اسباب داء كرون بشكل علمي مفصل، فرغم أن الطب الحديث لا زال عاجز تماما عن تحديد السبب الرئيسي للإصابة بداء كرون الإلتهابي. لكن ظهرت مؤخرا بعض الأبحاث والدراسات التي تشير إلى العوامل المتدخلة في الإصابة بداء كرون الإلتهابي والتي نستعرضها لكم بالتفصيل في هذا المقال المفصل.
اسباب داء كرون بشكل علمي مفصل |
ما هو سبب داء كرون
داء كرون (بالإنجليزية : Crohn's disease) هو مرض إلتهابي يصيب الأنبوب الهضمي بسبب إضطراب في وظيفة الجهاز المناعتي. الذي يهاجم بطانة أعضاء الجهاز الهضمي بمجموعة من المواد الكيميائية الإلتهابية بداية من الفم والمريء مرورا بالمعدة والأمعاء وصولا إلى المستقيم وفتحة الشرج.
من المحتمل في حالة أهمل المريض تشخيص داء كرون أو لم يلتزم ببرنامجه العلاجي أن ينتشر هذا المرض الإلتهابي إلى الأعضاء المجاورة. مثل الطحال، الكبد والبنكرياس وفي هذه الوضعية يصبح المريض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة مثل سرطان القولون الذي يؤدي بمعظم المرضى إلى الوفاة وفقدان الحياة.
حاليا لا يوجد علاج نهائي لمرض كرون فجميع الطرق الطبية في الوقت الراهن تركز على السيطرة والتحكم في الأعراض ومنع تطورها إلى مضاعفات خطيرة. لكن الدراسات والأبحاث العلمية تتسارع من أجل فهم الأسباب التي تجعل الجهاز المناعتي يهجم على الأنبوب الهضمي. والإحاطة بالعوامل الوراثية عبر تحديد الجينات المسؤولة عن المرض إضافة لربط النتائج المحصل عليها بالعادات السلوكية والبيئة التي يعيش فيها مرضى داء كرون.
اسباب داء كرون عند المراة والرجل
تحضى حاليا نظرية الخلل الوظيفي في الجهاز المناعتي بإقبال كبير داخل المجتمع الطبي حيت يصنف الطب الحديث في وقتنا الحاضر الأمراض الإلتهابية. التي تصيب الجهاز الهضمي مثل إلتهاب القولون التقرحي وداء كرون ضمن أمراض المناعة الذاتية. التي تتميز بالهجوم التلقائي للجهاز المناعي عبر مجموعة من المواد الإلتهابية أهمها البروستاغلوندين، اللوكوتريين، الهيستامين على بطانة الجهاز الهضمي. تحديدا الطبقة المخاطية والتحت مخاطية لجدران الأنبوب الهضمي ورغم أن الباحثين لم يتوصلوا بعد إلى الأسباب التي تجعل الجهاز المناعي. يهجم على أعضاء تنتمي إلى جسم المريض إلا أنهم تمكنوا من إكتشاف أدوية (مضادات الإلتهاب). تكبح نوعا ما نشاط الجهاز المناعتي وتقلل من إنتشار المرض وبالتالي حصول مضاعفات خطيرة للمريض .
تتعدد الأسباب التي تدعوا الأطباء إلى التمسك بفكرة تأثير العامل الوراثي على داء كرون الإلتهابي من بينها نذكر ما يلي :
• وجود تاريخ مرضي لداء كرون في العائلات خصوصا التي سبق تسجيل فيها إصابات بأمراض المناعة الذاتية.
• يحضى أشقاء الأشخاص المصابون بداء كرون بنسبة عالية تصل إلى 30 مرة للإصابة بالمرض بالمقارنة مع الأشخاص التي لا تربطهم أي قرابة عائلية.
• أكدت عدة دراسات وأبحات أن هناك كوكتيل من الجينات التي تحمل الطفرات الوراتية المتسببة في حدوث داء كرون، عدد هذه الجينات يقارب 30 جين. من بينها نذكر ما يلي NOD2 ou CARD15 , XBP1 , ATG16L , IL23R , IRGM , SLC11A1....). كما أشارت بعض الدراسات الأخرى أن هناك قابلية وراثية للإصابة باللأمراض الإلتهابية وعدوى الفطريات.
• التعرض للعدوى : رغم أن العلاقة بين مرض كرون والإصابة بالعدوى غير واضحة المعالم إلى حد الأن إلا أن العديد من الدرسات والأبحات. كشفت بأن الأشخاص المصابون بداء كرون قد تكون لهم قابلية وراثية للإصابة بعدوى ﺍﻟﻤﺘﻔﻄﺮﺓ ﻧﻈﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻴﺮﻳﺔ التي تؤجج لهم أعراض كرون وتخرجها للعلن.
• النظام الغذائي : بفعل التقدم الصناعي الذي يعرفه العالم اليوم خاصة في مجال التغذية فإن العلماء والباحثين يؤكدون أن داء ﻛﺮﻭﻥ. ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ خاصة المتواجدة في ﺍﻟﺤﻠيب بالإضافة لزﻳﺎﺩﺓ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻭﻣﻴﺠﺎ 6 ﺇﻟﻰ ﺍﻭﻣﻴﺠﺎ 3 أو أوميجا 9.
• التدخين : تؤكد العديد من الأبحاث اليوم أن داء كرون ينتشر بشكل كبير بين أوساط المدخنين. ويقل عند الأشخاص الذين لا يتعطون المخدرات بجميع أنواعها.
• مضاعفات بعض الأدوية : إرتبط خلال فترة الستينيات بالولايات المتحدة الأمريكية أن داء كرون له علاقة بأدوية منع الحمل. كما أكدت بعض الدراسات أن دواء الآيزوتريتينوين (isotretinoin). الذي يستخدم لعلاج الحالات المتوسطة والشديدة من حب الشباب وأحيانا بعض السرطانات له علاقة في الإصابة بداء كرون الإلتهابي أيضا.
• السن : لدى هذا العامل دور أساسي ومهم في الأمراض الإلتهابية التي تصيب الجهاز الهضمي. حيت في داء كرون تعرف المرحلة العمرية بين 15 و 30 سنة تزايد في عدد المصابين بهذا المرض.