تختلف اعراض بومزوي النفسية والجسدية من شخص لآخر إستنادا إلى عدة عوامل أبرزها المرحلة العمرية للمريض وجنسه هل هو ذكر أو أنثى. وبشكل عام فإن بومزوي يؤدي لظهور أعراض تكون طفيفة في بداية الإصابة لكنها تبدأ في التفاقم مع الوقت وللتعرف على بومزوي وأعراضه ننصحكم بمتابعة القراءة.
اعراض بو مزوي الجسدية والنفسية بالتفصيل |
اعراض بومزوي
بومزوي يعرف طبيا بالقولون العصبي (بالإنجليزية Irritabl bowel syndrom) إختصارا IBS وهو خلل وإضطراب وظيفي في حركة عضلات الأمعاء الغليظة. التي تتسارع وتتباطئ فجأة بدون سبب واضح لذلك بالمقابل تتفاقم أعراض هذه المشكلة الصحية مع عدة عوامل مثل النظام الغذائي، الحالة النفسية والجسدية.
بو مزوي ليس مشكلة صحية خطيرة فهو ليس مرضا قائما بذاته مثل داء كرون أو إلتهاب القولون التقرحي أو سرطان القولون. لكن رغم ذلك فإن أعراض بومزوي النفسية والجسدية تؤثر على جودة الحياة اليومية للمرضى وتمنع عدد كبير منهم من مزاولة مهامهم مثل الدراسة والعمل.
علاج بومزوي غالبا ما يعتمد على تغيير نمط الحياة لكن في بعض الحالات المتقدمة فإن المرافقة الطبية يمكن أن تكون إلزامية وتناول الأدوية. قد تساعد على تخفيف الأعراض إضافة للعلاجات النفسية والسلوكية التي من شأنها تحسين صحة مريض بومزوي النفسية خصوصا وأن القولون يؤثر ويتأثر بالحالة النفسية للمريض.
أعراض بومزوي بالتفصيل
ليس من الضروري أن تعاني من جميع أعراض بومزوي التي سوف نذكر في هذا المقال فهناك إختلافات بين المرأة والرجل وبين صغار وكبار السن. كما أن فترة الإصابة ومدتها أيضا قد تشكل فارقا ولهذا يجب أخذ هذه العوامل بعين الإعتبار، وعموما هناك أعراض جسدية وأعراض نفسية لمشكلة بومزوي :
أعراض بومزوي الجسدية
¤ تعاقب الإمساك والإسهال : من أشهر اعراض بو مزوي هي ظهور فترات من الإمساك الشديد. الذي يكون بسبب تباطئ حركة عضلات القولون الشيء الذي يؤدي لتصلب وصلابة البراز بسبب إمتصاص الماء منه وفجأة يتبعها الشعور بالإسهال الحاد. نتيجة تسارع حركة عضلات القولون مما يؤدي لبراز مخاطي أو مائي نتيجة تحرير مياه زائدة معه ثم يعود الشخص للإمساك يتبعه الإسهال وهكذا دواليك.
¤ تراكم الغازات والشعور بالإنتفاخات : هناك ثلاثة أسباب للغازات، إما بسبب إبتلاع الهواء مع الطعام أو بسبب الإمساك المزمن أو بسبب نشاط بكتيريا القولون. وفي جميع هذه الحالات يظهر مرض بومزوي ليجمع هذه الأسباب ويؤدي للشعور بالإنتفاخ بسبب تراكم الغازات فيكون من أعراضها التجشؤ المستمر. الذي يطرد منه الجهاز الهضمي غازات المعدة وعملية الحزق الذي يطرد منه الجسم غازات الأمعاء الدقيقة والغليظة.
¤ الشعور بالألم والمغص والتشنجات : تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن جدار القولون يحتوي على سلسلة من الأعصاب الحساسة للألم والمغص والتشنجات. والتي تحدث بسبب تراكم الغازات كما أشارت لذلك الدراسات حيت أن جدار القولون قد لا يشعر بأي شيء. لكنه حساس جدا إتجاه تراكم الغازات التي تسبب الألم الحاد وتفاقم العديد من اعراض بومزوي الأخرى.
¤ الشعور بالنبض والرفرفة والوخز : يشتكي أغلب مرضى بومزوي من بعض النبضات والوخزات للقولون الذي يؤدي للشعور بالرفرفة. التي تكون نتيجة الحركات العشوائية لعضلات الأمعاء الغليظة والأعصاب المتحكمة فيها حيث قد يزداد هذا الشعور بعد التعرض للتوتر النفسي. أو تناول بعض المأكولات مثل البهارات الحارة، البقوليات، المنبهات، المشروبات الغازية.....
¤ إرتجاع المريء أو حمض المعدة : تحتفظ المعدة بحمض الكلوريدريك الذي يساعد على عملية الهضم الكيميائي للأغذية داخلها لكن بسبب مجموعة من العوامل. مثل التوتر العصبي وغازات المعدة والقولون يتحسس الصمام السفلي للمريء وترتخي عضلاته الدائرية مما يؤدي لتحرير هذا الحمض إلى داخل جوف المريء.
¤ الشعور بالحرقة والحموضة العالية : السبب الرئيسي للحرقة والحموضة هو إرتجاع حمض المعدة إلى جوف المريء الذي يسبب تهيج الأعصاب وإلتهاب بطانة المريء. وعدة أعراض أخرى مثل تورم الحلق ورائحة الفم الكريهة التي تعرض اللثة للإلتهاب والأسنان إلى التسوس.
¤ القيء المستمر بدون سبب واضح : يعاني مرضى بو مزوي من القيء المستمر الذي يزداد الشعور به مباشرة بعد الأكل. نتيجة تجمع الغازات في القولون المستعرض وضغطه على المعدة الشيء الذي يضطرها إلى إفراغ محتواها من الطعام. كما ان التوتر العصبي والضغط النفسي يمكن أن يؤدي للقيء الحاد. نتيجة التهيج الكبير الذي تحدثه هرمونات الأدرينالين والكورتيزول في الجهاز العصبي المعوي (بالإنجليزية enteric nervous system).
¤ فقدان الشهية والرغبة في الأكل : تتأثر الشهية أيضا بمرض بومزوي ويعاني الشخص من نقص كبير في الشهية بسبب إضطراب الهرمونات المتحكمة فيها. الجريلين (ghrelin) واللبتين (Leptin) فينتج عن ذلك العديد من المضاعفات الخطيرة على الصحة الجسدية والنفسية مثل العصبية، السخفة، التعب الشديد...
¤ فشل وعسر الهضم بالمعدة : يؤدي بومزوي إلى عسر الهضم على مستوى المعدة بسبب فشل عضلاتها في القيام بعملية الهضم الميكانيكي. وعدم نشاط خلاياها نتيجة العصبية والتوتر الذي يسببهما مرض بومزوي مما يجعل الطعام يصل إلى الأمعاء وهو غير مهضوم بشكل جيد. فيجذب ذلك بكتيريا القولون التي تحرر الغازات ويعود على إثر ذلك المريض إلى نقطة الصفر فيدور في حلقة مفرغة الأعراض الجسدية والنفسية.
¤ فشل عملية الإمتصاص بالأمعاء : إلى جانب فقدان الشهية وعسر الهضم يشتكي مرضى بومزوي كذلك من سوء الإمتصاص للعناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان. الشيء الذي يجعلهم عرضة للعديد من المضاعفات الخطيرة على صحتهم الجسدية والنفسية بسبب الفاقات والعوز الغذائي.
¤ صعوبة الإخراج وطرح الفضلات : يجعل الإمساك الفضلات والبراز صلبة ومتحجرة الشيء الذي يحول دون إخراجها بطريقة سهلة فتبدأ بالضغط على أوردة المخرج. مما يجعلها منتفخة وبارزة فيصاب المريض بالبواسير ويبدأ في المعانات من الألم الشديد الذي تتزايد حدته خلال عملية التبرز. وبعده ويمكن أن يحدث النزيف الدموي من العضلات الدائرية للمخرج أو تتطور الحالة إلى حدوث الشق الشرجي
¤ إنسداد الأمعاء وفتق الأمعاء : في بعض الأحيان ومع تطور حالة مريض بومزوي يمكن أن يتسبب بطئ حركة عضلات القولون إلى إنسداد الأمعاء. نتيجة تراكم البراز الصلب والمتحجر داخل القولون وهذه الوضعية يمكن في أي لحظة أن تتطور إلى فتق بالأمعاء. وخروج البراز السام من الأمعاء الغليظة إلى الأعضاء المجاورة الشيء الذي ينجم عنه في غالب الأحيان الوفاة وفقدان الحياة.
¤ فقدان التركيز والإنتباه : بسبب أعراض بومزوي المزعجة يفقد المريض الإنتباه تدريجيا إلى ما يدور حوله وينشغل طوال الوقت بالتفكير في ما يعاني منه. الشيء الذي يؤثر عليه بشكل كبير خصوصا بالنسبة للطلبة والتلاميذ الذين يواجهون مشاكل في إستعاب وفهم الدروس بشكل جيد.
¤ ضعف الذاكرة والتذكر : يتضرر الحصين أو قرن آمون (بالإنجليزية : hippocampus) بمرض بومزوي نتيجة الضغط النفسي الذي يسببه. وتبدأ خلاياه المتخصصة في الذاكرة وحفظ المعلومات بالتدهور والضمور حتى يصبح حجم الحصين صغيرا. فينتج عن ذلك مشاكل في تذكر المعلومات الشيء الذي يؤثر بشكل بليغ على المستوى الدراسي للطلبة والتلاميذ فيحصلون بذلك على علامات سيئة.
¤ ضعف وتعب بالأعصاب : تؤثر اعراض بو مزوي خاصة النفسية إضافة للإمساك والغازات على التوصيل العصبي وصحة الأعصاب بشكل عام. فتصاب بالضعف والتعب وتصبح غير قادرة على نقل السيالات العصبية الحسية والحركية بنفس الجودة والكفاءة التي كانت عليها في السابق.
¤ الأرق المستمر وصعوبة النوم : لا يستطيع مريض بومزوي النوم وهو يشعر بالألم والمغص طوال الوقت فالقولون يؤثر على هرمون السيروتونين (هرمون السعادة). وهذا الآخير بعد الزوال يبدأ في التحول داخل الغدة الصنوبرية (بالإنجليزية : Pine gland) إلى هرمون النوم الذي يسمى الميلاتونين. والذي يصبح قليلا هو الآخر ويعرض الشخص إلى الأرق المزمن وجميع مشاكل وإضطرابات النوم الأخرى.
¤ الشعور بالوخز ونبض القلب : يشتكي أغلب المرضى المصابون بمرض بومزوي من ألم شديد بعضلة القلب يكون على شكل وخزات حادة بين الفينة والأخرى. يتخللها نبض عنيف وقوي لعضلة القلب حيت يتزايد الشعور بهذا الأمر كلما تعرض المريض للضغوطات النفسية والعصبية. التي تترافق مع ضغط القولون المنتفخ بالغازات على عضلة القلب وتضييق مساحة نشاطه الفيزيولوجي.
¤ عدم إنتظام ضربات القلب : أحيانا يمكن أن تبدأ ضربات القلب بالتسارع فجأة دون سبب واضح لذلك ثم تبدأ بالعودة لوضعها الطبيعي. الشيء الذي يجعل مريض بومزوي يصاب بالذعر ويدفعه للقيام بفحوصات على عضلة القلب مثل التخطيط الكهربائي للقلب. والغريب في الأمر أن الطبيب يقول لمريض لومزوي أنك لا تعاني من أي مشاكل في القلب
¤ إضطراب معدلات الضغط الدموي : عند قياس ضغط الدم لمريض بومزوي يلاحظ الطبيب أن ضغطه غير منتظم حيت أحيانا يكون مرتفعا وأحيانا يكون منخفظ. وهذا الأمر يعود إلى أسباب متعلقة بالحالة النفسية والنظام الغذائي الذي يتبعه مريض بومزوي.
¤ الشعور بالحرارة والحريق بالقلب : أشهر أعراض بومزوي المتعلقة بعضلة القلب هي شعور المريض بشكل مستمر بحرارة وحريق. على مستوى الجهة اليسرى أسفل التدي بالقرب من موضع القلب فالشعور يكون مزعج جدا ومؤلم للغاية لا يقدر على تحمله أحد.
¤ صعوبة وضيق التنفس : الجهاز التنفسي هو الآخر لا يسلم من اعراض بو مزوي فالقولون عندما ينتفخ بسبب تراكم الغازات. التي تتجمع على مستوى الجزء العلوي من الأمعاء الغليظة الذي يسمى القولون المستعرض يبدأ في التوسع والضغط بشكل قوي على عضلة الحجاب الحاجز. التي تضييق مساحة الرئتين وتجعل الشخص غير قادر على آخذ النفس بشكل مريح فيواجه صعوبة وضيق في عملية التنفس.
¤ الشعور بالإختناق التنفسي : يواجه مرضى بومزوي شعورا قاهرا بالإختناق التنفسي فيصبح غير قادر على إستنشاق الأكسيجين بشكل طبيعي. فينتج عن ذلك في بعض الحالات المتقدمة فقدان للوعي الشيء الذي يستدعي القيام بالتنفس الإصطناعي لإستعادة الوعي ونشاط الرئتين من جديد.
¤ الإحساس بالثقل والضغط على الرئتين : أبرز أعراض بومزوي التي يشتكي منها العديد من الأشخاص هي الشعور بالثقل على الرئتين. حيت يشعر المريض بأن شيئا ما يضغط بقوة على رئتيه ويمنعه من التنفس بشكل طبيعي. وهذا الأمر يحدث نتيجة ضغط غازات القولون على الحجاب الحاجز مما يقلل مساحة الأسناخ الرئوية.
¤ كثرة التبول المستمر : يجمع البول على مستوى المثانة وعند زيادة حجمها ترسل إشارات عصبية قادمة من أعصاب المثانة إلى الدماغ بضرورة الذهاب للمرحاض. من أجل تفريغ محتواها لكن في حالة الإصابة بمرض بومزوي تضغط الغازات المتجمعة على مستوى الجزء السفلي الأيسر من الأمعاء الغليظة المسمى القولون الهابط. على مساحة المثانة مما يجعلها ترسل إشارات كاذبة إلى الدماغ بضرورة الذهاب للمرحاض والدليل على ذلك أن المريض قد لا يتغوط شيئا.
¤ الشعور بحريق البول : كذلك من أعراض بومزوي الشعور بحريق البول الذي يكون على شكل ألم شديد يرافق عملية التبول ويتزايد بعد إنتهائها. ويعود السبب في ذلك إلى الحالة النفسية للمريض التي تجعل الأعصاب المحيطة بالمثانة أكثر حساسية لحمضية البول المرتفعة.
¤ الألم وتشنج المثانة : إضطرابات المثانة قد لا تقف عند هذا الحد فالمرضى المصابون بمشكلة بومزوي. يشتكون من الألم والتشنجات إضافة للإلتهابات التي قد تغزو جدار المثانة الداخلي مما يجعل عملية التبول رهانا حقيقيا.
¤ وخز ونبض المثانة : يشتكي كذلك مرضى بومزوي من وخز ونبض المثانة التي تشير إلى إضطرابات الأعصاب. التي تتحكم في تقلصات عضلاتها الشيء الذي يشكل إزعاجا كبيرا للمرضى ويصيبهم بالخوف والهلع.
¤ الضعف والعجز الجنسي : تؤثر الضغوطات النفسية والعصبية الناجمة عن مرض بو مزوي على كيمياء الدماغ والهرمونات المتحكمة في الرغبة الجنسية. الشيء الذي يجعل الأزواج يعانون من الفتور الجنسي وضعف الرغبة إتجاه بعضهما البعض فيهدد العلاقات الزوجية بالطلاق.
¤ عدم القدرة على الإنتصاب : بالنسبة للرجال فإن مرض بومزوي الذي يظهر على شكل حركات عشوائية لعضلات القولون يؤثر من خلال تجمع الغازات. على الأوردة والشرايين التي تغذي القضيب مما يجعل الشخص غير قادر على الإنتصاب فيؤثر ذلك على حالته النفسية خصوصا تقته بنفسه.
¤ إضطراب الدورة الشهرية : بالنسبة للنساء تؤثر الحالة النفسية المضطربة على الهرمونات المتحكمة في الدورة الشهرية. وتجعلها تأتي إما متأخرة أو متقدمة عن الوقت الذي من المفروض أن تأتي فيه الشيء الذي يشكل إزعاجا كبيرا.
¤ تعب وفشل العضلات : يشتكي المرضى بمشكلة بومزوي من الكسل والوهن بسبب الفشل والتعب الذي يصيب العضلات. نتيجة إمدادت الطاقة وضعف عملية الإمتصاص للمواد المقوية مما يجعل المريض عاجز عن رفع أخف الأوزان.
¤ الشعور بألم الساقين : يتجمع البراز المتصلب والمتحجر في الجزء السفلي من القناة الشرجية فيتولد ضغط على الحبل الشوكي الذي يتصل بأعصاب الساقين. فينتج عن ذلك ألم شديد يتزايد كلما طالت المدة التي يعاني فيها المريض من الإمساك الحا. إضافة للألم فإن مريض بومزوي يبدأ في تحريك قدميه بشكل مزعج نتيجة الإحساس بالتنميل في الأعصاب.
¤ الشقيقة أو الصداع النصفي : يشتكي مرضى بومزوي من الصداع النصفي أو الشقيقة طوال الوقت بسبب قلة النوم والأرق الدائم. إضافة لتأثير الغازات والإمساك والضغوطات النفسية على الأوردة والشرايين التي تصبح متصلبة وتفقد ليونتها في التقلص والتمدد بشكل سلس. مما يجعل الدورة الدموية بطيئة خصوصا في الرأس فينتج عن ذلك ألم شديد جدا.
¤ مشاكل الشعر وفروته : يعاني الشعر كذلك من تأثيرات مرض بو مزوي فخلايا الشعر تحتاج إلى العديد من المعادن والفيتامينات لتبقى على حالتها الصحية. والإضطراب الوظيفي في حركة عضلات القولون يؤثر على الحالة النفسية والحركة الدودية للأمعاء فينتج عن ذلك فشل في عملية الإمتصاص. لأهم المعادن الغذائية التي يتغذى منها الشعر والجسم بشكل عام مما يؤدي إلى العديد من مشاكل الشعر مثل التقصف، التساقط، القشرة....
¤ إضطراب حرارة الجسم : يؤثر مرض بومزوي كذلك على حرارة الجسم الطبيعية ويجعلها منخفظة في بعض المناطق مثل الأطراف (اليدين والساقين). ومرتفعة في الأعضاء الحيوية مثل القلب، الرئتين، المعدة والأمعاء، المثانة والكليتين إضافة للدماغ وهذه المناطق هي التي تشهد أبرز أعراض بومزوي الجسدية والنفسية.
¤ النحافة وفقدان الوزن : إذا صادفت يوما مريض بومزوي فسوف تلاحظ أنه هزيل وضعيف البنية ونسيجه الدهني غير متطور كما أن عضلاته غير بارزة. وهذا أمر طبيعي لأنه يعاني من فشل الإمتصاص للعناصر الغذائية التي تساعد على إكتساب الوزن وتخزين الطاقة على شكل دهون أو عضلات. وحتى لو كان الإمتصاص على مستوى الأمعاء جيد فإن الحالة النفسية المتدهورة تجعل المريض نحيف طوال الوقت. ويفقد الكثير من وزنه لأنه ببساطة يحرق السعرات الحرارية في المشاعر والأفكار السلبية.
¤ مشاكل البشرة والجلد : يعاني مرضى بومزوي من عدة مشاكل على مستوى الجلد والبشرة التي تظهر شاحبة ومصفرة طوال الوقت. وتبدأ في التعرض للتجاعيد والشيخوخة المبكرة في السنوات الأولى من حياة المريض مما ينعكس سلبا على صحته النفسية وقوة شخصيته.
¤ زغللة وإضطراب الرؤية : يتأثر النظر بمرض بو مزوي وتحديدا العصب المسؤول عن الرؤيا فينتج عن ذلك زغللة في الصورة. وضبابية كما أن العين تصبح حمراء جراء الحالة النفسية السيئة ومشاكل النوم والأرق التي تؤثر على جمالية العين.
¤ آلام الكثفين وأسفل الظهر : ينشر بومزوي الألام في الجسم فأعصاب القولون ترتبط مع عدة أعضاء خصوصا العصب المبهم (بالإنجليزية : vagus nerve). بالإضافة للشعور بالألم في عضلة القلب والرئتين فإن تشنجات ومغص بومزوي تصيب الكثفين خصوصا الكثف الأيسر تحت الإبط مباشرة. ويؤدي تراكم الغازات والفضلات الصلبة والمتحجرة في الجزء السفلي من القناة الشرجية إلى الضغط على نهاية العمود الفقري (العصعص) فينتج عن ذلك ألم شديد جدا.
اعراض بومزوي النفسية
• القلق والعصبية : مريض القولون دائما منزعج وعلى أعصابه كما يقول إخواننا المصريين فالأعراض الجسدية لمشكلة بومزوي. تؤثر على توازن المواد الكيميائية على مستوى الدماغ وتعرض الشخص المصاب إلى نوبات من القلق والعصبية إتجاه أتفه المواقف الحياتية. التي لا تتطلب عادة هذا الشكل من ردة الفعل فينعكس ذلك على علاقاته الإجتماعية ويعجز على ربط علاقات جديدة والإندماج مع محيطه الخارجي.
• الاكتئاب والحزن : يتسبب بومزوي أو القولون العصبي في الإصابة بمرض الاكتئاب هذا ما أكدته الدراسات الحديثة في علم النفس العصبي. حيت أن الإكتئاب يعتبر من أشهر الأمراض النفسية التي يصاب به أزيد من 300 مليون شخص حول العالم وأسبابه كثيرة. لعل أبرزها النقص في هرمون السعادة السيروتونين داخل نواة غافي بالدماغ. وفي العلاقة مع بومزوي فإن هذا الهرمون يصنع كذلك على مستوى الأمعاء وكذلك من الأغذية التي نتناولها خاصة الغنية بالحمض الأميني التربتوفان (بالإنجليزية : Tryptophan). وكما أن بومزوي يؤدي للشعور بالاكتئاب فإن العكس صحيح هذا يعني أنك إذا كنت تعاني من الإكتئاب فإنك على الأرجح سوف تعاني من بومزوي.
• نوبات الهلع والخوف : يتسبب كذلك مرض بومزوي في نوبات من الخوف الشديد والهلع إتجاه أشياء لا يفترض أن يخاف منها الإنسان العادي. وهذا الأمر يحدث بسبب النشاط المتزايد للوزة الدماغية إتجاه التوتر العصبي والضغط النفسي فيكون لذلك ضرر نفسي وجسدي رهيب. يمكن في بعض الأحيان أن يصل إلى مشاكل عقلية وتصورات غريبة حول الحياة والمستقبل.
• الأفكار الوسواسية : يعاني الكثير من مرضى بومزوي عدم السيطرة على تفكيره وإستسلامه للوساوس التي تقلب حياته رأسا على عقب. وكما أشارت الأبحاث الأخيرة في علم الأعصاب أن الوسواس القهري (Obsessive-compulsive disorder) الذي صنفته مؤخرا الجمعية الأمريكية للطب النفسي ضمن قائمة الأمراض العقلية. ينشأ من إختلال توازن بعض الموصلات العصبية (السيروتونين والدوبامين) في الفص الجبهي من الدماغ، وللإشارة فإن هذه الموصلات العصبية تصنع أيضا في الأمعاء. ويؤدي الإصابة بمشكلة بومزوي إلى حدوث نقص في هذه المواد على مستوى القشرة الدماغية فينتج عن ذلك مشاكل في التفكير.
• التفكير السلبي المستمر : يطغى على عقل المريض بمشكلة بومزوي التفكير السلبي المستمر الذي لا يفارقه خصوصا قبل فترة النوم. فهو يرى دائما الأشياء بصورة مقلوبة ومتشائم طوال الوقت لا يستطيع التفكير بإيجابية وكل هذا يكون نتيجة إضطراب توازن كيمياء الدماغ. الذي يؤثر عليه مرض بو مزوي بشكل كبير، كما أن الدراسات توصلت إلى أن الجهاز الهضمي يعتبر بمثابة الدماغ الثاني للإنسان. وهو في تواصل دائم مع الدماغ الأول الذي يقبع بالجمجمة وأي خلل في أحدهما يؤثر بشكل مباشر على الآخر.
• التوهم وإختلال الآنية : من أعراض بومزوي الأكثر إزعاجا بالنسبة للمريض هي شعوره بالأوهام التي تبدأ بملاحقته ليل نهار وتغيير من نظرته للواقع. وتجعله غير قادر على تمييز الحقيقة من الخيال فينتج عن ذلك مشكلة إختلال الآنية التي يصبح فيها مريض بومزوي لا يصدق ما يجري له. وينظر إلى الأعراض والمعانات التي يمر بها غير حقيقية وأنها تصيب إنسان آخر غير ذاته الحقيقية. ويفسر علماء النفس هذا الأمر بمحاولة الهروب للاوعي من الواقع الذي يتميز بالمعانات إلى عالم خيالي باحثا عن الهدوء والإستقرار.
• ضعف الشخصية : مريض بومزوي ليست له شخصية قوية فهذا المرض وأعراضه المؤلمة تجعل منه إنسان ضعيف لا يفرض وجوده في المجتمع. ودائما يتبع الآخرين ويتأثر بهم مما يؤثر عليه في إتخاذ القرارات الشخصية التي ترسم له خريطة الحياة وتحدد مصيره بعد ذلك. الشيء الذي يجعله يفشل في أي شيء يقوم به فينتج عن ذلك تدهور حالته النفسية.
• الإنطواء والعزلة : طبعا إنسان ضعيف الشخصية ويشك في أفكاره هو إنسان إنطوائي وهذا ما يعاني منه المريض بمشكلة بومزوي. فهو لا يقدر على ربط علاقات إجتماعية جديدة والمشاركة في إتخاذ القرارات الجماعية الصحيحة لأنه ببساطة لا يثق بنفسه ولا يقدرها. فينعكس عليه ذلك بالعزلة الإجماعية التي تزيد الطين بله وتعرضه إلى العديد من المشاكل والإضطرابات النفسية والسلوكية. فالشعور بالوحدة قاتل ويمكن أن يسبب الوفاة لأن الإنسان لم يخلق ليعيش بشكل فردي فالجماعة تجعلنا نشعر بالدفئ والأمان.
• الشعور بالذنب والمعصية : يؤثر بو مزوي على الحالة النفسية والعقلية للمريض وتجعله يفسر جميع الأعراض التي يعاني منها بشكل خاطئ. فيظن أحيانا أنه مذنب ويرتكب معصية أمام الله مما يدفعه للشعور بالذنب والتقصير. ويفسر هذا الأمر في علم النفس على أنه محاولة للنفس البشرية بطلب المغفرة والرحمة من مخلصها. وردة الفعل هذه إكتسبها الإنسان خلال رحلته التطورية حيت كان يقوم بنفس التصرف إذا تعرض للجوع أو الجفاف أو الكوارث الطبيعية..
• فقدان الإهتمام بالذات : بسبب أعراض بومزوي النفسية الحادة يفقد المريض الرغبة في الإهتمام بالذات والحرص على العناية بنظافته الشخصية. فيصبح لا يجد حافزا أو مثيرا يدفعه للقيام بمشط شعره أو الإغتسال أو تغيير ملابسه. مما يجعله يظهر بصورة غير لائقة الشيء الذي يزيد في تأجيج مشاعر التشاؤم والأفكار السلبية التي تضعف شخصيته وتفقده تقته بنفسه.
• كثرة السرحان والسهو : إذا شاهدت المريض بمشكلة بومزوي سوف تراه دائما سرحان ويفكر بعيدا وكأنه لا ينتمي إلى هذا العالم. فهو لا يستطيع التركيز والإنتباه إلى ما يجري حوله لأن القولون يؤثر على دماغه وعقله بالتحديد. ومشكلة السهو قد يعاني منها في العمل والدراسة وأحيانا في الصلاة بحيت كثيرا ما ينسى مريض بومزوي ركعة أو ركعتين أو ينسى وقت صلاة معين...
• السلوكيات الإدمانية والعدوانية : تؤثر أعراض بومزوي الحادة والمزعجة على الحالة النفسية للمريض وتجعلها متدهورة للغاية. مما يدفع بالشخص المصاب إلى محاولة البحث عن سلوكيات إدمانية من أجل تخفيف شعور الألم حيت قد يفعل المريض أي شيء يخطر على البال. مثل تعاطي المخدرات، إدمان الإنترنت، مشاهدة الإباحية، الألعاب الإلكترونية، الوجبات السكرية.... كما قد تحاول نفسية المريض بمشكلة بومزوي التخلص من الألم والمعانات عبر العدوانية إتجاه الذات أو الآخرين أو الممتلكات. وفي جميع الحالات فإن الخسائر تكون باهضة الثمن سواء على المستوى الصحي أو العلاقات الإجتماعية أو الجانب الإقتصادي.