لا تقلق بشأن هل القولون العصبي مرض نفسي ؟ فرغم أن المجتمع الطبي لا يزال لم يتوصل بعد إلى السبب الحقيقي للقولون العصبي. لكن أغلب المرضى يؤكدون بداية معاناتهم مع هذا المرض الشائع بسبب مشاكل نفسية ولهذا سوف نحاول توضيح هذا الأمر بشكل مفصل في هذه المقالة.
القولون العصبي النفسي |
القولون النفسي
متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية : irritabl bowel syndrome) ليس مرض نفسي لكن لماذا ؟ لأن المرض النفسي يا أحباب يصيب النفس البشرية. بمعنى يؤثر على مشاعر الإنسان ويجعله يشعر من وقت لآخر بأحاسيس ومشاعر سلبية. مثل الحزن الشديد في حالة الإصابة بالإكتئاب أو الخوف الشديد في حالة الإصابة بنوبات الهلع. وكما هو متفق عليه علميا أن الجهاز عصبي تحديدا مشابك (بالإنجليزية : synapsis) الخلايا العصبية هي التي تقوم بإنتاج المشاعر. التي نحس بها مثل الفرح، الحزن، الخوف... وذلك إنطلاقا من توازن تركيز الموصلات العصبية.
أما فيما يخص القولون العصبي فهو ليس مرض مستقل بذاته كما قد يعتقد البعض فهو مجرد خلل وظيفي في حركة عضلات القولون. أي أن هذه العضلات لا تتحرك بشكل متناغم فأحيانا تتسارع حركتها فيصاب المريض بالإسهال وأحيانا أخرى تتباطئ حركتها الشيء الذي يجعل المريض يصاب بالإمساك. إضافة إلى قائمة من أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية التي قد تختلف حدتها من مريض لآخر. من جهة أخرى فإن هذا الخلل الوظيفي لا يشكل أدنى تهديد على حياة الإنسان صحيح أن أعراضه مؤلمة ومزعجة. وأنا شخصيا قد عانيت منها لوقت طويل لكنها ليست بخطورة أعراض المرض النفسي.
هل القولون العصبي مرض نفسي ام عضوي
رغم أن القولون العصبي ليس مرضا نفسيا ومستقل عنه لكن ليس كليا لأن هناك علاقة تأثير ومؤثر بينهما بمعنى أن القولون العصبي. يمكن أن يسبب مرضا نفسيا والعكس صحيح والدليل على هذا الكلام سوف نتعرف عليه في الفقرة الموالية. لكن الذي يهمنا من هذه الفقرة هو أن القولون العصبي الذي يصيب الأمعاء الغليظة ليس مرضا نفسيا الذي نعرفه يصيب الدماغ ويؤثر على توازن المشاعر. فيجعل الإنسان يشعر بالقلق، الإكتئاب، نوبات الهلع والعديد من الإضطرابات والأمراض النفسية.
القولون العصبي ليس مرض نفسي لكن بينهما علاقة ترابط وكل واحد يمكن أن يتسبب في ظهور الأخر بمعنى إذا كنت مصاب بالقولون العصبي. فهناك إحتمال كبير أن تصاب بالأمراض النفسية مثل الإكتئاب، نوبات الهلع، القلق المرضي وغيرها من الأمراض والإضطرابات النفسية ولكن لماذا ؟ بمعنى أصح. ما الذي يجعل القولون الذي يقع في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي يؤثر في نفسية الإنسان التي تتمركز بالدماغ تحديدا خلايا الدماغ العاطفي (emotional brain). العلاقة ببساطة تتجلى في الموصلات العصبية التي تخول لخلايا الدماغ بعد تماسها مع الخلايا العصبية المجاورة إنتاج المشاعر التي نحس بها. هذه الموصلات العصبية نعرف منها الكثير مثل السيروتونين، الدوبامين، الأسيتيل كولين، الأندورفين...). هذه النواقل العصبية تصنع داخل الدماغ لكنها أيضا تصنع داخل الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء). ومن هنا يأتي الجواب لماذا يمكن للقولون العصبي أو بومزوي أن يجعلك تصاب بالأمراض النفسية ؟
هل القولون العصبي يعتبر مرض نفسي
بالمقابل فإن الإصابة بالأمراض النفسية مثل الإكتئاب، القلق المرضي، نوبات الهلع، التوتر والضغوطات النفسية والعصبية. يمكن أن تؤدي مع الوقت إلى الإصابة بالقولون العصبي أي أن ما هو نفسي يؤثر فيما هو عضوي والعكس صحيح أيضا. وبشكل عام فإن المشاكل النفسية عندما تنعكس على الصحة العضوية للإنسان تسبب أمرض تدعى الأمراض النفسجسدية (بالإنجليزية : psychosomatic diseases). وهي حالة يشرحها علماء النفس والأعصاب على أنها محاولة تحرير الجهاز النفسي للإنسان من شحنات الكبث النفسي الذي يوجه طاقة المشاعر السلبية إلى أعضاء الجسم. تحديدا أعضاء الجهاز الهضمي مثل المعدة والأمعاء الغليظة التي تصاب بالقرحات، الحرقة، الإمساك، القولون العصبي..). هذا فقط لأنك تكبث المشاعر النفسية مثل الحزن والغضب.
طبعا العلاقة بين القولون العصبي والأمراض النفسية لا تزال محط إهتمام العديد من الباحثين وفي كل مناسبة يتم التوصل إلى عدة معلومات. تساهم في توسيع نظرتنا إلى الأمراض النفسية والكيفية التي تصرف من خلال المشاعر التي تنتابنا بين الفينة والأخرى. كما أن الدراسات في العلوم الفيزيولوجية والطب تسعى هي الأخرى إلى فهم الآليات التي تتواصل من خلالها الأمعاء الغليظة مع الدماغ. بعتباره حاضنة النفس البشرية والوظائف المعرفية والإدراكية العليا. وفي كلتا الحالتين فإن النتائج التي يتوصل إليها العلماء والباحثين في هذا الباب تفتح أفاق جديد على دراسة الإنسان من نواحي مختلفة.