نتعرف في هذا المقال على أعراض التوتر النفسي والضغط العصبي الحاد، تابع قراءة هذه المقالة حتى النهاية للمزيد من المعلومات حول علامات التوتر الحاد. وكذلك التعرف على مدى فوائد هذه الأعراض بالنسبة لصحة الإنسان الجسدية، النفسية والسلوكية بشكل علمي مفصل.
أعراض الضغط النفسي والتوتر العصبي الحاد
أعراض التوتر العصبي الحاد هي إستجابة طبيعية تظهر وتختفي تلقائيا على الإنسان من الناحية الجسدية والنفسية جراء إفراز الغدة الكظرية لهرمون الأدرينالين والكورتيزول. بهدف التكيف والتأقلم مع الظروف غير ملائمة وتحقيق بذلك نتائج وأهداف قد تختلف من شخص لآخر. شريطة أن لا يتجاوز حجم التوتر والضغط الحاد قدره المسموح به. تفاديا للدخول في مرحلة الضغط والتوتر المزمن الذي له العديد من المضاعفات الخطيرة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية.
أعراض الضغط النفسي الحاد لا يسلم منها أي كائن حي على وجه الأرض فالتعرض لوضعيات التوتر (stress situations). هي حالة طبيعية إعتاد عليها الجسم سواء تعلق الأمر بالحيوانات أو بالإنسان. حيث في كلتا الحالتين فإن الجسم يحضر نفسه إنطلاقا من إفراز كل من هرمون الأدرينالين والكورتيزول من الغدة فوق كلوية. في الدورة الدموية وإبراز أعراض التوتر الحاد على جميع الأعضاء والأنسجة والمشاعر وطريقة التفكير إستعدادا في نهاية المطاف للقيام بسلوك المواجهة أو الهروب (Fight-or-flight response). الذي كان يخدم الكائنات منذ القدم وحافظ على السلالات الحية التي نجحت في إختبارات البقاء حتى وقتنا الراهن.
أعراض الإجهاد الحاد تؤثر على البنية الجسدية والنفسية للكائنات الحية وتغيير من توازن إعدادات الفيزيولوجيا وتوازن المشاعر بل حتى طريقة التفكير والسلوك لفترة من الزمن. وذلك تحت الضغط لإختبار قدرتهم على التحمل والتأقلم مع الظروف المتغيرة والتي لا تناسب وضعيتهم الجسدية والنفسية. صحيح أن الجنس البشري قد أصبح بعيد نوعا ما عن الحياة البدائية التي يعيشها الحيوانات في الغابة لكن جسمه لا زال يتصدى إلى الضغط الحاد. عبر الأدرينالين والكورتيزول بطريقة مشابهة للحيوانات عندما يكون وجها لوجه أمام مثيرات التوتر (stressing agents).
أعراض الإجهاد الحاد الجسدية والنفسية
● أعراض التوتر الحاد الجسدية : هي مجموعة من العلامات والأعراض الجسدية التي تحدثها هرمونات التوتر والإجهاد الأدرينالين والكورتيزول. بعد تحريرها من طرف الغدة فوق كلوية مباشرة في الدورة الدموية إستجابة للمثيرات التي تعبر عن الظروف غير ملائمة، وأبرز هذه الأعراض ما يلي :
° زيادة التركيز والإنتباه : أثناء مواجهتك للتوتر العصبي والضغط النفسي الحاد فإن قدرتك على التركيز والإنتباه لما حولك تكون عالية جدا. الشيء الذي يجعلك تتذكر تفاصيل ما مررت به من أحداث بكفاءة عالية وذلك بسبب أن هرمونات التوتر المعروفة بإسم الأدرينالين، النورأدرينالين والكورتيزول. تقوم بتتبيث هذه الأحداث بشكل كبير على مستوى الحصين أو قرن أمون (hypocumpus). الذي يعتبر البنية العصبية المسؤولة بشكل رئيسي على عملية الذاكرة والتذكر داخل الدماغ البشري.
مثال 1) : تصور معي أنك تمشي في الغابة وتعرضت لهجوم من حيوان مفترس أو أنك تتجول في منتصف الليل وتعرضت لعملية سرقة. بعد نجاتك من هذه الأحداث سوف تبقى راسخة في ذهنك إلى الأبد. في المقابل لا نجدك تتذكر ما نوع الطعام الذي تناولته الأسبوع الماضي يوم الأحد وذلك بسبب أن الدماغ يركز وينتبه فقط إلى الأشياء ذات الأولوية
° عدم النوم والإسترخاء : فقدان القدرة على النوم والإسترخاء هو أمر طبيعي تماما عندما تتعرض للتوتر العصبي والضغط النفسي الحاد. حيث أن هرمونات التوتر الأدرينالين، النورأدرينالين والكورتيزول تنشط الدماغ وتكبح عمل الهرمونات التي تجلب الشعور بالإسترخاء والنوم. المعروفة بإسم الغاما، الدوبامين، السيروتونين، الأسيتيل كولين، الميلاتونين، الأكسيتوسين، الفالونتونين، 6 ميتوكسي هرمالن الشيء الذي يجعل الإنسان يقض طوال الوقت.
° إنخفاظ الإحساس بالأطراف : أعراض التوتر العصبي الحاد قد تظهر أحيانا على شكل فقدان للإحساس بالأطراف خصوصا الساقين واليدين. وذلك نتيجة قانون التجنيد الذي تتعرض له الأعصاب الحسية التي تصبح غير قادرة على نقل السيالات العصبية من الأطراف في إتجاه الجهاز العصبي المركزي.
مثال 2) : لو دخلت في شجار مع أحد ما سوف تلاحظ وجود بعض الندبات والجروح على جسمك والتي لم تشعر بها أثناء الشجار. أو كنت تقوم بنشاط بدني عنيف سوف تلاحظ كذلك نفس الأمر وذلك بسبب أن الجهاز العصبي ينتقي الأحاسيس حسب بعض المعايير المعقدة وذات الأهمية.
• أعراض التوتر النفسي الخاصة بالجهاز المناعتي : أصبحنا نعرف اليوم أن التعرض للإجهاد والتوتر العصبي والضغط النفسي. يؤدي إلى تحرير الأدرينالين والكورتيزول من الغدة الكضرية التي تقع فوق الكليتين مباشرة داخل الدورة الدموية. مما يؤدي إلى تعطيل وظيفة الجهاز المناعتي بشكل كامل حيث أن هرمون الكورتيزول يساهم في كبح المواد الإلتهابية (anti-inflamatory). التي تحررها بعض أنواع الخلايا المناعية مما ينعكس على إستجابة الجهاز المناعي الخلطي والخلوي. فيجعل الجسم في هذه اللحظة عرضة إلى العديد من الأمراض والإضطرابات الخطيرة.
° فقدان شهية الأكل : الكثير من الأشخاص عندما يتعرضون للإجهاد الحاد لا يرغبون في الأكل وذلك بسبب يعود لدوافع غريزية إكتسبها الإنسان منذ الأزل. حيث نجد تفسيرا واضحا لهذا الأمر يقدمه علم تطور الأحياء وله علاقة بالوضعية التي كان يعيش فيها الإنسان قديما. حيث من الغريب جدا أن ترى قبيلة تهجم على قبيلة أخرى وأحد أفرادها يتناول الطعام في جو من الهدوء والسكينة. فالجهاز العصبي إعتاد تلقائيا كبح هرمون الشبع "الليبتين" وخفض هرمون الجوع "الجريلين" في مثل هذه اللحظات. نفس الأمر يتكرر اليوم رغم إنتقال الإنسان من حياة الطبيعة إلى الحياة المدنية. حيث عندما يتعطل حاسوبك الشخصي أو تنفصل عن حبيبتك أو تتلقى خبرا حزينا في بريدك الإلكتروني. فإن الجسم يتصرف على أساس مسلسل التطور الذي رافق الإنسان منذ القدم.
° توقف عملية الهضم : أعراض الضغط النفسي قد تكون سببا في فقدان الشهية حيث من الطبيعي أن يتوقف الجهاز الهضمي عن أداء مهامه. فيتصرف هذا الجهاز عندما يتعرض الشخص للإجهاد والتوتر العصبي الحاد بهذه الطريقة. للإقتصاد على مخزون الطاقة وتوجيهها للعضلات من أجل الإستفادة منها في القيام بسلوك المواجهة أو الهروب. هذا السلوك هو الذي حافظ على حياة الإنسان القديم في خضم هجوم الحيوانات المفترسة التي كان يواجهها والحروب القبلية بين سلالات الجنس البشري عبر العصور. ولهذا لا تستغرب اليوم إذا لم تحصل على معدل جيد في الإمتحان أو تلقيت خبر غير سار أو وبخك مديرك في العمل. وشعرت بأن جهازك الهضمي لا يهضم الطعام بشكل جيد وأحسست بعسر الهضم والإنتفاخ والغازات ...). فالجسم البشري لا يزال يتصرف بطريقة بدائية خصوصا عندما يتعرض للتوتر العصبي والضغط النفسي.
° الشعور بآلم البطن والمغص : حقيقة لا يعتبر الشعور بآلم البطن والمغص دليلا على تعرضك للتوتر الحاد أو الإجهاد الحاد وحسب. بل يعتبر كذلك علامة على إصابة الإنسان الحديث بالكبث النفسي. حيث أن الإنسان البدائي القديم كان يفرغ مكبوتاته من التوتر والضغط الذي يتعرض له دون قيود أخلاقية أو إجتماعية. وبالتالي كان يتجنب هذا الشعور بالمقابل فإن الإنسان المعاصر تحكمه عادات وأخلاق وتقاليد. تمنعه من تفريغ الكبث والتعبير عن غضبه بالكيفية التي كان يعبر عنها الإنسان القديم .
° التجشؤ وكثرة غازات البطن : الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر الحاد. تنتابهم الرغبة في تحرير الغازات المعوية عن طريق الحزق أو تحرير غازات المعدة عن طريق التجشؤ. وذلك إستجابة لنشاط البكتيريا والجراثيم التي تستوطن الأنبوب الهضمي بداية من الفم والمريء وصولا حتى القناة الشرجية المتكونة من المستقيم وفتحة الشرج. حيث كما تشير الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة فإن نشاط هذه البكتيريا يتصاعد كلما تعرض الإنسان إلى وضعيات التوتر العصبي والضغط النفسي الحاد.
° تزايد إيقاع عملية التنفس : أثناء التعرض للتوتر الحاد فإن إيقاع التنفس يتسارع نوعا ما وهذا أمر طبيعي يحدث لجميع الكائنات الحية. حيث تساهم هرمونات التوتر خصوصا الأدرينالين بتوسيع قطر الشعب الهوائية للرئتين بهدف زيادة منسوب الأوكسجين الدموي. وبالتالي إنتاج طاقة هائلة على مستوى عضية الميتكوندري (mithochondria) داخل جميع الخلايا. خاصة الخلايا العضلية والعصبية على مستوى الدماغ لتلبية حاجات العضلات المتزايدة والقيام بسلوك المواجهة أو الهروب على أكمل وجه.
° صعوبة وضيق التنفس : أعراض الضغط النفسي الحاد تعتبر في المقام الأول ذات فوائد ولا تشكل أية خطورة على صحة الإنسان الجسدية والنفسية. لكن يمكن أن يؤدي تحرير الأدرينالين في الدورة الدموية بتركيز عالي لتزايد إيقاع عملية التنفس إلى الحد الذي تصبح فيه الرئتين ممتلئة بالكامل. وغير قادرة على إستقبال المزيد من الأكسجين في تلك الحالة تشعر الكائنات الحية بصعوبة وضيق في عملية التنفس.
° إرتفاع ضربات القلب : كذلك في حالة التعرض للتوتر الحاد أو الإجهاد الحاد فإن إرتفاع ضربات القلب يعد أمرا طبيعيا يقوم به الجسم تلقائيا. عبر إفراز هرمون الأدرينالين من أجل إرسال كمية دم وافرة إلى الخلايا خصوصا منها العضلية لتلبية حاجاتها : من الأكسجين، المعادن والفيتامينات، السكريات والسوائل وبالتالي الإستعداد بصورة مشرفة لسلوك المواجهة أو الهروب.
° توسع قطر الشرايين والأوردة : إلى جانب ذلك فإن أعراض الضغط النفسي الحاد لهرمون الأدرينالين. فيما يخص رفع دقات القلب فإنه أيضا في حالات التوتر الحاد أو الإجهاد الحاد يساهم في توسيع قطر الشرايين والأوردة (vasodilatory). من أجل السماح بمرور حجم الدم المتزايد الغني بالعناصر والمواد الغذائية في ظروف ملائمة إلى جميع خلايا الجسم البشري خصوصا منها العضلية (عضلات الذراع والساق).
° إرتفاع الضغط الدموي : من الطبيعي مع إرتفاع دقات القلب وتوسع قطر الشرايين والأوردة أن نسجل كذلك إرتفاع الضغط الدموي. الذي يعرف بأنه ضغط صبيب الدم على جدران الأوعية الدموية. حيث يكون الهدف من ذلك واحد وهو توصيل الدم الغني بالمواد والعناصر الغذائية إلى جميع خلايا الجسم بالبشري.
° ضعف الإنتصاب لدى الرجل : تتميز جميع الحالات التي يتعرض فيها الإنسان للتوتر الحاد بضعف إنتصاب القضيب عند الرجل. بإستثناء حالة واحدة وهي التي تكون عندما يجتمع الزوج والزوجة تحت لواء العلاقة الحميمية المحاطة بالرغبة الجنسية. في تلك الحالة تكون هناك جميع علامات وأعراض التوتر الحاد لكن قضيب الرجل يكون منتصبا.
° ضعف الرغبة الجنسية للشريكين : بغض النظر كما ذكرنا سابقا عن التوتر الذي نتعرض له جراء الإثارة الجنسية فإن جميع الأنماط الأخرى من التوتر. تتميز بضعف الرغبة الجنسية للشريكين الزوج والزوجة على حد سواء وهذا أمر طبيعي رافق الإنسان منذ القدم مع تطور أسلافه من الجنس البشري.
° توقف نشاط الكليتين : خلال التعرض للتوتر الحاد أو الإجهاد الحاد فإن عملية تصفية الدم من طرف الكليتين تتوقف بالكامل. حتى حين إختفاء المثير الذي ساهم في ظهور علامات وأعراض التوتر بعد ذلك تشرع الكليتين في ترشيح نواتج العناصر الغذائية. التي تم إستهلاكها من طرف الخلايا بالإضافة لتخليص الجسم من بقايا هرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول.
° كثرة التبول : قد تشير كثرة التبول سواء الإرادي أو اللإرادي عند بعض الأشخاص على أنهم يتعرضون لأعراض التوتر الحاد. وهي أحد المحاولات والإستراتيجيات التي يقوم بها الجسم تلقائيا من أجل إعادة توازن الضغط الدموي إلى وضعه الطبيعي والتخلص من السوائل المستعملة من طرف الخلايا.
° شد عضلي رهيب : عندما نتعرض للتوتر الحاد أو الإجهاد الحاد فإن العضلات تصبح أكثر صلابة وتتقلص بشكل رهيب. خصوصا عضلات الذراعين والساقين إستعدادا كما ذكرنا سابقا للقيام بسلوك المواجهة أو الهروب.
° كثرة الحركة والنشاط : يترافق مع الشد العضلي عندما نتعرض للتوتر الحاد كثرة الحركة والنشاط نتيجة تحرير الأدرينالين في الدورة الدموية. بالإضافة للناقل العصبي الدوبامين داخل المشبك العصبي بين المادة السوداء والجسم المخطط الذي يعتبر المسؤول عن تنشيط الجهاز الحركي داخل جسم الإنسان.
° رعشة اليدين والساقين : أعراض التوتر العصبي تنشطها هرمونات التوتر والضغط والتي هي عبارة عن مواد كيميائية مهيجة للأعصاب. تساهم بشكل أو بآخر في تنشيطها زيادة عن اللزوم الشيء الذي يجعل الجهاز العصبي يفقد القدرة بالسيطرة على الأطراف. مما يظهر جليا على الأشخاص الذين تحت تأثير التوتر الحاد أو الإجهاد الحاد رعشة باليدين والساقين.
° الرغبة في الجري والهروب : تنتاب الأشخاص خلال تعرضهم للتوتر الحاد رغبة ملحة في الجري والهروب بعيدا عن مصدر المثير. الذي تسبب في ظهور علامات التوتر أو الإجهاد بالإضافة لهدف آخر قد يكون حفظ النوع في حالة التعرض لحيوان مفترس.
° إنتصاب الشعر : من أبرز الأعراض التي يشعر بها الأشخاص الذين تعرضوا للإجهاد الحاد هي إنتصاب الشعر. في جميع أنحاء الجسم بسبب تأثير الأدرينالين والنور أدرينالين على العضلات الملساء التي تربط الشعر بسطح الجلد.
° حكة فروة الشعر : بالإضافة لإنتصاب الشعر جراء تأثير هرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول فإن الحكة على فروة الشعر تنضاف لقائمة أعراض التوتر الحاد. ويعاني من هذا المشكل الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر الفكري جراء الإنشغال بحل المسائل الرياضية على سبيل المثال.
° توسع حدقة العين : يؤثر التوتر الحاد على الإنسان والحيوان بتوسع حدقة العين. مما يوسع من حقل الرؤيا ومضاعفة حدة وقوة الإبصار وبالتالي مراقبة كل كبيرة وصغيرة.
° زيادة قوة السمع : بالإضافة لتحسين جودة البصر والرؤيا فإن الإجهاد الحاد يزيد من قوة السمع. الشيء الذي يتيح للكائن الحي سماع الأصوات الخافتة حتى لو كانت بعيدة منه بمئات الأمتار.
° التعرق الشديد : تنشط هرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول بعد التعرض لمثيرات التوتر الحاد الغدد العرقية المتواجدة تحت سطح الجلد مما ينتج عنه عرق غزير.
° إرتفاع حساسية الجلد : ترتفع حساسية الجلد عندما نتعرض للإجهاد الحاد ويظهر هذا عندما تنتشر الحكة في كل مكان بالحسم.
° إرتفاع أو إنخفاظ حرارة الجسم : عندما نتعرض للتوتر الحاد أو الإجهاد الحاد. فإن أجسادنا تعاني إما من إرتفاع أو إنخفاظ لدرجة الحرارة وذلك تبعا لقابلية الجسم على تنشيط عمليات الأيض (الهضم والبناء).
° إضطراب الحبال الصوتية وتلعثم الكلمات : تتأثر الحبال الصوتية بشكل كبير عندما نتعرض لنوبات التوتر الحاد أو الإجهاد الحاد. الشيء الذي ينتج عنه خروج كلمات متلعثمة وغير منطقية بقوة صوت عالية أو منخفظة تبعا لطبيعة مثير التوتر.
● أعراض الإجهاد الحاد النفسية : هي مجموعة من العلامات والأعراض النفسية والفكرية التي تحدتها هرمونات التوتر والإجهاد الأدرينالين والكورتيزول. بعد تحريرها من الغدة الفوق كلوية (الغدة الكضرية) مباشرة في الدورة الدموية إستجابة للمثيرات التي تعبر عن الظروف غير طبيعية وأهمها نذكر ما يلي :
• قلق وعصبية : تؤثر أعراض الضغط النفسي والتوتر العصبي على البنيات العصبية تحديدا على مستوى الدماغ حيث تنشط بشكل كبير. نتيجة تأثير بعض الهرمونات والنواقل العصبية المهيجة للأعصاب مثل الأدرينالين، النورأدرينالين، الكورتيزول، الجلوتامات...). الشيء الذي يساهم في ظهور أعراض القلق والتوتر والعصبية الزائدة التي لا يمكن السيطرة عليها. إلا بعد مرور وقت طويل ينتظر فيه الجهاز العصبي للإنسان نفاذ مفعول هذه المواد الكيميائية داخله.
• التخلف السلوكي : يلاحظ كذلك على الأشخاص الذين يتعرضون للتوتر العصبي والنفسي الحاد قيامهم ببعض السلوكيات الغريبة اللاشعورية في معظم الأحيان. وهذا يكون دائما نتيجة تأثير الهرمونات المهيجة للأعصاب كما ذكرنا سابقا. حيث أن بعض الدراسات الحديثة في علم الأعصاب أكدت أن الجنس البشري عندما يتعرض للتوتر والضغط النفسي الحاد. فإنه يتصرف بطريقة بدائية تماما مثل الحيوانات الموجودة حاليا بالغابة وهذا بسبب تنشيط الدماغ العاطفي المسؤول عن إنتاج مشاعر مثل الخوف والذعر. الشيء الذي ينتج عنه كبح لقشرة الدماغ الحديثة المسؤولة عن إتخاذ القرار العقلاني وتكوين الأفكار المنطيقة لتوجيه السلوك البشري.
• الشجار والعدوانية : عندما يتعرض الجنس البشري للتوتر العصبي والضغط النفسي الحاد. تكون النتيجة دائمة هي تنشيط الدماغ العاطفي المسؤول عن إنتاج بعض المشاعر مثل القلق والخوف الشديد. الذي يؤدي لسلوكيات بدائية غير عقلانية تكون عدوانية في الغالب وتوجه الإنسان نحوى الدخول في الشجارات والخلافات. وهذه السلوكيات تكون مشابهة لما نراه في وقتنا الراهن بين الحيوانات في الأدغال والغابات.
• الفوبيات والمخاوف : أعراض التوتر العصبي والضغط النفسي لا تقف عند هذا الحد حيث أن التعرض للتوتر النفسي والضغط العصبي الحاد. يؤدي لتنشيط اللوزة الدماغية التي تتواجد داخل مركز الدماغ العاطفي الشيء الذي يؤدي لإنتاج مشاعر مثل الخوف والرهاب والفوبيات. التي تتراكم داخل النفس البشرية لأسابيع أو شهور أو أعوام هذا إذا لم تتحول إلى عقد نفسية وصدمات تدخل الإنسان في حالة إكتئاب ورهاب حاد.
• الإنسحاب الإجتماعي : عندما يتعرض الجنس البشري للتوتر النفسي الحاد فإن ذلك يؤثر تأثيرا بليغا على الروابط الإجتماعية. حيث يصبح الإنسان أكثر قابلية للسقوط في الإنطوائية والعزلة الإجتماعية وذلك بسبب زيادة تركيز النواقل العصبية والهرمونات المهيجة للأعصاب داخل الدماغ. على تركيز بعض الهرمونات والنواقل العصبية الأخرى التي تهدئ الجهاز العصبي ونركز هنا بشكل رئيسي على الناقل العصبي الأكسيتوسين. الذي يسمى هرمون العناق والحب والترابط الإجتماعي والذي يكون منخفضا عندما نواجه التوتر والضغط النفسي.
• التفكير السريع والسلبي : ينتج عن تحرير الهرمونات والنواقل العصبية المهيجة للأعصاب يقضة كبيرة وتنبيه مفرط للذاكرة. مما ينتج عنه إستحضار أفكار قد تكون إيجابية تساعد الطلبة والتلاميذ مثلا على تذكر المعلومات أثناء الإمتحان. كما قد تكون سلبية عندما مثلا نسيء الظن بأحد ما، لكن وبشكل عام فإنه وفي معضم الأحيان عندما نتعرض للتوتر والضغط النفسي. فإن إيقاع التفكير يكون سريع ويكون سلبي بنسبة تصل إلى %95 وهذا أمر طبيعي يفسره علم تطور الأحياء بالحروب والصراعات والكوراث الطبيعية والمجاعات. التي عايشها الإنسان عبر الزمن لألاف السنين ولهذا كان يفكر بهذه الطريقة السلبية لأنها كانت تجعله مستعدا للمواجهة والتدخل السريع والخروج بإستنتاجات آنية.
• سلوك المواجهة أو الهروب : من أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها على الإنسان عندما يتعرض للتوتر العصبي والضعط النفسي الحاد. هي السلوك الذي يقوم به على نحو من المواجهة أو الهروب. وهذا أشبه إلى سلوك الحيوانات التي نشاهدها اليوم في الغابة عندما تواجه حيوانا مفترسا يشكل خطرا على حياتها. صحيح أن الإنسان المعاصر في الأونة الأخير لم يعد يتعرض لنفس المواقف التي تتعرض لها الحيوانات في الغابة. إلا أن هذا السلوك لا زال ينذر الإنسان عندما يتعرض للتوتر العصبي والضغط النفسي الحاد
• عودة السلوكيات الإدمانية : هناك العديد من الدراسات الحديثة التي تؤكد علاقة التوتر والضغط العصبي الحاد ببعض السلوكيات الإدمانية. التي يمكن أن تظهر على الإنسان حيث أن هرمونات مثل الأدرينالين، النورأدرينالين والكورتيزول. عندما تحررها الغدة فوق كلوية داخل الدورة الدموية، تتسرب هذه الهرمونات إلى الدماغ وتعمل على كبح الجزء المتحكم في إتخاذ القرارات. الشيء الذي يساهم في العودة للإدمان بشكل غير واعي. وهذا يفسر تماما ما يحصل للمدمنين عندما يتعرضون للتوتر والضغوطات الإجتماعية رغم أنهم يحاولون الإقلاع عن الإدمان إلا أنهم يعودون إليه بدون شعور .
• الكلمات النابية واللأخلاقية : كذلك من الأعراض الدالة على تعرض الإنسان للتوتر والضغط العصبي الحاد التفوه بالكلمات النابية واللأخلاقية. وهذا التصرف ينفرد به الإنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى وذلك بسبب أنه عبر الزمن تطور على أساس تفريغ وفك الضغط على ألية الكبث النفسي. عن طريق الكلام والحديث ولهذا فالكلمات النابية واللأخلاقية هي عبارة عن تفريغ لشحنات التوتر والضغوطات النفسية.