أنواع مرض السكري عددها 11 وليس 3 فقط تعرف عليها بالتفصيل من خلال هذه التدوينة المفصلة على هذا الموقع المتخصص في دراسة مرض السكري. وكذلك التعرف على الفرق بين أنواع مرض السكري التي تصيب كل شخص على حدى وتسبب أعراض جسدية ونفسية مختلفة.
أنواع مرض السكري |
انواع مرض السكر
أنواع مرض السكري المصرح بها من طرف منظمة الصحة العالمية تنقسم إلى مجموعتين الأولى تكون معتمدة وتضم ثلاثة أنواع. وهي السكري النوع الأول والسكري النوع التاني والسكري النوع الثالث أو سكر حمل. والتانية لا زالت محط جدال لكننا سوف نتعرف على كل واحد فيها والفرق بين جميع أنواع مرض السكري حصريا في هذه المقالة المفصلة.
أنواع مرض السكر تعرف إنتشارا واسعا حول العالم خصوصا في الدول المتقدمة التي حققت إزدهارا على مستوى كافة الميادين والأصعدة. الشيء الذي غير نوعا ما من شكل الحياة البسيطة والتقليدية التي كان يعيشها الإنسان سابقا. مما أدى إلى جانب مرض السكري لظهور العديد من أنواع الأمراض والإضطرابات الأخرى. وللإشارة فإن العديد من الدراسات والأبحاث العلمية مثل هذه المنشورة على موقع wikipedia. تؤكد أن مرض السكري ليس متعلق فقط بالجينات والطفرات الوراثية كما يعتقد البعض. لكن قد يرتبط السكري بشكل وثيق بالظروف البيئية والمرضية مثل السمنة والعوامل السلوكية مثل المواد الغذائية المصنعة الغنية بالسكريات السريعة.
أنواع مرض السكري تصنف جميعها ضمن الأمراض الإستقلابية metabolic diseases. حيث تؤدي إلى مشكلة واحدة وهي إرتفاع معدل السكر الطبيعي في الدم عن القيمة الوسطية التي تعادل 1 غرام في اللتر الواحد من الدم. الشيء الذي ينعكس سلبا في المدى القريب على صحة الأعصاب والعروق الدموية وقد يصل الأمر على المدى البعيد إلى مشاكل صحية خطيرة. يمكن فيها بثر الأعضاء أو فقدان الحياة، إضافة لذلك فإن أعراض السكري النوع الأول أو التاني أو الثالث تتشابه جدا. ولا يمكن من خلالها تشخيص نوع مرض السكري الذي يصيب كل مريض على حدى كما أن العلاج يختلف أيضا بإختلاف أنواع داء السكري.
أنواع السكر
1) السكري النوع الأول ( daibetes type 1 ) : هو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية autoimmune diseases. التي تنشئ عندما تقرر الخلايا التائية للجهاز المناعتي الهجوم على خلايا لانغرهانس بيتا وتدميرها نهائيا داخل غدة البنكرياس المنتجة لهرمون الأنسولين. مما يؤدي إلى إرتفاع السكر الطبيعي بسبب فشل عمليات هدم سكر الجليكوز من طرف خلايا وأنسجة الجسم وتحويلها إلى طاقة تستفيد منها للقيام بوظائفها الحيوية.
السكري النمط الأول لا يمكن الوقاية منه بأي حال من الأحوال فهو يصيب الأطفال منذ نعومة أظافرهم لأنه مرتبط بشكل كبير بالعامل الوراثي. لهذا السبب يسمى هذا النوع بسكري الأطفال لكنه يمكن أن يصيب كذلك البالغين. وبشكل عام فإن السكري النوع الأول يصيب حاليا أزيد من %10 بالدول الأروبية والأمريكية. الشيء الذي يدفع بالهيئات والمنظمات الصحية إلى دعم الأبحاث والدراسات العلمية الموجهة لدراسة هذا النوع من مرض السكري.
مرض السكري الدرجة الأولى من الأمراض المزمنة لا يمكن علاجه نهائيا أو التخلص منه إلى الأبد. حيث أن خلايا لانغرهانس بيتا للبنكرياس إذا دمرها الجهاز المناعتي لا يمكن تعويضها. إلا في حالة إما من جهة تم زراعة الخلاية الجذعية التي تتطور مع مرور الوقت إلى خلايا لانغرهانس بيتا. وهذا الأمر أكد نجاعته في 300 حالة إلى حد الأن أو ومن جهة أخرى زراعة البنكرياس الصناعي الذي أتبث نجاحا أيضا في 7000 حالة. لكن رغم حالات الزراعة الناجحة إلا أن العلاجات التقليدية التي تتم من خلال قياس معدل السكر وحقن الأنسولين في حالة إرتفاع السكر. يبقى هو علاج السكر النوع الأول الأكثر شعبية للسيطرة على أعراض السكر ومنع تطورها في إتجاه ظهور مضاعفات السكر الخطيرة. التي قد تسبب العديد من الأمراض والإضطرابات الجسدية والنفسية وأحيانا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
2) السكري النوع الثاني ( daibetes type 2 ) : في هذا النوع من مرض السكري خلايا لانغرهانس. لغدة البنكرياس تكون سليمة وتفرز الأنسولين بشكل طبيعي إلى حد ما لكن المستقبلات المتراصة على ظهر الغشاء الخلوي المكونة لأنسجة وأعضاء الجسم. لا تستجيب إلى هرمون الأنسولين بشكل صحيح الشيء الذي يؤدي إلى تراكم تركيز الأنسولين في الدم وعدم هدم سكر الدم للحصول على الطاقة. مما يؤدي لإرتفاع السكر الطبيعي وظهور بذلك العديد من أعراض السكري الجسدية والنفسية التي تحتاج إلى تدخل علاجي فوري.
السكري النمط الثاني يمكن الوقاية منه إذا إستطعنا التحكم في بعض الظروف البيئية وعاداتنا السلوكية مثل النمط الغذائي الذي يؤدي للإصابة بالسمنة. حيث كما جاء في موقع diabetes فإن السمنة تعتبر من العوامل الرئيسية للإصابة بالسكري النوع الثاني. وهذا الأمر تم تأكيده من خلال نتائج الإحصائيات التي أفادت أن البدانة والسمنة أصابت %55 من المرضى بالسكري النمط الثاني. وهذا خبر رائع يمكننا التحكم فيه من خلال طرق التخسيس وإنقاص الوزن. كما أن التقدم في العمر يمكن أن يتسبب في إصابة %20 كذلك وهذا الأمر للأسف لا يمكننا التحكم فيه. شأنه شأن التاريخ العائلي لمريض السكري النوع الثاني الذي ترتفع إحتمالية الإصابة به كلما كان هناك أفراد في عائلة المريض تعرضوا للإصابة به مسبقا.
مرض السكري الدرجة الثانية من الصعب ملاحظة أعراضه في البداية لهذا فإن العلاج كلما كان باكرا كلما إستطاع مريض السكر التغلب على السكري مبكر. ويتم ذلك من خلال تغيير نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بشكل منتظم والحرص على تقليل السكريات خاصة السريعة الإمتصاص التي ترفع سكر الدم بسرعة. إضافة إلى التخسيس وإنقاص الوزن عبر التخلص من الدهون المتراكمة حول منطقة البطن، الصدر والأرداف. إضافة لذلك يمكن دعم العلاج بتناول بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب للتحكم في نسبة سكر الدم وتقليل مقاومة الأنسولين من طرف خلايا الجسم. للسيطرة ما أمكن على أعراض السكري الجسدية والنفسية والوقاية من مضاعفات السكر الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة في حالة تأخر العلاج المناسب.
3) سكر حمل (Gestational diabetes) : هذا النوع من مرض السكري يصيب النساء الحوامل فقط. في الثلث الثالث من الحمل الذي يبدأ إنطلاقا من الأسبوع 28 إلى 40. وعلما أن الجنين يكتمل نموه في الأسبوع 37 فإن الأم الحامل في هذه الفترة تعاني من الناحية الجسدية والنفسية. حيث مثلا قد تصاب بسكر حمل نتيجة عوامل هرمونية تتعلق بالحمل مثل وجود محفز الإلبان البشري المشيمي (HPL) يسمى أيضا الهرمون المشيمائي الإنساني (HCS). والذي تفرزه المشيمة لتزويد الجنين بالطاقة لكنه يكون مضاد للأنسولين بمعنى أنه يقاوم مستقبلات الأنسولين. فينتج عن ذلك إرتفاع معدل السكري الطبيعي الشيء الذي يجعل من سكر حمل أشبه بالسكري النوع الثاني.
سكر حمل يمكن الوقاية منه كما تشير العديد من الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة وذلك من خلال التخسيس وإنقاص الوزن، ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين. إلا جانب ذلك لا يجب على جميع الأمهات الحوامل القلق بشأن الإصابة بسكر حمل لأنه لا يصيب جميع النساء الحوامل. فالإحصائيات تشير أن سكر حمل يصيب بين %2 و %5 فقط من الحوامل ورغم أن نوع مرض السكري هذا يشفى تلقائيا بعد الولادة. إلا أن تأخر العلاج يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات الجسدية والنفسية على صحة الأم والجنين على حد سواء. حيث أن سوء العلاج قد يصيب %20 إلى %50 من الحوامل بسكري النوع الثاني في الشهور الآخيرة من فترة الحمل.
سكر حمل لا يوجد له علاج نهائي فالتدخلات العلاجية تهدف فقط إلى التقليل من مخاطر سكر حمل على صحة الأم والجنين. مثل إتخاذ الطبيب بعض القرارات التي تهدف لإدخال الجنين في عنابر الأطفال وتحفيز الولادة قبل آوانها. كما أن التحكم في النظام الغذائي وممارسة الرياضة لإنقاص الوزن وتخسيس دهون البطن، الأرداف والصدر. يمكن أن يساهم في الحماية والوقاية من أعراض سكر الحمل الجسدية والنفسية. إضافة لذلك فإن فشل علاج سكر الحمل بالطرق والأساليب السابقة يدفع الطبيب إلى توصيف أدوية الأنسولين سريعة المفعول. التي تتناولها المرأة الحامل قبل الأكل للتحكم بشكل جيد في تركيز سكر الدم. وبشكل عام فإن جميع علاجات سكر حمل تنتهي مهمتها بمجر ولادة الجنين. لكن رغم ذلك فإن الأم تبقى معرضة للإصابة بسكر الحمل في المرة القادمة بنسبة تتراوح بين %30 و %84.
انواع السكري
1) سكري الشباب الناضجين ( Maturity onset diabetes of the young (MODY) ) : هو شكل نادر من مرض السكري. الذي يختلف عن السكري النوع الأول والثاني في أنه ينتشر بقوة داخل العائلات بسبب طفرة جينية أو تغير في الصبغيات mody 1 و mody 2. التي يمررها الأباء إلى أولادهم فتزداد إحتمالية الإصابة بنسبة %50 بنوع سكري الشباب الناضجين في هذه الحالة. لكن رغم ذلك فإن الإصابة بهذا النوع من مرض السكري ليست دائما متعلقة بالعامل الوراثي. حيث أن النمط الغذائي السيء، عدم ممارسة الرياضة، إدمان المخدرات والعديد من الأسباب الأخرى يمكن أن ترفع إحتمالية الإصابة بسكري الشباب الناضجين.
2) سكري حديثي الولادة ( Neonatal diabetes ) : هو شكل آخر من أشكال مرض السكري الذي يصيب الأطفال الرضع تحت سن ستة أشهر. بسبب مشاكل في الجين NDM الذي يؤدي لإنخفاظ تركيز الأنسولين وليس عدم إفراز الأنسولين مثل نوع السكري الأول. مما يؤدي بذلك إلى إرتفاع معدل السكر الطبيعي وظهور مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية على الرضيع. وبشكل عام فإن سكري حديثي الولادة يمكن أن يظهر على صيغتين الأولى يسمى فيها بمرض السكري الوليدي الدائم (PNDM). وهي الحالة التي يبقى فيها الأنسولين مدى الحياة منخفظا والثانية يسمى فيها بمرض السكري الوليدي العابر (TNDM). وهي الحالة التي تعبر عن تحسن إفراز الأنسولين مع مرور الوقت ويشفى السكري لكن هذا ليس في جميع الحالات حيث يمكن أن يعود من جديد.
3) متلازمة ولفرام ( Wolfram Syndrome ) : هو عبارة عن مرض وراثي نادر يسبب العديد من الأضرار والمضاعفات. مثل السكري، العمى والصمم والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. حيث يعود سببه إلى خلل في الشبكة الأندوبلازمية لخلايا جسم الإنسان. وينقسم بشكل عام بحسب الخلل الجيني إلى متلازمة ولفرام النوع الأول (WFS1) التي يصاب بها المرضى نتيجة خلل في المورثة WFS1. ومتلازمة ولفرام النوع الثاني (WFS2) التي تحدث بسبب خلل في المورثة CISD2. فيما يخص علاج متلازمة ولفرام فإن السيطرة على الأعراض والحد من خطر مضاعفات السكري والمشاكل الصحية الأخرى هي العلاجات المتوفرة حاليا.
4) متلازمة ألستروم ( Alström Syndrome ) : هو عبارة عن مرض وراثي نادر جدا يؤدي إلى حدوث السمنة للأطفال وإضطراب وظائف الأعضاء الحيوية. مما يؤد إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات الصحية مثل مرض السكري النوع الثاني، العمى وفقدان السمع، إعتلال عضلة القلب والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. يعود سبب الإصابة بمتلازمة ألستروم إلى مجموعة من الطفرات الوراثية التي تستهدف الجين ALMS1 المسؤول عن تكوين أهداب الخلايا حقيقية النواة. في المقابل فإن أعراض هذه المتلازمة الهدبية قد تتشابه مع متلازمة باردت بيدل الهدبية والتي تنشئ نتيجة خلل في الجين BBS. وتجدر الإشارة أن علاج متلازمة ألستروم غير متوفر حاليا فالتدخلات الطبية يمكن أن تركز على تصحيح معدل السكر الطبيعي. والسيطرة على الأعراض الأخرى ومنع تطورها في إتجاه ظهور مضاعفات خطيرة.
5) مرض السكري الكامن في المناعة الذاتية عند البالغين ( (LADA) Latent Autoimmune diabetes in Adults ) : هو أحد أنواع مرض السكري. الذي يصيب البالغين ويعتبر حالة خاصة للسكري النوع الأول الذي يصيب عادة الأطفال وتجدر الإشارة أن خطأ تشحيص مرض السكري هذا أمر وارد جدا. بالنظر لأغلب الأطباء الذين يرجحون سبب إرتفاع السكر في سن البلوغ إلى الإصابة بالسكري النوع الثاني. خصوصا إذا ترافق الأمر مع التاريخ المرضي وبعض العادات السلوكية الخاطئة مثل الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالسكريات السريعة. عادة يعتمد علاج السكري الكامن في المناعة الذاتية عند البالغين على نفس الخطة العلاجية للسكري النوع الأول بحقن الأنسولين الخارجي. والسيطرة بذلك على الأعراض الجسدية والنفسية ومنعها من التطور في إتجاه ظهور بعض المضاعفات الصحية الخطيرة.
6) مرض السكري من النوع 3س ( Type 3c diabetes ) : يسمى أيضا بسكري البنكرياس. بسبب المشاكل والإضطرابات التي قد تلحق بهذا العضو مثل إلتهاب البنكرياس المزمن، إستئصال البنكرياس، سرطان البنكرياس .... ). ويمكن علاج مرض السكري النوع 3c بحقن الأنسولين الخارجي للتحكم بمستوى سكر الدم إضافة لتغيير نمط الحياة. للسيطرة بشكل جيد على الأعراض الجسدية والنفسية لنوع مرض السكري هذا ومنع تطورها في إتجاه ظهور بعض المضاعفات التي قد تصل إلى الوفاة أحيانا.
7) مرض السكري الناجم عن الستيرويد ( Steroid-induced diabetes ) : يمكن أن يسبب تناول أدوية جلايكورتيكويد. لعلاج الحالات التالية مثل تليف كيسي، الربو، زرع الأعضاء، مرض التهاب الأمعاء والعديد من المشاكل الصحية الأخرى. إلى الإصابة بمرض السكري الذي ينشئ من خلال تعارض الجلوكوكورتيكويدات مع وظيفة الأنسولين الشيء الذي يؤدي إلى إرتفاع معدل السكر الطبيعي. فينتج عن ذلك نفس أعراض السكر الجسدية والنفسية، وعموما علاج سكري السترويد يتعلق بالمدة التي يتناول فيها المريض هذه الأدوية فتنتهي الأعراض نهائيا بعد ذلك.
8) سكري التليف الكيسي ( Cystic fibrosis diabetes ) : مرض السكري المرتبط بالتليف الكيسي يعتبر من بين المضاعفات الخطيرة لمشكلة التليف الكيسي. التي تعتبر حالة وراثية تؤثر بالدرجة الأولى على الرئتين ثم البنكرياس، الكبد والأمعاء وتزداد إحتمالية الإصابة به مع التقدم في العمر. إبتداء من سن 21 سنة حيث أن %20 من المراهقين وبين %40 إلى %50 من البالغين المصابون مسبقا بالتليف الكيسي هم أكثر عرضة لمرض السكري. وللإشارة فإن علاج السكري في هذه الحالة يرتبط بعلاج مشكلة التليف الكيسي وهنا تكمن المعضلة لأن أغلب مرضى السكري من هذا النوع. يفارقون الحياة بسبب مضاعفات التليف الكيسي الذي يفشل التدخل العلاجي في أغلب محاولاته للسيطرة عليها.