ألم تعرف بعد كم يستمر الاكتئاب ؟ متي ينتهي وما هي مدة التحسن والعلاج ؟ في هذا المقال سوف نقدم لك الجواب بشكل دقيق. على متى ينتهي الإكتئاب ومدة التحسن والعلاج من هذا المرض النفسي العنيد إذا كنت مهتما تابع القراءة للتعرف على المزيد من المعلومات المهمة.
مدة التحسن من الاكتئاب |
كم يستمر الاكتئاب
قبل التعرف على كم يستمر الاكتئاب ومدة التحسن منه يجب أولا معرفة أن مرض الاكتئاب (بالإنجليزية : Depression) هو مرض نفسي. بمعنى أنه يصيب مشاعر النفس البشرية للإنسان ويجعلها مضطربة بحيت يصبح الحزن الشديد، الخوف، القلق، العصبية هي المشاعر السائدة طوال الوقت.
من طبيعة النفس البشرية أنها دائما متقلبة فأحيانا يشعر الإنسان بعواطف ومشاعر إيجابية وأحيانا أخرى يتعرض لمشاعر سلبية. وذلك تبعا لأحداث الحياة المتغيرة والسيناريوهات التي يصادفها كل واحد فينا على حدى. ولكن مريض الإكتئاب لا يشعر بهذه الإزدواجية في المشاعر. فحايته كلها غم وهم وحزن شديد يحرقه يوما بعد يوم لكن ما الذي يجعل مريض الإكتئاب يعاني كل هذا القدر من الحزن ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال يجب علينا في البداية معرفة أين توجد المشاعر النفسية وكيف يتم إنتاجها ؟ توجد المشاعر عند جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان ويتم إنتاجها داخل الجهاز العصبي تحديدا الدماغ في جزء يسمى الدماغ العاطفي (بالإنجليزية : emotional brain). حيت توجد العديد من الخلايا العصبية داخله والتي تتخصص في إنتاج المشاعر التي نشعر بها طوال الوقت. والتي قسمها العلماء إلى 6 أنواع مختلفة وهي السعادة، الحزن، الخوف، الإشمئزاز، الغضب والمفاجئة.
هذه المشاعر تكون عند الإنسان السليم من الناحية النفسية متوازنة إلى حد ما حيت على سبيل المثال السعادة والحزن تكون لهم نفس الدرجة. لكن في حالة حدوث مشاكل بالخلايا العصبية المسؤولة على إنتاج هذه المشاعر داخل الدماغ العاطفي تتغير الموازن وتضطرب مشاعر الإنسان. وهذا هو بيت القصيد عند المرضى المصابون بالاكتئاب، فالنظرية السائدة التي تفسر هذا المرض النفسي هي نظرية الخلل الكيميائي للموصلات العصبية. التي توجد داخل المشابك العصبية (بالإنجليزية : synapses) التي تربط بين خلايا الدماغ العاطفي.
وأهم موصل عصبي تركز عليه الدراسات والأبحاث العلمية في علم الأعصاب هو هرمون السعادة السيروتونين (بالإنجليزية : serotonin). بحيت لاحظ العلماء أن مرضى الإكتئاب يعانون من نقص كبير في هذه المادة الكيميائية داخل أدمغتهم. مما يجعل الشعور بالسعادة يغيب تماما ويطغى عليه الشعور بالحزن الشديد، ولهذا فالجواب عن سؤال كم يستمر الاكتئاب ومدة التحسن منه رهين بشيء واحد فقط. وهو إعادة تركيز هرمون السعادة السيروتونين إلى تركيزه الطبيعي لأنه ما دامت هذه المادة الكيميائية منخفظة فليس هناك سعادة وليس هناك تحسن من الإكتئاب.
متى ينتهي الاكتئاب ؟
إستعادة تركيز السيروتونين الطبيعي للتخلص من الإكتئاب ليس أمرا مستحيلا فهناك العديد من الطرق والأساليب التي من خلالها يمكن زيادة هذه المادة الكيميائية في الدماغ. ولكن هناك بعض المعايير التي تجعل تحقيق هذا التوازن في تركيز السيروتونين. يختلف من مريض لآخر مما يحكم على متى ينتهي الاكتئاب عند كل مريض على حدى وهذه المعايير هي :
1) سبب الاكتئاب : قبل أن تسأل كم يستمر الاكتئاب؟ ومتى ينتهي الاكتئاب؟ يجب عليك أولا معرفة السبب الذي جعلك تعاني من هذا المرض النفسي. فإذا كنت مصاب بالاكتئاب بسبب وراثي يجعل الجينات في الخلايا العصبية لا تنتج هرمون السعادة السيرتونين بتركيز طبيعي. فأنت على الأغلب تعاني من الاكتئاب منذ الطفولة ولهذا فعلاج الاكتئاب معك قد يطول نوعا ما. في المقابل إذا كان السبب في إصابتك بهذا المرض النفسي هو عدم تعرضك لأشعة الشمس أو بسبب العادة الشهرية أو بسبب فقدان العمل. فأنت على الأغلب تعاني من الاكتئاب الظرفي والذي غالبا يعالج تلقائيا ويعود تركيز السيروتونين لطبيعته بتحسن الظروف والأحداث الخارجية.
2) درجة الاكتئاب : هل تعلم أن هناك درجات في مرض الاكتئاب نعم هذا صحيح فالذي يعاني من الاكتئاب الحاد (بالإنجليزية : Acute depression). غالبا ما تكون أعراضه طفيفة ويتغلب عليها المريض فقط بتغيير نمط حياته ثم يعود بسرعة تركيز السروتونين لطبيعته. وتختفي بذلك مشاعر الكآبة، أما المصابون بالاكتئاب المتوسط (بالإنجليزية : Moderate depresssion). فتركيز السيروتونين عندهم ينخفظ إلى مستويات يشعرون فيها بتأثير فعلي لأعراض الاكتئاب النفسية، الجسدية والسلوكية. وعلاجه في هذه الحالة يكون عبر الإعتماد على العلاج المعرفي السلوكي إضافة للعلاجات الدوائية. في المقابل فإن الأشخاص المصابون بالاكتئاب المزمن (بالإنجليزية : Chronic depression). فتركيز السيروتوين عندهم يكون منخفظ جدا مما يجعلهوم يعتمدون على أدوية مضادات الاكتئاب.
3) نوع الاكتئاب : هناك عدة أنواع من مرض الاكتئاب فمنظمة الصحة العالمية. تقول أن هناك حوالي 12 نوعا وكل واحد مختلف عن الآخر في الأعراض والأسباب وطريقة العلاج. ولهذا قبل أن تسأكل كم يستمر الاكتئاب ؟ ومتى ينتهي فيجب عليك أولا تحديد نوع الاكتئاب الذي تعاني منه. فالاكتئاب الهوسي (بالانجليزية : depression Psychotic) غالبا ما يحتاج إلى علاج طويل المدى. في المقابل فإن العلاج الموسمي (بالإنجليزية : Seasonal depression) يختفي تلقائيا بعد مرور فصل الخريف والشتاء.
4) طريقة علاج الاكتئاب : إذا كنت تريد معرفة كم يستمر الاكتئاب ؟ ومتى ينتهي؟ فيجب عليك أولا معرفة طريقة العلاج التي تتبعها في التخلص من الاكتئاب. فالعلاج المعرفي السلوكي الذي ينصح به لمرضى الإكتئاب الطفيف والمتوسط لا يحتاج إلى وقت طويل. مقارنة بالعلاج الدوائي عبر إستعمال مضادات الإكتئاب التي يصفها الأطباء لمرضى الاكتئاب المزمن. لكن أن تستعمل العلاج المعرفي السلوكي أو تتناول الأدوية ليس معيار كافي. لتحديد كم يستمر الاكتئاب؟ لأنه وفي بعض الحالات فإن الطبيب ينصح بتطبيقهم معا.
5) شخصية مريض الاكتئاب : المعيار الأخير الذي يتحكم في مدة علاج الاكتئاب هي شخصية المريض فالشخصيات الضعيفة غالبا ما يطول عندها الاكتئاب. وتعاني منه لفترة طويلة جدا مقارنة بالشخصيات القوية التي تستطيع إستعادة توازنها النفسي بسرعة وتزويد تركيز السيروتونين في أدمعتهم.
مدة علاج الاكتئاب
لحد الآن ليس هناك إتفاق بين علماء النفس والأعصاب على المدة الحقيقية لعلاج الاكتئاب فهناك من يقول بين 3 و 6 أشهر. وهناك من يقول بين 6 أشهر وعام واحد.ط وهناك من يقول أن الاكتئاب يحتاج بين عام واحد و 5 أعوام. لكن خلاصة الكلام أنه ليس هناك مدة محددة لعلاج الاكتئاب فالأمر يرتبط بمجموعة من العوامل المختلفة. والتي تجعل من كل مريض بالإكتئاب حالة خاصة ومنفردة عن باقي الحالات الأخرى. فلا مجال لوضع جميع المرضى في قالب واحد والحكم عليهم بشكل جماعي لأن الأمر ليس كذلك.
المعروف طبيا أن الاكتئاب مرض مزمن يحتاج إلى عناية طبية وتتبع علاجي طويل من أجل إسترجاع توازن الحالة النفسية والإستقرار الكيميائي في الدماغ. خصوصا بالنسبة لهرمون السعادة السيروتونين الذي يتحكم بشكل رئيسي في الشعور بالبهجة والسرور. لكن هناك بعض الحالات التي قد تتخلص من الاكتئاب بسرعة وبدون الإنتظار لأشهر أو لسنوات طوال. لأن الأمر ببساطة ما زال غامظا ونفسية الإنسان من الصعب فهمها.
فالموصلات العصبية في الدماغ هي مواد كيميائية لها وظائف على صحة الانسان الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية ولكن ربما يجب علينا النظر إليها من زاوية أخرى. صحيح أننا حققنا تطورا كبيرا في العلوم العصبية وأصبحنا نعرف كيف نتحكم في تركيز هرمون السعادة السيروتونين. من خلال مجموعة من الأدوية لكننا لا زلنا نتعامل مع الإنسان على أساس أنه مثل فأر التجارب وهذا خطأ كبير جدا.