ما هي مدة الشفاء من الاكتئاب ؟ ومتى ينتهي الاكتئاب ؟ : هناك العديد من العوامل التي تتحكم في مدة الشفاء من الاكتئاب. فرغم أنك تلتزم وتطبق العلاج وتنتظر متى ينتهي الاكتئاب. إلا أنه لا يوجد وقت محدد يمكن إعتماده القول أنه كافي لعلاج الاكتئاب.
مدة الشفاء من الاكتئاب |
مدة التحسن من الاكتئاب
قد تعتقد أنك الوحيد الذي تعاني من مرض الإكتئاب وأعراضه الجسدية والنفسية المؤلمة التي ترافقك وتجعلك عاجز ولا ترغب في فعل شيء. لكن إذا إطلعت على الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية سوف تعلم أنه يصيب الكثير من الأشخاص حول العالم. والعدد يصل حاليا إلى أزيد من 300 مليون مريض نهيك عن غير المصرح بهم من الذين يعانون من أعراض الإكتئاب. ولا يعلمون ذلك أو لا يرغبون في زيارة الطبيب الشيء الذي يؤدي إلى طول المدة التي يعانون فيها من تبعيات هذا المرض النفسي الخطير. والذي قد تتطور أعراضه في إتجاه سلوك الإنتحار الذي يعتبر حاليا الإكتئاب المسؤول عنه بالدرجة الأولى.
الإكتئاب مرض نفسي مزمن وبالتالي من الطبيعي أن تطول مدة التحسن والشفاء منه. لهذا يجب على المريض الإلتزام بالبرنامج العلاجي سواء كان ذلك بالأدوية أو بالطرق الطبيعية التي تحدثنا عنها سابقا. صحيح أن بعض انواع الإكتئاب قد يتطلب علاجها وقتا طويلا والتنقل بذلك بين عدة أصناف من مضادات الاكتئاب. لكن مع ذلك تظل بعض الأنواع التي لا يحتاج علاجها إلا لتغير نمط الحياة والقيام بالتمارين الرياضية. إضافة لتبديل طريقة التفكير والتحكم الجيد في المشاعر السلبية والوجبات الغذائية. وفي كلتا الحالتين للتغلب على الإكتئاب يجب الحرص على موازنة كيمياء الدماغ فالأدوية النفسية تساعد على زيادة بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين. لكن الطرق الطبيعية التي ذكرناها سابقا تساعد هي الأخرى ويمكن أن تكون أفضل بديل لمن يريد تفادي أضرار ومضاعفات مضادات الإكتئاب.
لا تقرر مدة الشفاء من الاكتئاب لوحدك فحتى لو ظهرت لك بعض علامات الشفاء من الاكتئاب يجب عليك عدم التهاون والتخلي على برنامجك العلاجي. فترك الأدوية النفسية في وقت من الأوقات بشكل عشوائي بدون إستشارة الطبيب يمكن أن يجعل الإكتئاب يعود إليك من جديد. وبشكل أكثر شراسة من ذي قبل لهذا السبب حاول قدر المستطاع الإلتزام بنصائح وإرشادات الطبيب النفسي. لكن إذا كنت تتبع برنامج علاج الاكتئاب بدون ادوية في المنزل فقط بدون مرافقة طبية فلا أنصك كذلك بترك الطرق العلاجية الطبيعية. فالرياضة على سبيل المثال وتحسين الوجبات الغذائية والنوم بشكل كافي وممارسة الإسرخاء والتأمل...). سوف تبقى دائما ذرعك الواقي أمام نوبات الإكتئاب ليس هذا فقط بل تحميك أيضا من مجموعة من الأمراض والإضطرابات الأخرى الجسدية والنفسية.
متى ينتهي الاكتئاب
في الحقيقة لا يوجد جواب أكيد على متى ينتهي الاكتئاب ؟ فالذي أنصحك به هو التعايش مع هذا المرض النفسي المزمن وعدم الإستسلام لأعراضه. لكن لماذا يجب عليك التكيف والتعايش مع الإكتئاب ؟ يجب أن تعلم بأن الجهاز النفسي للإنسان. يتكون من تركيبة معقدة من المشاعر والأحاسيس مثل الخوف، الفرح، الحزن...). والتي يتأرجح بينها الجنس البشري طوال مسيرته الحياتية فلا يوجد طريق أبدي للسعادة كما لا يوجد طريق أبدي للحزن الشديد. والله يعبر على ذلك في الآية الكريمة " إن بعد العسر يسرى " فكل ضيق وكل حزن يتبعه فرج وفرح وهذه هي طبيعة الحياة. فالإكتئاب الذي يصيب النفس بين الفينة والأخرى مشابه تماما للقولون عندما يصاب بالإمساك الذي لا يكاد يوجد شخص لم يعاني منه في حياته. وبالتالي لا تنتظر متى ينتهي الاكتئاب ؟ بل يجب عليك أن تتعلم كيفية التصدي وعلاج نوبات الاكتئاب. التي هي أمر مؤكد أن يتعرض لها كل إنسان ولو مرة واحدة في حياته.
يجب أن تتقبل وضعك الحالي وتتجنب تقمص شخصية الضحية فلست أنت الوحيد الذي يعاني من الاكتئاب والحياة لا تظلمك لأنك مصاب بهذا المرض النفسي. فكل تجربة تمر بها هي بمثابة درس لا يقدر بثمن وسوف تتعلم منه في جميع الأحوال عبرة قد تستفيذ منها في تقوية شخصيتك ومسيرتك الحياتية. ويكفيك أن تعلم بأن أشهر الشخصيات البارزة حول العالم أصبحت أقوى وأذكى بعد النجاح في السيطرة على اعراض الإكتئاب. لهذا لا تهضر هذه الفرصة والإنتظار بلهفة متى ينتهي الاكتئاب ؟ تعلم من التجربة وخذ وقتك في تمحيص الرسائل التي يحاول مرض الاكتئاب تمريرها لك. فأنا متيقن أنك لست على ما يرام وهناك شيء ما غير جيد قد يكون في وظائف الأعضاء والفيزيولوجية. أو في طريقة تعاملك مع الأفكار والمشاعر أو في سلوكك اليومي لهذا يجب عليك مراقبة ماذا يجري من حولك ولماذا أنت مصاب بالإكتئاب.
الإكتئاب قد لا ينتهي أبدا وقد يعاندك إذا لم تقف بالضبط على مكامن الخلل والأسباب الحقيقية التي جعلتك تصاب به. فإذا كنت تعتقد أن مضادات الإكتئاب كافية للعلاج في جميع الحالات فيجب أن تعلم أنها لا تنجح في علاج إلا %50 من مرضى الإكتئاب. والذين يعانون من إنخفاظ شديد للموصلات العصبية السيروتونين، الدوبامين والنورإبنفرين. صحيح أن حبوب الاكتئاب ضرورية في حالة الإكتئاب الشديد لكن مع ذلك لا يجب التركيز والإعتماد على نتائجها. فالأمر يقف على مدى مواجهتك للأفكار السلبية وتحكمك في المشاعر ودرجة إلتزامك بالنظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية. إضافة للمساندة والدعم العائلي للمريض هذه كلها عوامل تساعد على البقاء بعيدا عن دائرة الاكتئاب وتعجل في مدى سرعة العلاج والقابلية للتشافي. وللمزيد من الطرق والتقنيات العلاجية التي تساعد في علاج الاكتئاب بدون أدوية في المنزل فقط نقترح عليكم المقالة التالية.