هل تعلم ماهي الخلعة ؟ وما هي أنواع الفجعة المرضية ؟ في هذا المقال سوف نتعرف على مرض الخلعة أو الصدمة النفسية. ومجموعة من المعلومات المهمة حوله، إذا كنت مهتما بهذا المرض النفسي الشائع تابع قراءة المقال حتى النهاية للمزيد من المعلومات المهمة.
الخلعة أو الفجعة |
ماهي الخلعة
الخلعة أو الفجعة هي الكلمات المتداولة في اللهجات المحلية لسكان شمال إفريقيا (المغرب والجزائر) وبعض دول شبه الجزيرة العربية للإشارة في الطب النفسي. إلى مرض الصدمة النفسية المعروف أيضا بأسماء أخرى أشهرها التوتر ما بعد الصدمة (بالإنجليزية : Post- traumatic stress disorder) التي تختصر في PTSD.
مرض الخلعة هو وضعية وحالة نفسية يصاب بها الأشخاص عندما يشاهدون أو يسمعون أو يعيشون وقائع وأحداث وظروف غير طبيعية وغير مألوفة. تكون بالنسبة لهم بمثابة الصدمة التي تبقى راسخة في ذاكرتهم وعالقة في أذهانهم لفترة طويلة من الزمن. مما يجعل الدماغ في كل مرة يذكرهم بها فينتج عن ذلك سلسلة من الأعراض الجسدية والنفسية المزعجة التي تؤثر سلبا على جودة الحياة اليومية للمريض.
لا يوجد شخص لم يسمع أخبار أو نظر إلى مشاهد أو تعرض لأحداث ولو لمرة واحد في حياته وكانت بالنسبة له عبارة عن خلعه وصدمة. حيت في الولايات المتحدة لوحدها هناك بين %50 و %90 من الأطفال والبالغين تعرضوا في فترة ما من حياتهم إلى حادث صادم. لكن بدون أن يصابوا بالشكل المرضي للخلعة وبشكل عام فإن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن عدد المصابين بالخلعة حول العالم يتراوح بين %8. عند الأشحاص العاديين وأزيد من %50 عند العاملين في وظائف الإنقاذ، الطب، الشرطة، الجنود....).
مرض الخلعة
يصنف الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض والإضطرابات النفسية والعقلية (DSM) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي. مرض الخلعه ضمن إضطرابات القلق والإضطرابات الناجمة عن التوتر لكونه يؤدي لحدوث أعراض نفسية وجسدية مشابهة. كما أن الطريقة العلاجية التي تستخدم لعلاج الخلعة مشابهة إلى حد كبير بين إضطرابات القلق والتوتر. سواء تعلق الأمر بالوصفات الدوائية أو العلاجات المعرفية السلوكية.
وفي الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة يؤكد علماء الأعصاب أن المرضى المصابون بالخلعة أو الفجعة لديهم بنيات عصبية أكثر نشاطا مقارنة بالأشخاص السليمين. حيت أن تركيز الباحثين إنصب مؤخرا حول البنية التي تسمى اللوزة الدماغية (بالإنجليزية : Amygdala). وهي العضو العصبي الذي يوجد في الدماغ العاطفي تحديدا على مستوى الجهاز الحوفي والمسؤولة عن الشعور بالذعر والخوف إتجاه أي شيء يشكل خطرا على حياتنا. حيت في حالة التعرض للخلعة تنشط اللوزة الدماغية ويكبر حجمها فتوجه آوامر إلى الغدة الكظرية لإنتاج تركيزات عالية من هرمونات الأدرينالين والكورتيزول في الدورة الدموية. لجعل جميع الأعضاء على أهبة الإستعداد لإستقبال الخطر والقيام بسلوك المواجهة أو الهروب (بالإنجليزية : fight or flight).
انواع الخلعة واسمائها
● الخلعة الطفيفة : هي حالة من الصدمة والفجعة التي يكون تأثيرها خفيف على الحالة النفسية والجسدية. والتي يتعرض لها حوالي %90 من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم حيت تستمر لأسبوع أو أسبوعين ثم بعد ذلك تختفي أعراضها تلقائيا بدون أدوية. فقط بالإعتماد على بعض الجلسات النفسية والإستفادة من طرق العلاج المعرفي السلوكي لتجاوز الحادث الصادم وبعد ذلك الشخص يعود لحياته الطبيعية.
● الخلعة المتوسطة : هي حالة من الصدمة والفجعة التي يكون تأثيرها متوسط الحدة على المريض من الناحية الجسدية والنفسية. والتي يتعرض لها حوالي %50 من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم حيت تستمر بين أسبوعين وثلاثة أشهر. ثم بعد ذلك تختفي أعراضها لكن يمكن أن تساعد العلاجات الدوائية والمعرفية السلوكية على تجاوز هذه النوبة.
● الخلعة القوية : هي حالة من الصدمة والفجعة التي يكون تأثيرها شديد على صحة المريض النفسية والجسدية. التي يتعرض لها حوالي %10 من الأشخاص في مرحلة ما من حياتهم بحيت تستمر أعراضها لأزيد من ثلاثة أشهر ولا تختقي هذه الأعراض. إلا بتناول المريض للأدوية النفسية المضادة للقلق والتوتر إضافة للمرافقة النفسية والعائلية التي قد تقلل من تأثير الشعور بالخلعة وتمنح الدفئ والأمان للمريض.