.....). حيث يؤدي الإجهاد البدني إلى إستنزاف الغدد والخلايا العصبية المنتجة للمواد الكيميائية التي ذكرناها سابقا. مما يجعل الشخص غير قادر على مواجهة المزيد من التوتر والضغوطات العصبية والنفسية على المدى البعيد. وبشكل عام فإن هناك نوعين من الإجهاد البدني الذي قد يؤدي للإصابة بالإكتئاب :
• التمارين الرياضية العنيفة : كما يعلم الجميع فإن ممارسة الرياضة أصبحت من الضروريات للحفاظ على السلامة الصحية للإنسان من الناحية الجسدية والنفسية. لكن على خلاف ذلك فإن التمارين الرياضية العنيفة مثل تمارين كمال الأجسام والفنون القتالية يمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية. خصوصا إذا تصادف الأمر مع التغذية غير صحية وقلة النوم والضغوطات النفسية والعصبية من المؤكد أن ذلك سوف يسرع الإصابة الإكتئاب.
• العمل الشاق لساعات طويلة : لتوفير لقمة العيش وسد الحاجيات اليومية فإن الإنسان بحاجة إلى العمل في مختلف الميادين والمجالات الصناعية، التجارية، الفلاحية...). هذه الرغبة في العمل والتشغيل تقابلها الضغوطات الرأسمالية التي جعلت من الإنسان آلة للعمل صباح مساء من أجل الحصول على المال. خصوصا في دول مثل الصين واليابان حيث أن العديد من الشركات توظف الأشخاص للعمل لساعات طويلة وفي ظروف غير ملائمة. تحرمه من الأكل الصحي والنوم ليلا مما يؤدي إلى الإنهاك والتعب الشديد. ومضاعفات الأخرى تقود نحوى الإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات الجسدية والنفسية مثل الإكتئاب.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بإدمان المواد المخدرة : كما يعلم الجميع فإن الإدمان على تناول المخدرات يؤثر على صحة الإنسان. من جميع النواحي الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية. لكن فيما يخص علاقة المواد المخدرة بالدماغ والجهاز العصبي بشكل عام فإن الدراسات والأبحاث العلمية. قد إنطلقت منذ زمن بعيد في القيام بالتجارب السريرية على الفئران وملاحظة تأثير المخدرات على دماغ الفئران. نتائج هذه الأبحاث تؤكد أن المواد النشيطة التي تحتويها المخدرات تؤدي مع مرور الوقت على مستوى النواة المتكئة " nucleus accembens ". إلى تقليل مستقبلات الناقل العصبي المسمى الدوبامين المسؤول عن الشعور بالرضى والنشوة والدافعية إلى إنجاز المهام. الشيء الذي يدفع بالفئران إلى زيادة جرعة المخدرات للشعور من جديد بالرضى والإشباع. مما يزيد في تأجيج أعراض الإدمان وتدمير مستقبلات الدوبامين نهائيا بدون آمل في إسترجاعها. فينتج عن ذلك الإصابة بالإكتئاب لكون إنخفاظ السيالات العصبية المنقولة من طرف الناقل العصبي الدوبامين لها علاقة وطيدة بهذا المرض النفسي.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بإدمان سلوكيات معينة : إنتقل مفهوم الإدمان في وقتنا الحاضر من شكله التقليدي على المواد المخدرة إلى شكل جديد. ربما قد يكون تأثيره أقرب إلى ما تسببه المخدرات من أعراض ومضاعفات خطيرة على الصحة الجسدية، النفسية والسلوكية. الشكل المعاصر من الإدمان يظهر على بعض السلوكيات مثل الإدمان على الإنترنت، الإدمان على الألعاب الإلكترونية، الإدمان على الأفلام الإباحية والإستمناء، الإدمان على التسوق....). هذه السلوكيات الإدمانية وغيرها تساهم في إنهاك الجهاز العصبي وإستهلاك مخزون النواقل العصبية المهدئة للأعصاب. الشيء الذي يؤدي إلى إختلال توازن كيمياء الدماغ وبالتالي الإصابة بعدة أمراض وإضطرابات جسدية ونفسية. مثل مرض الإكتئاب وأعراضه التي تبدأ في التطور كلما تسارعت وثيرة الإدمان على سلوك معين.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بالأرق والسهر ليلا : تؤكد العديد من الدراسات العلمية الحديثة في علم الأعصاب المهتم بدراسة ظاهرة النوم عند الإنسان. مثل هذه المذكورة على موقع sleepfoundation أن السهر له العديد من الأضرار على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. حيث كما تؤكد الدراسة أن فقدان النوم لليلة واحدة فقط يساهم في تغيير كيمياء الدماغ من خلال زيادة الناقل العصبي الدوبامين. الذي يسبب شعور بالإسترخاء والخمول يرافق الشخص طوال اليوم ويصبح مثل الذي تناول قنينة خمر أو أي مشروب كحولي آخر. إضافة لذلك فإن الأرق والسهر لفترات طويلة يساهم في تقليل تركيز النواقل العصبية المهدئة للأعصاب وإضطراب الساعة البيولوجية للإنسان. مما يؤدي إلى مشاكل عصبية ونفسية تتجلى في الشعور بإضطربات مزمنة في المزاج والشهية إضافة للإحساس بالحزن الشديد والإكتئاب الحاد. الذي يحرم الإنسان من النوم ويعرضه للأرق من جديد مما يجعل المريض يدور في حلقة مفرغة حيث كلما تعرض للأرق كلما تعرض للإكتئاب والعكس صحيح.
● أسباب الإكتئاب المتعلقة بمتابعة المؤثرين : لقد جعل الإنترنت في الأونة الأخيرة العالم على شكل قرية صغيرة بحيث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي. تنقل لنا حياة الأشخاص بتفاصيلها من جيمع بقاع الأرض خصوصا المؤثرين من المشاهير في المجالات الفنية، الرياضية، المالية....). وهم يفتخرون بحياة الرخاء والرفاهية التي يعيشونها والأموال الطائلة التي يجنونها من أعمالها ومشاريعهم وذلك أمام جمهورهم المتابع لهم على حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الإجتماعي. هذا الجمهور قد يكون بعض أفراده ولما لا نقول أغلبهم يعيش حياة بسيطة وقد تجد بعضهم لا يحقق حتى شروط الحياة السليمة من المأك والمشرب. ولا يمتلك إلا جهازه الذكي الذي يربطه بالإنترنت والعالم الإفتراضي الذي يجعله يتعذب ويشعر بالبؤس وعدم الرضا على وضعه وحياته اليومية. الشيء الذي يتسبب له في الإصابة بالإكتئاب وهو يقارن نفسه مع المؤثرين المشاهير وحياتهم. والأخطر في الأمر أن العديد من المصابين بالإكتئاب يقبل على وضع حد لحياته بالإنتحار لأنه يبدأ يوما بعد يوم يشعر بعدم الرضا على شكل حياته. ويفقد الأمل في مواصلة العيش خصوصا إذا كان يعيش ظروف إجتماعية صعبة.