القولون والعصبيه ما العلاقة بينهما علميا ؟ مشكلة العصبية يعاني منها الكثير من المرضى المصابون بالقولون العصبي وهو موضوع أصبح يحضى بإهتمام الباحثين. لدراسة العلاقة بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي وكيف يؤثر أحدهما في الآخر ؟ تابع القراءة لمعرفة المزيد من التفاصيل العلمية الشيقة.
 |
| القولون والعصبية |
القولون العصبي والعصبيه
تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن الجهازين الهضمي والعصبي تجمعهما علاقة ترابط بحيث لا يمكن لأحدهما أن يشتغل بمعزل عن الأخر. فكل واحد يؤثر في طريقة عمل الآخر حتى لو كان الأمر متعلق بالأمراض والإضطرابات التي تصيبهما. على سبيل المثال لا الحصر علاقة القولون والعصبية التي أصبحت تحضى بإهتمام كبير من طرف الباحثين والعلماء في السنوات الأخيرة.
ليس بالضرورة أن الذي يشعر بالعصبية يجب أن يكون مصاب بالقولون العصبي والعكس صحيح فالعصبية التي تصنف ضمن إضطربات القلق. يمكن أن تكون خفيفة كما يمكن أن تكون شديدة وبشكل عام فإن أعراض العصبية تضم سرعة الإنفعال والغضب، عدم القدرة على التركيز والإنتباه، التجشؤ القي. الإنتفاخ والغازات، عدم القدرة على النوم والإسترخاء، ضيق التنفس وتسارع ضربات القلب، التفكير والمشاعر السلبية..). في المقابل فإن القولون العصبي الذي يصنف ضمن الإضطرابات الوظيفية للجهاز الهضمي قد تختلف حدة أعراضه من شخص لآخر. حيث قد يصاب بعضهم بالعصبية كتعبير عن الإستعداد الوراثي الذي يرفع إحتمالية الإصابة بالقولون العصبي إستجابة لتأثير البيئة والسلوك الفردي.
المأكولات الجاهزة والمصنعة التي أصبحت تغزو وجباتنا الغذائية والتي تكون غنية بالمضافات الغذائية والمواد الحافظة. تؤثر بشكل كبير على الجهاز الهضمي خصوصا أعصاب المعدة والأمعاء الشيء الذي يؤدي للإصابة بالقولون العصبي. ويمكن أن تتسرب هذه المواد الكيميائية المهييجة والسامة (neurotoxique) للجهاز العصبي تحديدا الدماغ وتجعل المريض يعاني بشكل مزمن من عدة أمراض عصبية ونفسية. كما أن التعديل الوراثي للأطعمة يتسبب أيضا في نفس المشاكل الصحية، ويمكن أن تظهر العصبية على شكل عرض أولي على إضطراب توازن الكائنات المجهرية. من البكتيريا والجراثيم المفيدة ( بالإنجليزية : probiotic ) والتي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء الغليظة وتلعب أدوار جوهرية في تنظيف السبيل الهضمي. الحماية المناعية بأزيد من %80 وإنتاج بعض المكونات المهمة لصحة الإنسان (الفيتامين K, B12). إضافة لتصنيع الموصلات العصبية التي يحتاجها الدماغ والذي يؤثر غيابها بظهور عدة أمراض جسدية ونفسية.
القولون العصبي والضغط النفسي
وفي غالب الأحيان فإن علاج العصبيه لا يختلف عن علاج إضطرابات القلق الأخرى والتي يتم تخفيف حدتها وأعراضها بالأدوية. التي تنتمي إلى عائلة البنزوديازيبينات (benzodiazepines وتختصر BZD) والتي تقوم بتنشيط دخول معدن الكلور -CL على مستوى النهايات العصبية بالجهاز العصبي. مما يؤدي إلى إبطاء نشاط هذه الخلايا وبالتالي علاج العصبية كما ويمكن أن يساعد علاج القلق والعصبية على التخلص من أعراض القولون العصبي. لكن يجب الإنتباه إلى الأدوية التي تنتمي لعائلة البنزوديازيبينات تتسبب في الإصابة بالإدمان ولهذا يجب أخذ مشورة الطبيب عند تناولها وتجنب قطعها بدون إذن منه.
من جهة أخرى فإن علاقة القولون والعصبيه قد تدل في بعض الأحيان على تضرر نشاط الخلايا العصبية على مستوى الدماغ. بفعل المواد الإلتهابية التي تحررها الكريات البيضاء المدافعة عن بطانة القولون بعد إصابتها ببعض الأمراض والإضطرابات مثل إلتهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية : ulcerative colitis). وداء كرون (بالإنجليزية : Crohn's disease) وتشير الدراسات في هذا الصدد أن الشعور بالنرفزة والعصبية قد يرتبط أيضا بالمشاكل الهضمية التي تصيب المعدة والمريء. مثل القرحات الهضمية، إرتجاع المريء، جرثومة المعدة... ولازالت الأبحاث تدرس العصبية على قدم وساق رغم تعدد الأسباب والعوامل المسؤولة عن تفاقم هذا المشكل النفس عصبي.
كما تجدر الإشارة أيضا أنا العلاقة بين القولون والعصبيه قد يكون لها إرتباط وثيق بمدى تفاقم أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية. فالشخص حديث الإصابة بالقولون يمكن أن يكون أكثر عصبية ونرفزة جراء الألم الشديد مقارنة بالشخص الذي يعاني من أعراض القولون لمدة طويلة. فالإنسان يتأقلم مع المرض المزمن كيف ما كان نوعه ويتكيف مع الألام، لكن رغم ذلك فالصبر له حدود وكثرة تحمل الألم لسنين. قد يؤدي لإنهاك الصحة النفسية للمريض وظهور بذلك عدة أمراض نفسية خطيرة مثل الإكتئاب المزمن الذي يعتبر السبب الأول في الإنتحار حاليا.
