نقدم لك أسفل هذا المقال أبرز أسباب قرحة المريء بالتفصيل، تابع القراءة حتى النهاية للمزيد من التفاصيل المهمة حول أسباب تقرحات المريء. وكذلك الإطلاع على جميع العوامل المساعدة في الإصابة بهذا النوع من القرحات الهضمية النادرة التي تصيب فئة قليلة من الأشخاص.
أسباب تقرحات المرىء |
أسباب قرحة المريء
تسبب قرحة المريء (esophageal ulcer) الإلتهابات والجروح وأحيانا ثقوب عميقة على جدار بطانة المريء مما يؤدي لظهور عدة أعراض مزعجة تضايق المريض خلال حياته اليومية.
قد تترافق قرحة المريء مع باقي القرحات الهضمية الأخرى التي تصيب المعدة والإثنى عشر نظرا لأن أسبابها متشابهة إلى حد ما وتشترك في نفس الأعراض.
لهذا ينصح بزيارة الطبيب في الوقت المناسب لتحديد مكان القرحة قبل توغلها في بطانة المريء لأن أعراض قرحة المريء غالبا لا تظهر في بداية الإصابة.
أسباب تقرحات المريء
• جرثومة المعدة : كما هو واضح من العنوان فإن جرثومة المعدة أو الجرثومة الحلزونية أو الهيليكوباكتر بيلوري (helicobacter pylori). مسؤولة بشكل رئيسي عن تكون أغلب القرحات الهضمية المشهورة. حيث على سبيل المثال تساهم بنسبة تزيد عن %60 في حدوث قرحة المعدة وبنسبة تقارب %90 في حدوث قرحة الإثنى عشر.
ولتوضيح كيف تساهم جرثومة المعدة في ظهور القرحات الهضمية لا بد لنا أن نذكر بأن هذه البكتيريا ومنذ إكتشافها في آواخر الثمانينات. أعطت نفسا جديدا لطب الجهاز الهضمي المهتم بدراسة القرحات الهضمية. حيث بعدما كان المجتمع الطبي يؤمن بأن التوتر العصبي والنظام الغذائي هي فقط العوامل المسؤولة عن تكون القرحات الهضمية.
ظهر إكتشاف سنة 2005 توج بجائزة نوبل يؤكد بأن السبب الرئيسي لأغلب القرحات الهضمية هو العدوى من جرثومة الهيليكوباكتر بيلوري الحلزونية. حيث بسبب تلوث الأغذية والمياه التي لا تحترم شروط النظافة العامة بالإضافة للعدوى إنطلاقا من التماس الجلدي أو لمس مستلزمات الأشخاص المصابين مسبقا بالعدوى.
تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان مستهدفة الجهاز الهضمي تحديدا المعدة وبفضل بروتينات الإلتصاق (adhesin) التي تتوفر عليها. تتمكن من التشبث بسطح الطبقة المخاطية لبطانة المعدة ثم تفرز أنزيم يدعى "urease". يساعدها عبر تفاعل كيميائي له مع مادة اليوريا في الحصول على ثنائي أكسيد الكربون ومركب الأمونياك الذي يمنحها مقاومة كبيرة إتجاه الحموضة العالية للمعدة.
بالإضافة لذلك فإن مركب الأمونياك السام له تأثيرات جانبية على الخلايا الطلائية المتراصة على سطح الطبقة المخاطية لبطانة المريء، المعدة والإثنى عشر. تتجلى هذه التأثيرات أساسا في رفع حساسية الطبقة المخاطية إتجاه حمض المعدة. مما يؤدي لظهور الإلتهابات التي تنتهي في نهاية المطاف بعد مدة زمنية محدودة إلى الإصابة بقرحة المعدة أو قرحة الإثنى عشر أو قرحة المريء .
• مضاعفات بعض الأدوية : تبين من خلال بعض نتائج الدراسات والأبحاث العلمية. أن هناك عائلات من الأدوية تساهم بشكل أو بآخر في تكون قرحة المريء ومن بينها نذكر ما يلي :
° مضادات الإلتهاب اللاسترويدية : إستعمالات مضادات الإلتهاب موجهة في العادة لكبح الألم الذي يسببه مرض الروماتيزم الإلتهابي في الفقرات والمفاصل. لكن إلى جانب ذلك فإن هذه الأدوية تعمل على تثبيط أنزيم سيكلوأوكسيجيناز -1 (cyclooxygenas-1). الشيء الذي ينعكس سلبا على إنتاج مادة البروستاغلوندين التي تحمي الغشاء المخاطي للمعدة.
° تعاطي الأسبرين : عرف دواء الأسبرين خلال فترة الثمانينات طفرة كبيرة في نسبة المبيعات. وذلك بسبب علاجه لبعض الإضطرابات والأمراض مثل الحمى، الألام الرثوية والوقاية من النوبات القلبية. لكن الدراسات والأبحاث الأخيرة تربط تورط الأسبرين في تكون مجموعة من الأمراض (قرحة المعدة والإثنى عشر ، فقدان الشهية .....).
° الإسعمال المفرط للمسهلات : هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأشخاص لإستعمال المسهلات. خاصة في مواجهة الإمساك المزمن لكن الإفراط في إستعمال هذه المواد قد يصاحبه ظهور القرحات الهضمية.
• إرتفاع حموضة المعدة : تتعدد أسباب إرتفاع حموضة المعدة بين العامل الوراثي وتأثير البيئة والسلوك الفردي. مما يساهم في ظهور مضاعفات خطيرة تؤثر من جهة على سماكة جدار المريء، المعدة والإثنى عشر. ومن جهة أخرى يؤدي إرتفاع حمض المعدة إلى تزايد كثافة جرثومة المعدة الشيء الذي يضاعف إحتمالية الإصابة بقرحة المريء، المعدة والإثنى عشر.
• التوتر والقلق : لا يوجد إلى حد الأن أي بحث أو ورقة علمية تؤكد أن التوتر والقلق له علاقة في الإصابة بالقرحات الهضمية. إلا أن الدراسات تؤكد أن العامل النفسي عموما يساهم في رفع حموضة المعدة. مما يزيد في إحتمالية إحتضان جرثومة المعدة وبالتالي مضاعفة فرص تكون قرحة المريء، المعدة والإثنى عشر.
• التدخين وشرب الكحول : تؤكد أغلب الدراسات والأبحات أن الإدمان على التدخين وشرب الكحول. يضاعف وبشكل كبير إحتمالية تكون القرحات الهضمية بجميع أنوعها (قرحة المريء، قرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر).
• ورم الغاسترينوما "Gastrinoma" : يسمى أيضا متلازمة زولنجر إليسون "syndrome zollinger ellison". وهو عبارة عن ورم نادر يصيب الجهاز المعوي ترافقه إضطرابات في إفراز هرمون الغاسترين. الشيء الذي يتسبب في ظهور قرحة المريء، المعدة والإثنى عشر بأعداد كبيرة يصعب علاجها.
• إصابات الرأس والحروق : هناك نوع أخر من القرحات تسمى قرحة الشدة "stress ulcer". تم رصدها في بعض الحالات الخاضعة للتنفس الإصطناعي بسبب إصابات الرأس والحروق الجلدية.