هل تعرضت لموقف شعرت فيه بالفجعة وتود أن تعرف اعراض الخلعة النفسية والجسدية بالتفصيل في هذا المقال. سوف نقدم لكم جميع علامات الصدمات النفسية بأنواعها وأشكالها إذا كنت مهتما بالتعرف عليها تابع القراءة حتى النهاية للمزيد من المعلومات المهمة حول اعراض الخلعة.
أعراض الخلعة |
أعراض الخلعة القوية
الخلعة أو الفجعة هي مصطلحات في اللهجات المحلية لبعض دول شمال إفريقيا مثل المغرب والجزائر للإشارة في الطب النفسي. إلى التوتر ما بعد الصدمة (بالإنجليزية : Post-traumatic stress). المعروفة أيضا بالصدمة النفسية التي تؤدي لظهور اعراض جسدية ونفسية تختلف حدتها وخطورتها من شخص لآخر.
رغم أن هناك العديد من أشكال وأنواع الخلعة أو الصدمات النفسية التي يتعرض لها الإنسان خلال حياته ولكن جميعها تؤدي لتنشيط مسلك فيزلوجي مشترك. يسمى علميا The hypothalamic–pituitary–adrenal axis وهو عبارة عن مسلك يربط التحت المهاد بالغدة النخامية والغدة الكظرية. لإفراز في نهاية المطاف هرمونات الأدرينالين والكورتيزول المسؤولة عن ظهور أغلب اعراض الخلعة الجسدية والنفسية التي سوف نذكرها في هذا المقال.
علاج الخلعة عادة لا يختلف عن علاج إضطرابات القلق والتوتر الأخرى التي تصيب الإنسان حيت تركز وتعتمد مختلف الطرق والأساليب العلاجية. على تخفيف حجم حمولة المشاعر السلبية والتشوهات المعرفية لدى المريض والتي ترافقه خلال التعرض للوقائع والأحداث الصادمة. كما يمكن أن يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية النفسية المهدئة للجهاز العصبي لمساعدة المرضى الذين لم يستطيعوا التحسن عبر العلاج المعرفي السلوكي.
ما هي اعراض الخلعة
الخلعة تؤثر بالدرجة الأولى على الحالة النفسية للإنسان وتؤدي لظهور مجموعة من الأعراض التي يعاني منها أغلب الأشخاص بدرجات متفاوتة الحدة والخطورة. لكن أحيانا قد يشتكي بعض المرضى الذين تعرضوا للصدمات النفسية الحادة والخلعة القوية من أعراض جسدية أيضا.
أعراض الخلعة الجسدية
¤ فقدان الذاكرة الجزئي : بعد التعرض للخلعة أو الفجعة يشعر المرضى بفقدان جزئي للذاكرة وصعوبة كبيرة في تذكر التفاصيل الصغيرة التي ترافق الحدث الصادم. نظرا للتهيج والخوف الشديد الذي يشوش على الجبهة الدماغية التي تعتبر مركز الذاكرة قصيرة المدى. بالمقابل فإن التفاصيل المهمة التي تشكل تهديد على حياتنا أو الآخرين تقوم هرمونات الأدرينالين والكورتيزول بتشفيرها على مستوى الحصين (بالإنجليزية : hippocampus). الذي يعتبر العضو العصبي المتحكم في تخزين المعلومات والذاكرة بعيدة المدى.
¤ عدم القدرة على التركيز والإنتباه : التعرض للخلعة أو الصدمة النفسية يؤدي إلى إفراز كميات عالية من هرمونات الأدرينالين والكورتيزول في الدورة الدموية. والتي تقوم بعبور الحاجز الدموي العصبي (بالإنجليزية : blood-nervous barrier) لتؤثر على الوظائف العليا للدماغ مثل التركيز والإنتباه. عبر التشويش على الفص الأمامي للمخ الذي يعتبر مركز الوعي والإدراك الشيء الذي يؤثر المريض في الدراسة والعمل الوظيفي.
¤ التهيج وعدم القدرة على الإسترخاء : المريض الذي تعرض للخلعة أو الفجعة يواجه صعوبة في الشعور بالهدوء والإسترخاء. بسبب تهيج الأعصاب الناتج عن الإفرازات العالية لهرمونات الأدرينالين والكورتيزول التي تعتبر مواد كيميائية مهيجة للأعصاب.
¤ الأرق وعدم القدرة على النوم : أعراض الخلعة لا تقف عند هذا الحد فهي تسبب الأرق المزمن خصوصا في الأيام القريبة من الأحداث الصادمة. التي تعرض لها المريض حيت لا يستطيع النوم بسهولة وإذا أغمض عينيه لبعض الساعات فإنه يستيقظ في مزاج معكر ومشاعر سلبية. وذلك بسبب تأثير التركيز العالي لهرمونات القلق والتوتر على الغدة الصنوبرية. تحديدا على هرمون النوم الميلاتوينين الشيء الذي ينعكس سلبا على صحة المريض النفسية والجسدية.
¤ الكوابيس والأحلام المزعجة : المريض بالخلعة لا ينام مرتاحا فهو يرى كل ليلة أحلام مزعجة وكوابيس تقلب نومه وليلته رأسا على عقب. خصوصا إذا عايش أحداث مؤلمة وصادمة مثل الإغتصاب، الحروب، الكوارث الطبيعية، الصدمات العاطفية، الخسائر المادية...). في هذه الحالة تصبح مرحلة الأحلام المنفذ الوحيذ الذي يسمح للمريض بالصراخ أو البكاء أو التلفظ بكلمات...). والتي على إثرها يستيقظ المريض في وضعيات جسمانية غريبة وحالة نفسية متدهورة.
¤ الشعور بالغثيان والقيء المتكرر : التعرض للخلعة أو الفجعة تجعل المريض يعاني من الغثيان والقيء لفترة طويلة. بسبب الإجهاد الذي يصيب الجهاز العصبي المعوية (بالإنجليزية : Enteric neveuse system) والذي ينعكس على المعدة. ويجعلها تفرغ محتوياتها من الطعام في إتجاه المريء بسبب أنها لن تقدر على هضم الأغذية وجسم المريض يتعرض إلى نوبات من القلق والتوتر.
¤ الشعور بالحموضة وإرتجاع المريء : طبعا الخلعة عندما تصيب الجهاز الهضمي فإنها تخلق مجموعة من الأعراض المتسلسلة والمترابطة فيما بينها. حيت أن الفجعة تجعل الإنسان يعاني من الإمساك وهذه المشكلة تؤدي إلى تكون الغازات التي تسبب إنتفاخ القولون المستعرض. الذي يفرغ المعدة من الطعام ويدفع حمض الكلوريدريك إلى جوف المريء متسببا في الشعور بالحموضة والحرقة.
¤ الشعور الدائم بالتشنجات والمغص : اعراض الخلعة الهضمية قد يصاحبها شعور متواصل بالتشنجات والمغص نتيجة مجموعة من العوامل والأسباب المتداخلة. مثل تجمع الغازات والأغذية التي تفشل المعدة في هضمها إضافة للفضلات المترسبة والراكدة داخل القولون.
¤ تعاقب فترات الإمساك والإسهال : عندما تتعرض للخلعة أو الصدمة النفسية فإن اللوزة الدماغية تراسل الغدة فوق كلوية لتنتج هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. التي تساهم في ظهور عدة أعراض جسدية ونفسية حيت في حالة القولون تؤثر هذه الهرمونات على الحركة الدودية (بالإنجليزية : Perestalsis). المسؤولة عن حركة عضلات الأمعاء الغليظة الشيء الذي يجعل المريض معرض تارة للإمساك وتارة أخرى للإسهال.
¤ الشعور بالغازات وإنتفاخ البطن : هناك عدة أسباب للغازات لكن الخلعة التي تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية والإصابة بالإمساك قد تعتبر سببا غير مباشر. حيت أن تجمع البراز داخل القولون بسبب تأثير الأدرينالين والكورتيزول على الحركة الدودية. يجعل كائنات مجهرية دقيقة تدعى البروبيوتيك (بالإنجليزية : Probiotics) تقوم بتفكيك كثل البراز. وتنظيف جدار القولون من بقايا الفضلات والأغذية العالقة لكنها بالمقابل تطح الغازات بكميات زائدة متسببة في إنتفاخ البطن.
¤ الشعور بالألم والنبض في البطن : أشهر أعراض الخلعة الجسدية الخاصة بالجهاز الهضمي التي يشتكي منها المرضى هي الشعور المتواصل بالنبض في القولون والمعدة. والذي قد يزداد وينقص من وقت لآخر على حسب الحالة النفسية ونوعية الطعام التي يتناولها المريض.
¤ الإصابة بالقولون العصبي أو بومزوي : هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو بومزوي بسبب التعرض للخلعة أو الصدمة النفسية. التي تحفز اللوزة الدماغية والغدة فوق كلوية على إنتاج كميات كبيرة من الأدرينالين والكورتيزول في إتجاه الجهاز الهضمي. تحديدا القولون حيت أن هذه المواد الكيميائية تجعل حركة عضلات الأمعاء الغليظة مضطربة فأحيانا تتسارع وفجأة تتباطئ بدون سبب واضح لذلك. وهذا هو مربط الفرس الذي يجعل عدد كبير من الأشخاص حاليا يعانون من القولون العصبي.
¤ صعوبة وضيق التنفس : الهرمونات والمواد الكيميائية التي تحرر في الدورة الدموية إستجابة للخلعة أو الصدمة النفسية تؤثر على الشعب الهوائية للرئتين. وتجعل عملية التنفس غاية في الصعوبة والمشقة فينتج على ذلك العديد من المشاكل الصحية التي تظهر مصاحبة للخلعة.
¤ الإختناق وعدم القدرة على أخذ النفس : المريض بالخلعة قد يشتكي أحيانا من الإختناق في الصدر وعدم القدرة على آخذ النفس بسبب تصلب العضلات. التي تساعد على التنفس بعمق إضافة للشعور بالحرارة في الرئتين نتيجة العمليات الأيضية لخلايا العضلات التي تحاول العودة إلى حالة الإسترخاء.
¤ تسارع نبضات القلب : عضلة القلب هي أكثر الأعضاء في جسم الإنسان التي تظهر عليها اعراض الخلعة الجسدية فالتعرض للفجعة أو الصدمات النفسية. وجميع إضطرابات التوتر والقلق الأخرى تحفز الغدة الكظرية وتجعلها تفرز هرمون الأدرينالين والكورتيزول بكميات عالية. الشيء الذي ينجم عنه تسارع في ضربات القلب وعدم إنتظام نبضاته فينتج عن ذلك رفع الضغط الدموي لمستويات خطيرة.
¤ ألم وحرارة موضع القلب : الخلعة تؤثر على عضلة القلب وتعرضها للإجهاد فيشعر المريض على بالألم وإرتفاع درجة الحرارة بالقرب من موضع القلب. وأحيانا قد يحس الشخص المصاب بالفجعة أو الصدمة النفسية بوخز ونبضات غير منتظمة. جراء النشاط الكثيف لعضلة القلب بفعل الإفرازات العالية والخطيرة للأدرينالين من طرف الغدة الكظرية.
¤ التبول اللإرادي : أشهر أعراض الخلعة عند الأطفال وحتى البالغين هي التبول اللإرادي الذي تكون أسبابه مرتبطة في الغالب. بالتعرض لحوادث الإغتصاب والإعتداءات الجنسية والعنف الجسدي الذي ينعكس سلبا على الحالة النفسية. مما يؤثر على الأعصاب التي تنتمي للجهاز العصبي الذاتي الذي يجعل أعضاء الجهاز البولي لا تتحكم في التبول بشكل إرادي.
¤ كثرة التبول : التعرض للخلعة أو الفجعة تدفع بالمريض إلى زيارة المرحاض بشكل متكرر وذلك بسبب تأثير هرمونات القلق والتوتر الأدرينالين والكورتيزول على المثانة. التي تعتبر الخزان الطبيعي للبول داخل جسم الإنسان الشيء الذيء يجعل المريض كل فترة يقوم بزيارة المرحاض حتى لو لم يقم بإخراج أي شيء.
¤ الشعور بالألم والوخز في العضلات : الخلعة تجعل عضلات الجسم متصلبة لفترة طويلة بدون أن تعود إلى وضعية الإسترخاء السابقة. ولهذا السبب فإن العضلات تصاب بالإجهاد المتكرر وتستهلك تركيزها الطبيعي من المنغانيزوم وعدة معادن وفيتامينات أخرى. فينتج على ذلك شعور المريض ببعض الأعراض مثل الألم المتكرر والوخزات في مختلف عضلات الجسم.
¤ كثرة النشاط والحركة : قديما كان الإنسان عندما يتعرض إلى الصدمات النفسية فإنه يقوم بسلوك إما المواجهة أو الهروب (بالإنجليزية : Fight or flight). نفس الأمر يتكرر مع الإنسان العاقل في الوقت الراهن عندما يتعرض إلى الخلعة أو الفجعة. فإنه يشعر برغبة ملحة تدفعه للحركة والنشاط للهروب من الخطر والتهديد الذي يلاحقه.
الخلعة واعراضها
¤ إضطراب في العادة الشهرية : تعاني النساء اللواتي تعرضن إلى حوادث الخلعة أو الصدمة النفسية من إضطرابات في العادة الشهرية. تلازمهن لفترة طويلة بسبب حدوث خلل في توازن الهرمونات المنظمة للدورة الشهرية بحيت أن بعض النساء قد يشتكون من تأخر في موعد العادة الشهرية. بالمقابل آخريات يشتكون من حوثها قبل الموعد المحدد أو إستمرار النزيف لفترة أطول.
¤ حدوث إلتهابات مهبلية : الخلعة يمكن أن تسبب سلسلة من الإلتهابات المهبلية التي قد تصيب النساء في أي مرحلة عمرية خصوصا المتزوجات. فينتج عن ذلك تجنبهن للعلاقة الحميمية بسبب الشعور بالألم الذي يسببه إحتكاك قضيب الرجل مع المهبل للمرأة. مما يعرض العلاقة الزوجية للفشل الذي يقود إلى خطر الطلاق ويساهم بذلك في التأثير سلبا على الحالة النفسية للمرأة.
¤ العجز والضعف الجنسي : تؤثر الخلعة أو الصدمات النفسية بأنواعها على الحالة النفسية للمريض فينعكس هذا الأمر على الجهاز التناسلي. لكل من الرجل والمرأة الشيء الذي يسبب العديد من المشاكل مثل العجز والضعف الجنسي لهما وتتعرض بذلك العلاقة العاطفية إلى الفتور.
¤ عدم القدرة على الإنتصاب : يعاني الرجل مثلما تعاني النساء من الخلعة أو الفجعة على مستوى الجهاز التناسلي فهرمونات الأدرينالين والكورتيزول. تجعل الأعصاب التي تحيط بقضيب الرجل غير فعالة وبالتالي لا يصل الدم بشكل كافي إلى العروق الدموية المحيطة بالعضو الذكر. الشيء الذي يعرض الرجل لضعف الإنتصاب وأحيانا مشكلة القذف السريع التي تعبر عن وجود مشكلة نفسية للرجل.
¤ فقدان الوزن : التعرض للخلعة أو الفجعة قد يجعلك تفقد الكثير من الوزن وتعاني من النحافة المرضية لفترة طويلة جدا. والأسباب عادة تتعلق بهرمونات الأدرينالين والكورتيزول التي تعتبر مواد كيميائية منشطة لعملية الهدم للتمثيل الغذائي. كما أن المريض المصاب بمرض الخلعة ليست له شهية إتجاه الطعام. ولهذا فإن المصدر الوحيد للحصول على الطاقة هو حرق السعرات الحرارية الداخلية التي تخزن على شكل دهون.
¤ الصداع النصفي : تسمى الشقيقة وهي واحدة من المشكلات الصحية المزمنة التي يعاني منها المريض النفسي الذي تعرض للصدمات النفسية أو الخلعة. على مستوى الرأس بسبب الخلل في التقلص والتمدد الذي يصيب العروق الدموية التي تحيط بالدماغ، العينين، الوجه.
¤ العياء والتعب : الخلعة تجعل الشخص غير قادر على تناول الطعام وهضمه بشكل جيد وبالتالي لن يستطيع تجديد مخزونه من الطاقة. لهذا السبب يقوم بالإعتماد على حرق سعراته الحرارية الداخلية المخزنة على شكل أحزمة من الدهون التي تحيط بالبطن، الأرداف والصدر. وعندما يستنفذها يروم الجسم تلقائيا لتحطيم بروتينات العضلات للحصول على الطاقة وبعد ذلك يشعر الإنسان بالتعب والعياء لأن عضلاته أصبحت ضعيفة ونحيلة.
¤ مشاكل الشعر : مرض الخلعة يؤثر كذلك على الشعر ويجعله مجعد وجاف بسبب إستهلاك الجسم للدهون التي ترطبه. الشيء الذي يؤدي لعدة مشاكل مثل تساقط الشعر وتكاثر القشرة على فروته بسبب الحالة النفسية المتدهورة. ورغم محاولات المريض المتكررة لعلاج هذه المشاكل إلا أنه يفشل في ذلك. بسبب عوامل داخلية لها إرتباط بكيمياء الدماغ التي تتحكم في المزاج وتوازن المشاعر ولها تأثير على الشعر وفروته.
أعراض الخلعة النفسية
• نوبات القلق والعصبية : تصنف الخلعة أو الصدمة النفسية أو التوتر ما بعد الصدمة من طرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي ضمن إضطرابات القلق. والإضطربات الناتجة عن التوتر ولهذا السبب من الطبيعي أن تؤدي الخلعة إلى الشعور بالقلق والعصبية. فالمريض النفسي لا يستيطع التحكم في مشاعره وردود أفعاله لأن المواد الكيميائية في جسمه ودماغه بالتحديد هي التي تقرر ما يشعر به المريض وما يفعله.
• مشكلة الإرهاب المكتوم : تسمى في الطب النفسي رعب الإفصاح وهي حالة نفسية تحدث للمرضى الذين تعرضوا للخلعة أو الصدمة النفسية. عندما يحاولون وصف مجريات الوقائع والأحداث الصادمة لكونهم يفشلون في التعبير والإفصاح عن ذلك. ويواجهون مشكلة حقيقية في التواصل مع الأشخاص المحيطين بهم بسبب قوة الصدمة والرعب النفسي الذي يليها.
• الشعور بالحزن والإكتئاب : هناك العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة التي تشير أن الخلعة أو الفجعة. قد تكون سببا في الشعور بالحزن الشديد ونوبات من الإكتئاب الحاد خصوصا إذا تصادف الأمر مع مرضى لهم نفس الجينات. التي تحمل طفرات وراثية تؤهلها للإصابة بالإكتئاب نتيجة النقص في بعض الموصلات العصبية. مثل الدوبامين، السيروتونين والنورأدرينالين في هذه الحالة أي حادث صادم قد يسبب الشعور بالإكتئاب.
• نوبات الهلع والخوف الشديد : الخلعة أو الفجعة تؤدي إلى تهيج ونشاط اللوزة الدماغية بشكل زائد عن اللزوم. وهذا الأمر تم التأكد منه في علم الأعصاب عبر مجموعة من التجارب السريرية التي تدرس هذه البنية العصبية. بعتبارها مركزا للشعور بالخوف والذعر الذي ينشط عادة بفعل التوتر والضغوطات النفسية والعصبية التي نتعرض لها يوميا. حيت تعتبر الخلعة مثال حي على ذلك والتي تعرض الشخص إلى نوبات الهلع والخوف الشديد من أشياء تعتبر تافهة ولا يخاف منها الناس في العادة.
• الشعور بالحذر المبالغ فيه : الخلعة تجعل الفتاة المراهقة التي تعرضت للإغتصاب تخاف من الزواج وتبدي شعور الخوف للرجال مبالغ فيه. كما أنها تجعل الشخص الذي تعرض للسرقة وإعتداء جسدي إلى الحذر بشكل مبالغ فيه في المرة القادمة. إضافة أن التعرض لحادثة سير يجعل السائق أكثر حذرا من التهور في السياقة وقد يجعله يقلع عن قيادة السيارة مدى الحياة. والأمثلة على ردود الأفعال المبالغ فيها جراء التعرض للخلعة والصدمات النفسية كثيرة جدا.
• محاولة الإنكار والتجاهل : يحاول بعض المرضى النفسيين الذين تعرضوا لوقائع وأحداث صادمة نكران لحظة الخلعة أو الصدمة النفسية. خصوصا بعد وقوعها في الدقائق والساعات الأولى لكن مباشرة بعد ذلك تظهر على المريض جميع اعراض الخلعة الجسدية والنفسية. وتزداد حدتها وقوتها مع مرور الوقت بسبب تذكر المشاهد والأصوات التي تبقى عالقة في الذاكرة كما لو أن المريض لا يزال يعيشها.
• مشاعر العجز واليأس : الشخص الذي يتعرض للخلعة أو التوتر ما بعد الصدمة تهتز حالته النفسية والجسدية. ويتحول من إنسان قوي ونشيط إلى شخص عاجز وكسول نظرا للتغيرات الفيزيولوجية والنفسية العميقة التي تطرأ عليه. بعد مشاهدته لمناظر صادمة أو سماعه أخبار سيئة أو تعرضه لمعاملة قاسية وعنيفة تجعله غير قادر على إتخاذ القرارات السليمة.
• الإحساس بالتقصير والذنب : التعرض للخلعة أو الصدمة النفسية يمكن أن تجعلك تشعر بالذنب والتقصير طوال حياتك. خصوصا إذا ترافق الأمر مع وقائع وأحداث تعزز ذلك مثل حوادث السير مع الأطفال، عدم إنقاذ شخص يحاول الإنتحار في الوقت المناسب. التأخر عن موعد إمتحان التخرج والعديد من الأمثلة الأخرى التي تخلف شعورا بالمسؤولية لدى الإنسان وتجعله يحس بتأنيب الضمير والذنب طوال بقية حياته.
• الشعور بالحقد والكراهية للآخرين : يتولد عند الأشخاص ضحايا الخلعة أو الفجعة بسبب العنف والإغتصاب شعورا دفينا بالحقد والكراهية إتجاه الآخرين. وهذه المشاعر السلبية قد يحاول المريض النفسي الذي تعرض لها في صغره أن يقوم بالتنفيس عنها وتفريغها بعدما يكبر ويصبح مجرما. يقوم بتعنيف الأشخاص في الشارع ويغتصب الأطفال الصغار إلى غير ذلك من هذه السلوكيات الخاطئة التي تنتقل من جيل إلى آخر.
• الأفكار السلبية والتشاؤمية : يمكن أن يتأثر العقل البشري بمرض الخلعة أو الصدمة النفسية وتتغير جذريا طريقة التفكير والنظرة إلى الواقع. حيت قد يصبح المرضى تشاؤميين زيادة عن اللزوم وأفكارهم سلبية معظم الوقت إتجاه المجتمع، الأسرة والأصدقاء. فالمريض بالخلعة لا يستوعب ما يدور في عقله من أفكار ولا يستطيع التحكم فيها نظرا للخلل الهرموني. الذي يؤثر على قشرة الدماغ التي تعتبر الجزء الدماغي المسؤول عن الوعي والإدراك وجميع الوظائف العليا الأخرى.
• إضطرابات التعلق والإرتباط : هي حالة نادرة قد يتعرض لها الأطفال في سن مبكرة جراء تعرضهم لمعاملة سيئة أو الإغتصاب. من طرف أقرب المقربين لهم الذين يتكلفون بتربيتهم، فالعائلة هي السبب الرئيسي المسؤولة عن حدوث الخلعة أو الفجعة لدى الأطفال. والتي تؤدي لسلوك أطفالهم بعد ذلك مسارات خاطئة في الحياة والنتائج المترتبة على ذلك تكون عواقبها ثمينة جدا.
اعراض الخلعة السلوكية
• الإدمان وتعاطي المخدرات : يمكن أن تدفع الخلعة أو الصدمة النفسية المريض إلى إدمان تعاطي المخدرات أو الإدمان على سلوكيات معينة. مثل الإباحية، العادة السرية والألعاب الإلكترونية أو الإدمان على الإنترنت خصوصا مواقع التواصل الإجتماعي حيت يفسر علماء النفس هذا السلوك من الإعتقاد الشخصي للمريض. الذي يحاول أن يفعل أشياء تساعده على نسيان الأحداث والوقائع المؤلمة ولكنه لا يعلم ولا يدرك أنه يغرق نفسه في بحر الإدمان. ويعرض صحته النفسية والجسدية إلى العديد من الأمراض والإضطرابات الخطيرة.
• السلوكيات العدوانية العنيفة : يمكن أن تتحول الخلعة أو الفجعة إلى سلوكيات عدوانية قد تكون موجهة إلى الذات وتعرضها بذلك إلى العديد من الأخطار. كما يمكن أن يتوجه السلوك العدواني العنيف بسبب الصدمات النفسية إلى الآخرين ويلحق بهم أضرار نفسية وجسدية خطيرة. بالإضافة أن العنف والعدوانية قد توجه إلى الممتلكات والأغراض الشخصية والعامة فتسبب خسائر مادية جسيمة.
• العزلة والإنطواء عن المجتمع : من أعراض الخلعة والصدمات النفسية التي تخلف ضررا كبيرا على صحة المريض من الناحية الجسدية والنفسية. أنه يعتزل الناس ويصبح متقوقع على نفسه لا يتواصل مع العالم الخارجي مما يجعل وظائفه ومهاراته التواصلية تنخفظ يوما بعد يوم.
• حدوث إضطرابات في الشخصية : الخلعة تسبب إضطرابات في شخصية الإنسان وتغيير من طريقة تفكيره وحديثه وتواصله مع الآخرين. فالمريض الذي تعرض للفجعة أو الصدمة النفسية يصبح إنسان مهزوز وغير واثق من نفسه. يغلب عليه الخوف ويعيش في عالم بعيد من الواقع دائما شارد ويفكر في الحدث الصادم الذي تعرض له.
• محاولات الإنتحار المتكررة : نعم أخطر الأعراض السلوكية لمرض الخلعة أو الفجعة هي التي تهدد حياة الشخص وتجعله يقرر التخلص من ذاته عبر الإنتحار. فهناك صدمات يتعرض لها بعض الأشخاص لا يمكن تصورها أو تخيل مدى الجرح والألم النفسي الذي تسببه. فحتى لو كان الإنتحار ليس حلا وخيارا ناجعا لكن الإصابة بالأمراض النفسية تؤثر على وعي والإدراك وتدفع بالمريض إلى القيام بمجموعة من السلوكيات الخطيرة.